شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 96)
- المحتوى
-
حب التلفيق في الادب العبري
بين البالغين وانهيارات كثيرة» بدنية وعقلية. وثمة نتيجة أخرى متناقضة في التربية الجماعية. فهي تقوّي, بد
من ان تزيل» التعلق العاطفي بالاصل . ولقد بدت تلك لي من الخصائص المزعجة لعرقنا. الاطفال يسكنون بيتهم
منذ ولادتهم تقريباً؛ يعني انهم يتعهدهم أشخاص متخصصون بدلا من هواة جهلة. (ان وظيفة الاب لد التي
تتضمن أضخم دور في المسؤولية الاجتماعية؛ هى وحدهء الذي لايتطلب تفويضاً أى أذناً) . أن هذا النهج» يمكن
عدا عن ذلك من امتياز يجعل الاهل احراراً في العمل خلال النهار. ويضمن نوماً لا يتقطع في أثناء الليل كما
يحمى الطفل من عقدة العجوز أوديب ومن غيرها من الآفات الاجتماعية.
عقدة أوديب ؟ كنت اتصور كوستلر أكثر حذقاً ومعرفة. أن بعد الاهل عن الطفل هى أهم سيب في عقدة
أوديب وسواها من الشذوذ الجنسي. تلك قاعدة باتت لا يجادل فيها علم النفس الحديث, وياتت بيوت الاطفال
جائزة وقتأ محدداً من النهار قيما تكون الام في عملها؛ لكن البطل الرئيس في الرواية قال عن نتائج هذه التربية
ما يلي:
«مع ذلكء في اعماق ذاتيء ربما كان ريبي الفطري يقول لي ان ذلك أجمل من ان يكون واقعاً. والمؤسسة لا
عيب أبداً فيها . انه النوع الانساني الذي منه الجيل الجديد. لقد لاحظنا منذ وصولهم, تلك الفتيات القصيرات
السمان, بعجيزاتهم الضخمة واثدائهن الثقيلة, السابقات اعمارهن جسدياًء والمتأخرات عنه عقلياًء اللائي لم
ينضجن, من جهة:؛ وسبقن النضج كثيراً. من أخرى؛ واولئك الصبيان الذين تعضّلهم غير سوي؛ الحمقى
والاغبياء: وضحكهم العدواني» وأصواتهم النشان, الذين جرّدوا من التقاليد» والكياسة والاسلوب...
«كان آباؤهم ينتسبون الى أكثر عروق الارض تجوالاً؛ أما هم؛ ففلاحون شوفيتيون. كان آباؤهم كتل
أعصاب مفرطة في الحساسية وذوي أجساد غير سوية؛ اما هؤلاء. فأعصابهم كحبال» وأجسادهم كقبيلة طرزانية
عبرية تطوف بين هضاب الجليل. آباؤهم كانوا حادّين» عنيفين» متوترين» ميهّرين؛ أما هؤلاء, فبلداء, بلا ذوق»
وقساة. آباؤهم اشتهرو! بتعدد اللغات» ونشأوا هم على ألا يتكلموا غير لغة وحيدة, نامت عشرين قرناً قيل ان
تنتعش تنتعش اصطناعياً..
«ان ننتشل العبرية من تحجرها المقدسء فذجعل منها لغة حيّة. كان نصراً رائعاً. غير ان هذه المعجزة تفرض
التضحيات. ان أبناءنا يستخدمون لغة لم تتطور منذ بدء العهد المسيحي. وهي لا تحمل أية ذكرىء أو أي اثر
لما حدث للانسانية منذ عهد المعيد. تصوروا اللغة الفرنسية وقد انقطعت عن الثماء منذ ' نشيد رولان ' مع انها
أقرب الينا نحن بعشرة قرون . كلاسيكئينا نحن هم العهد القديم» وأشعارنا تقف عند نشيد الأناشيدء وأبناؤنا
عند يعقوب... وبعدها آلف عام بيضاء». وإلى ان يقول:
«بتنا لا نشعر بغرابة لغتناء وحيث يمشي الناس على العكاكيز لا يقف العابر فيتسغرب. وهكذاء فقد رُبَي
الجيل الجديد على الكلام بلغة تشكو ضعف الذاكرة. هؤلاء الأولاد لا يكتسبون غير أكثر المفاهيم بدائية عن
الأدب العالمي» وتاريخ أوروباء وليست لديهم غير فكرة غامضة عمّا حدث منذ اليوم الذي فيه إبّان حكم تيتوس,
احتلت الفرقة التاسعة قلعة داوود. انهم لا يتكلمون لغة أجنبية ماء لولا قليل من الاتكليزية من مستوى مدرسة
ليبنتز. والتراجم التي ليست كثيرة ولا جيدة عن الكلاسيكيين لا تحرّك شيئاً فيهم. أن عقولهم مقطوعة عنها
الهرمونات الانسانية. وبالمقابل» فان معلوماتهم العلمية هي أعلى من معلومات الطلاب في البلدان الغربية, وهم
لا يجهلون شيئاً يختص بالسماء والسقاية والدورة الزراعية. يعرفون أسماء النباتات والطيور. يعرفون كيف
يستخدمون البندقية:؛ ولا يخافون العربي» »ولا الشيطان. وبتعبير آخرء انقطعوا عن أن يكونوا يهوداً من اجل ان
يصبحوا فلاحين عبراتيين».
التربية الجديدة. إذأء » تستهدف اقتلاع |أالاحساس الانساني وزرع العداء في الأجيال وتحضير للمذبحة:
دان تذبح الآخرء أو ان يذبحك». لقد خلقت جيلاً لا يناقش كثيراً: وانما يندفع الى أمام. واختيرت من التوراة
النصوص التي تتغنى بالقتل» ومن الحاخاميين من يحض عليه. فلا نعجب, بعد ذلكء اذا كان الجيل الذي نسمع
بأخباره اليوم وهى ثمرة تلك التربية هى الجيل الذي يقوده كهانا ويكسر عظام البشر بالحجارة. في الوقت
العدد :15١ كانون الثاني ( يناير) 1545 شْئين فلسطزية 56 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22210 (3 views)