شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 97)
- المحتوى
-
د. سامي الجندي حسم
عينه يقارن كوستلر بين المد ارس العربية وطرق التدريس:
«دلّهم المختار على بناء متواضع طلي بكلس أبيض,ء موقعه من القرية في المنطقة المحرّمة عليهم (أي أصل
المستعمرة), تخرج منه جماعة من أطفال صغار حفاة. كانوا في أسمال ورؤوسهم السمراء محلوقة تشبه طابات
البلياردو:.
ثم تعرّض الى مناقشة قوامها يهود وبريطانيون وعرب؛ تدور حول التعليم. قال كابلان؛ موجهاً كلامه الى
نيوتن: «اما عن مسألة المدرسة, فأنت تعرفها. اليهوب يمولون مدارسهم الخاصة وتمدٌ الحكومة مدارس العرب.
ان الجزء الأكبر من عائدات الضرائب يدفعها اليهوبء بحيث انذا ندفع عن مد ارسنا وعن مد ارس العرب. وما دمنا
نموّل تعليم العرب» فنحن نطلبء على الأقل» ان يقدّم بشكل ملائم».
أجاب نيون» وهو يحاول ان يتخذ لهجة ساخرة: «منذ متى شُغلت قلوبكم بثقافة العرب ؟».
« منذ ان اكتشفت أن الطريقة الوحيدة التي نتفاهم بها معهم هي ان نعلمهم بشكل ملائم. اننا لن نصل
الى اتقاق مع عشيرة من الجهلة المتعصبين. أود لو يوضع بعض الفهم في رؤوسهم, لعلنا نجد أمامنا بالغين
نستطيع التفاوض معهم».
ترى أية تربية يريد كوستلر أن يمنحها للعرب ؟ تربية القبول ؟ القبول القدري لكل القهر والتعسف ؟
في الرواية» تقمّى حياة العرب نقطة نقطة كي يستخلص منها ما يمكن ان تروّجه الدعاية. مثلاً: التقى
جوزيف بوليد الراعي الذي جاء لزيارة أربيه. وبعد ان سأله عن صحته؛ وصحة أمه, وأبيه؛ واخوته, وحصاتهم,
وبغلهم وحمارهمء وأغنامهمء وكان الجواب في كل الأحوال: «الحمد لله»؛ وأكد على ان التقليد العربي يقضي بكل
هذه الاسئلة وان يكون الجواب «الحمدلله», حتى ولو كانت العائلة كلها مريضة:» وقد نفق الحصان وأحد البغلين.
«قال وليد: لاحظت لصديقك ان اشجاركم الفتية هي جد جميلة.
«قال أرييه شارحاً: وليد يحب الاشجار.
«قال وليد: أرى أن الأشجار جميلة.
«سألت: لم لا تزرعون منها في قريتكم ؟
«-طن قال وليد» وقد رفع رأسه دليل الاتكار. هذا مستحيل.
«-لماذ!
«طنء الأشجار لا تعيش أبداً.
«- ولماذا لا تعيش ؟
اذا اختصمت مع جارك يقطع لك أشجارك.
«-قلت: خسارة: أما من سبيل لمتعه ؟
«- طن لا. تحن لا نستطيع زراعة الشجر».
وتوقف؛ هناء الحوار. والخطير في لامر ان أكثر من تعرّف عليهم في اوروبا يتصورون أن كل أشجار فلسطين
هي يهودية: وان العربي هو صحراوي ضد الشجرء ويستشهدون بغزو بني هلال لتونس الخضراء؛ فقد أحرقوا
فيها كل أشجارها.
ونعي وليد على صديقه ان اليهود ما ان ينتهوا من بناء حتى يبد أوا باقامة سواه. ما ان ينتهوا من شراء
تراكتور حتى يشتروا آخرء دون ان يهتموا بلباسء او معاش,ء أو لذائذ أخرى. وأضاف قائلاً: «انتم
543 اتؤُونُ فلسطيزية العدد ,16١ كانون الثاني ( يناير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22210 (3 views)