شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 137)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 137)
- المحتوى
-
من حقهاء أ من حق غيرهاء تجزئة الشرعية الدولية
وتفتيت احكام القوانين الدولية.
السيد الرئيس»
ان نضال شعينا المتواصل في سبيل حقوقه يعود
الى عشرات السنين؛ قدم خلالها مئات الآلاف من
الشهداء والجرحىء وعاتى من كل أتواع العذاب
المأساوي؛ ولكنه لم يهن؛ ولم تفتر عزيمته, بل عززت
اصراره في تشيّثه بوطنه الفلسطني» وبهويته القومية.
أن قادة اسرائشيلء الذين أخذتهم النشسوة
الخادعة, تومّموا انه» بعد خروجنا من بيروت . سيبطع
البحر المنظمة؛ ولم يتوقعوا ان يتحول رحيل المنافي الى
مسار للعودة الى الوطن» الى ساحة الصراع الحقيقية,
الى فلسطين المحتلة؛ فكانت الانتفاضة الشعبية
الباسلة داخل ارضنا المحتلة؛ الانتفاضة التى قامت
لتستر حتى تتحقق أهدافنا في الحرية والاستقلال
الوطني .
وانه لممًا يشرقني: يا سيادة الرئيس» ان أكون
واحداً من أبناء هذ! الشعب الذي يسطر, بدماء اطفاله
ونسائه ورجاله؛ اروع ملاحم المقاومة الوطنية؛ ويجترح
معجزات يوميّة أشبه بالاساطين كي تستمر انتفاضته.
وكي تنمىء وتكبسر, حتى تفرض أرادتهاء ولتثبت ان
باستطاعة الحق ان يقهر القوة. فتحية اكبار لهذه
الجمافير من شعبنا التي 3 تصنع اليوم هذه التجربة
الثورية الديمقراطية الفريدة؛ انه الايمان الذي لم
تزعزعه كل آلة اسرائيل العسكرية؛ ولم يرهبه الرصاص
بكل أنواعه؛ ولم يذل منه دفن الاحياء. وكسر العظام:
واجهاض الحوامل؛ والاستيلاء على مصادر المياه؛ ولم
يوشن عزيمته الاعتقال» والسجنء والنفي, والطرد
خارج الوجلن. اما العقاب الجماعي؛ ونسف البيوت:
وغلق الجامعات والمدارس والثقابات والجمعيات
وال مؤسسات,؛ وتعطيل الصحفء وحصار المخيمات
والقرى والمدن» فلم تزد هذا الايمان الا رسوخاً لتعمّ
الثورة كل بيت؛ ولتتجذّر في كل شبر من أرض الوطن.
ان شعباً هذه سيرته, وهذا تاريخه؛ لا يمكن ان
يُهِرّم ؛ ولا يمكن لكل قوى البطش والارهاب ان تثنيه عن
عقيدته الراسخة بحقه في وطنه» ويقيّمٍ العدل والسلام
والمحبة والتعايش السمح. وكما حمتنا بندقية الثاش
فحالت دون تصفيتنا وتدمير هويتنا الوطنية في ساحات
المواجهات الساخنة؛ فنحن على ثقة تامّة بقدرتنا على
حماية غصننا الأخضر في ساحات المواجهات
وثائق
السياسية. أن هذا الالتفاف العالمى حول قضيتنا
العادلة لتحقيق السلام القائم على العدل. يُظهر. بشكل
ساطع» ان العالم يدرك» بلا التياسء من هو الجلاد
ومن هى الضحية:, ومن هو المعتدي ومن هو المعتدى
عليه؛ ومن هو المناضل من أجل الحرية والسلام ومن
هو الارهابي.
وها هي الممارسات اليومية لقوات جيش الاحتلال
وعصابات المستوطتين المتعصبين المسلحين, ضد
شعبنا وأطفالنا ونسائناء تفضح وجه الاحتلال
الاسرائيلي البشع؛ وتظهره على حقيقته العدوانية.
أن هذا الوعي العالمي المتنامي قد مس التجمعات
اليهودية نقسهاء داخل أسرائيل وخارجهاء وأخذ يفتح
عيونها على حقيقة المشكلة وعلى جوصر الصراع,
وخاصة أمام الممارسات الاسرائيلية اليومية غير
الانسانية التي تدمّر روح الديانة اليهودية السمحة
لقد بات من الصعبء والى حدود المستحيل؛ ان لا
يُعلن اليهودي رفضه للاضطهاد العنصري وتعلّقه
بالحريات وبحقوق الانسان وان يصمت على جرائم
وإنتهاكات اسرائيل ضد حقوق الانسان الفلسطيني
والشعب الفلسطيني والوطن الفلسطينىيء خاصة
أمام الممارسات اليومية البشعة للمحتلين وعصابات
المستوطنين.
اننا نميّن سيادة الرئيس, بين المواطن اليهودي
الذي سعت الدوائر الاسرائيلية الحاكمة الى طمس
وتزييف وعيه وصورة ضميره باستمرارء وبين ممارسات
قادة اسرائيل. بل اننا ندرك انه يوجد؛ داخل اسرائيل
وخارجهاء من اليهود الشرفاء والشجعان الذين لا
يقرّون حكومة اسرائيل على سياسة القمع والمذابح
والتوسع والاستيطان والطرد؛ ويقرُون لشعينا حقوقه
المتساوية في الحياة والحرية والاستقلال. وأنني؛ بأسم
الشعب الفلسطيني؛ اشكرهم على هذا الموقف الشجاع
الشريف.
أن شعبنا لا يريد حقاً ليس له ولا تقرّه عليه
الشرعية الدولية والقوانين الدولية. وهى لا يسعى الى
حرية تقهر حرية غيره» أى الى مصير يلغي مصير شعب
آخر. ان شعبنا يرفض أن يتميز على غيره؛ ويرفض
لغيره ان يتميز عليه. شعبنا يريد التساوي مع كل
الشعوب, له ما لهاء وعليه ما عليها. وانني أتوجه
بندائي هذا إلى كل الشعوب في العالم, وخاصة
1 يون فلسطزية العدد 15١ كانون الثاني ( يناير) 19485 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)