شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 10)
المحتوى
بل الانتفاضة وخيارات اسرائيل الصعية...
السلام,» في حين انتقدته أوساط اليسار الاكثر حمائمية» بسبب مطالبته بمناطق أكثر من اللازم.
وبذلك يمكن القول أن قادة حزب العمل لم يتخذوا قراراً واذ بأّحول تقبل الاراضي ‎1١‏ تلة. أما
اليمين. صاحب فكرة «أرض - اسرائيل الكاملة», فقد تخْلّى عن مواقفه الايديولوجية؛ وأتبع؛ بعد
استلامه الحكم العام /141/1, سياسة أكثر واقعية؛ ولم يفعل ما كان يفرضه التوالي المنطقي أن يفعله
أي ضم المناطق المحتلة الى اسرائيل. بل أن مناحيم بيغن «اعترف؛ بخطيده في كامب ديفي » بالحقوق
المشروعة للشعب الفلسطيني»( (؟). ولا يزال الموقف الاسرائيلي الرسمي» ممثلاً بالحزبين الكبيرين
الليكود والمعراخ؛ موحّداً حول «لاءات» ثلاثة فيما يتعلق بمستقبل الاراضي المحتلة. هي: ‎١‏ - لا
للانسحاب الكامل من المناطق المحتلة العام /1471؛ ؟ - لا للتفاوض مع م.ت.ف. ” - لا للدولة
الفلسطينية المستقلة. ويوجد الى جانب هذا التيار المركزي؛ يمينا ويساراًء موقف أحزاب وتيارات غير
مقررة في السياسة الاسرائيلية.
على أي حالء لقد فرضت الانتفاضة على الاسرائيليين التفكير من جديدء للتخلّص من «فخ»
الانتفاضة, من جهة, وللمحافظة على طابع الدولة اليهودية واستمرار وجودهاء من الجهة الأخرى.
والاسرائيليون الذين نقصدهم ليسوا تلك الفئة من السياسيين التي تُخضع مواقفها السياسية
لاعتبارات الصراع الحزبي والمصالح الانتخابية؛ وائما تلك الشريحة من أصحاب الرأي والاكاديميين
التي تسبق السياسيين في استشفاف آفاق المستقبل» وتجري تقويماً دقيقاً للاحتمالات المتوقعة: بناء
على دراسات علمية» ومعطيات ملموسة. ومهما تكن اشكال الخيارات التي يناقشها أصحاب الرأي
من الاسرائيليين للخروج من مأزق الانتفاضة وآثارها المختلفة على اسرائيلء فانهاء جميعاًء تصطدم
بمحاذير عديدة؛ وذات ابعاد استراتيجية بعيدة الاثر في مستقبل الدولة العبرية؛ وهي تتمهور في
مفصلين رئيسين, يتعلق الأول في أهمية اراضي الضفة الغربية للأمن الاسرائييء ويرتبط الثاني
بالعامل الديمفرافي وتأثيره في مستقبل الطابع اليهودي لدولة اسرائيل.
اولاً: الضفة الغربية والأمن الاسرائيلي
يرتيط موضوع أهمية الضفة الغربية للأمن الاسرائلي يصلب الاستراتيجية العسكرية
الاسرائيلية التي تقول بأن اسرائيل لا تملك عمقاً استراتيجياً كافياً لدفاع عن بنيتها الاساسية,
ولتأمين مناورة قواتها في حالتي الهجوم والدفاع, وتعبئة قوات الاحتياط لديها في الوقت المناسب. وقد
فرضت الانتفاضة على كبار العسكريين والاكاديميين الاسرائيليين اعادة تقويم مدى أهمية وجود عمق
استراتيجي للدفاع مع وجود أنظمة سلاح متطوّرة» ووجود أكثر من مليون ونصف المليون من السكان
المعادين لاسرائيل في الاراضي المحتلة. ويختلف الاسرائيليون: وتتباين مواقفهم: حول المسألة. ففي
حين لا يرى بعضهم وجود أهمية كبرى للأرض من أجل الدفاع» يتمسّك آخرون برأي معاكسء على
الرغم من المخاطر الناجمة عن استمرار الاحتلال.
ويسأل اصحاب الرأي الأول هل تبقى للأرض أهمية في الدفاع في عصر الصواريخ بعيدة المدى
والاسلحة المتطوّرة وأجهزة الانذار والاستطلاع الالكترونية ؟ وهل عرض ‎٠١‏ كيلومتراً للضفة الغربية
يحل مشكلة العمق الاستراتيجى لاسرائيل ؟ اذ ان الاحتفاظ بالأرض يعني وجود عدد كبير من
السكان المعادين, والذين سوف «يستمرون بموجات من الانتفاضات الأخرىء حيث ستنزلق اسرائيل
إلى حرب أهلية تمل عرب اسرائيل أيضاًء اى اننا سنواجه انتفاضة أخرى أكثر خطراً من صواريخ
أرض - أرض»!*'). ويحتمل ان تتطوّر المسألة الديمفرافية, الناتجة عن الاحتفاظ بالمناطق
العدد ‎:151١‏ شباط ( فبراير ) ‎١1945‏ لثؤون فلضطيزية 5
تاريخ
فبراير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10379 (4 views)