شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 16)
- المحتوى
-
ب الانتفاضة وخيارات اسرائيل الصعية...
المقولة, ركزت السياسة الاسرائيلية في تعاطيها مع المجتمع الدولي بشأن أزمة المنطقة؛ على ان
الصراع هو مع الدول العربية المجاورة» وليس مع أي طرف آخر. وأكثر ما يخشاه قادة اسرائيل هو
بروز العامل الفلسطيني طرفاً أساسياً في الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي. ومنذ بداية الانتفاضة,
حذّر وزير الدفاع؛ اسحق رابين» من تنامي الدور الفلسطيني في معادلة الشرق الاوسط. وقال: «ان
الخطر الاكبر على اسرائيل الذي تحمله الاضطرابات في المناطق [المحتلة] يكمن في امكانية تحوّل
الصراع في المنطقة الى صراع فلسطيني - اسرائيلي»!'؟). ولا يخفى على احد ان الاسرائيليين راهنوا,
في بداية الانتفاضة؛ على ايجاد حل ما مع الاردن. وعلى الرغم من اعلان املك حسين عن فك الارتباط
مع الضفة الغربية؛ الا ان الأمل ما زال يحدى بعض الاسرائيليين الى البحث عن مخرج لأزمتهم عبر
الايدن. وما يخشاه الاسرائيليون هو استمرار الانتفاضة طويلاً »مما يؤدي الى ابعاد الملك حسين عن
دائرة التأثير في الاراضي المحتلة ؛ وبالتالي؛ تكريس م.ت.ف. ممثلاٌ وحيداً للسكان من خلال التواصل
بين الانتفاضة وقيادة م.ت.ف. في الخارج. فدينامية الاحداث ستدفع» بدون شكء ممثلي م .ت .ف. في
الداخل الى قيادة الشارع الفلسطيني» وسوف «يتعاظم الاحساس بالاغتراب بين الاردن وسكان
الاراضى المحتلة»('؟). وسيؤيد الفلسطينيونء أكثر فأكثرء «الخيار الفلسطيني». وهذا هى «أنجاز
م.ت.ف. الأهم. واحتمالات هذا الاتجان أكبر من احتمال ان يطلب الفلسطينيون: في [الضفة
الغربية] وقطاع غزةء الى الملك حسين العودة الى المناطق: وهى الأمر الذي سيعتبر خيانة كاملة,[8؟).
وقد انتظر الاسرائيليون الحسم في هذا الموضوع من خلال دورة المجلس الوطني الفلسطيني الاخيرة.
فاذ! ما قبلت م.ت.ف. التحديء وأعلنت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة؛ فانها ستسقط بذلك
«الخيار الاردني»؛ والاء فان لدى الملك حسينء بعض حظ ويكون» بخطواته التي اعلنهاء قد «اخذ
مهلة» حتى يبلور مواقفه بشكل نهائي. ويقيناً. ان اعلان قيام الدولة الفلسطينية التاريخي» اضافة
إلى قرار الاردن فك الارتباط» واستمرار وتواصل الانتفاضة؛ كل هذه الخطوات سدت الطريق أمام
اسرائيلء للبحث عن مخرج عن مأزقها عبر تسوية مع الاردن» ووضعتها قبالة الخيار الوحيد, وهو
«الخيار الفلسطيني».
خيار استمرار الوضع الحالي
ان خيار استمرار الوضع الحاليء أي استمرار الاحتلال» هو الخيار الأسوأ بالنسبة الى اسرائيلء
بين جميع الخيارات المطروحة, ويعني هذ! استمرار الصعوبات والتحديات التي واجهتها اسرائيل منذ
قيامها وحتى الآن. ويدرك الاسرائيليون أنه لا توجد حلول سهلة لمشاكلهم؛ بل ان حجم المعضلات
التي تواجهها اسرائيل سوف يزد اد ويصبح أكثر تعقيدا. ويمكن اختصار ملامح الوضع الجديد الذي
اوجدته الانتفاضة من وجهة النظر الاسرائيلية بالاتجاهات الثلاثة التالية, التى أوردها المحاضر
في تاريخ الحركة القومية الفلسطينية في جامعة تل أبيب» د. اسحق بايلي(؟*):
١١ مكانة م.ت.ف. تقوى. فالفلسطينيون يؤمنون بأن اسرائيل: بسبب عدم قدرتها على قمع
الانتفاضة: قد وقعت في فخ. والمخرج الوحيد منه التفاوض مع م.ت.ف. وفي ضوء الحماس السائد
بين سكان المناطق [المحتلة]؛ وآمالهم التي بدأت تكبر في ان تمثلهم م.ت.ف. في المفاوضات بعد ذلك»
فان الاردن يترددء أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات العشر الأخيرة: في تقديم نفسه كممثل
للقضية الفلسطينية في المفاوضات.
٠ - موقق المساومة الاسرائيلى ضعيف. فكلما استمرت الانتقاضة ضعف موقف المساومة
الاسرائيليء بسيب الضوابط الاقتصادية والعسكرية في الداخلء والضغط الدولي المتزايد.
العدى 151١ شباط ( فبراير ) ١545 شُرُون فلسطيزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22309 (3 views)