شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 29)
المحتوى
د. عبدالرحمن الصالحي جب
اجتماعاته في عاليهء في لبنان. واستعرض المجلس تقرير اللجنة الفنية العسكرية السابق تشكيلهاء
والذي أشار الى تفوّق الصهيونيين؛ عدداً وعدة ونوعية واستعداد أ؛ وأوصى بضرورة العمل على سرعة
تسليح العرب للدقاع عن أنفسهمء مع تدريب الشيان وتشكيل قيادة عربية عامة: وتخصيص مبلغ لا
يقل عن مليون جنيه: دفعة أولىء وأبقاء الجيوش العربية على حدوب فلسطين للتدخل عند وجود خطر
يهدد عرب فلسطين؛ مع تقديم السلاح الى عرب فلسطين: خاصة المتاخمين للتواجد الصهيوني!”.
ولقد تم انشاء لجنة عسكرية لتحقيق هذه الاهداف, اتخذت دمشق مقراً لها؛ وأنشىء: كذلك,
معسكر يتولى تدريب المتطوعين الذين بدأت أفواجهم تدخل فلسطين مع مطلع العام 1515/8.
ولقد تطوّرت الامور بصدور قرار التقسيم من الامم المتحدة. وعلى أثره, عُقد مجلس جامعة
الدول العربية على مستوى رؤساء الحكومات» واصدر قرارأً ينص على «العمل على احباط مشروع
التقسيم والحؤول دون قيام دولة يهودية في فلسطين» وعلى الاحتفاظ بفلسطين عربية موحدة». والواقع
أن القرار جاء فضفاضاً مليئاً بالحماسء الا انه يفتقر لادوات التنفيذ. ومن ثمّء كما توقع البعض»
كانء فعلً؛ حبراً على ورق.
وقد أعقب هذا القرار قرار سرّي آخر اصدره مجلس الجامعة, في ١؟‏ شياط ( قبراير) /21514
يوصي حكومات الدول العربية بالمحافظة على الوضع الراهن, والامتناع عن منح امتيازات تتعلق بالنقط
في السعودية والعراق لشركات تعمل على ارغام العرب على قبول التقسيم.
وممًا تجدر الاشارة اليه ان القرارات السرية التي كانت تصدرها الجامعة لم تكن سرّية على
الاطراف الاخرى؛ فكانت تنقل اليهم مباشرة؛ قيل ان بعض الحضور كانوا يتبارون لنقل الاسرار الى
ممثلي الدول الأجنبية.
وعلى الرغم من مجموعة القرارات الصادرة: الا ان خطوات العرب كانت مبعثرة؛ وكان جهدهم
مشتتاً؛ وفوق ذلك؛ كانت النوايا غير صادقة. على سبيل المثال؛ كان لحكومة شرق الاردن تطلعات لضم
اراضي فلسطين اليهاء وارضاء بريطانياء وعدم خلق منازعات مع الصهيونيينء خاصة بعد اجتماع
الملك عبدالله مع بعض الزعامات الصهيونية في ؟١‏ نيسان (ابريل) 155/4: واجتماعه يغولده
مايرسون ( مائير ) ليلة ‎١١‏ / ؟١‏ أيار ( مايى ) ‎١9144‏ في عمّان. وبالنسبة الى مصرء فقد كانت مترددة
في دخول الحرب؛ بل لقد أعلنتء في البداية, انها لن تدخل فلسطين بجيش نظامي. ولعل ما صرّح به
الامين العام للجامعة العربية لرئيس الجمهورية السورية؛ عندما سأله قبل الحرب بيومين, وبالتحديد
في 1548/0/17 عمًا اذا كانت مصر ستدخل الحرب, فكانت الاجابة بالنفي. ولعله استند في ذلك
الى ما قرره رئيس الوزراء المصري؛ الا ان الملك فاروق ‏ كما ذكرنا ‏ اصدر قراره لرئيس الوزراء
بالحربء لاسباب اسلفناها من قبل. وحتى السعودية لم تكن راغبة في القتال. وقيل أن العاهل
السعودي ابرق الى ممثله يطلب منه الابلاغ الى الجامعة ان بلاده ليست مستعدة لخوض قتال وان
العاهل السعودي ينصح الفلسطينيين بالتعقل وقبول الامر الواقع.
والجامعة العربية» كغيرها من المنظمات الاقليمية» اطار يجمع متناقضات عديدة: كان المفروض
ان تكون لها استراتيجية موحٌدة وخط معين ازاء مسائل مصيرية . ولكن السؤال المطروح هو هل كانت
هناك دول تملك من عناصر القوة ما يمكن ان تضفيه على المنظمة ؟ الحقيقة ان الدول كانت متنافرة.
متناحرة؛ حديتة الاستقلال: هشّة البنيان: تتحرك في المسائل الموضوعية الجادّة تحركاً هيّناً يايقاع
بطيء. فلقد استقر رأي الحكومات العربية على دخول المعركة. ولكن هذا القرار كان متآخراً؛ ومن
58 نشؤون فلسطيزية العدد ‎:15١‏ شباط ( قبراير) 1945
تاريخ
فبراير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)