شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 30)
- المحتوى
-
ست حرب العام 194/8...
كم لم تستطع الحكومات تلك تقديم كل الامكانات؛ ولم تمنع قران التقسيم؛ ولم تمنع قيام دولة
اسرائيل» ولم تستطع ان توائم بين الكلمة؛ وما أكثرهاء وبين الفعل» وها أنضبه. ان الحكومات كانت
مترددة في دخول المعركة » ولولا شعويها لما دخلت ؛ فضلاً عن أن صورة الصهيونيين في الذهن العربي
كانت باهتة ومضئَّلة, علاوة على ان خططها كانت عاجلة وعفوية لم تختبر فاعليتها .
كما انه يتضح بجلاء؛ من استقراء الوقائع وتحليل الاحداث ومناقشة ما دار في اجتماعات
الجامعة, إن الجامعة لم تستطع ان تحقق اهدافها التي اعلنتها في البداية وحددتها في مؤتمر بلود ان
العام 1957. فلا هي منعت هجرة اليهود: ولا هي اتخذت خطوات ايجابية لتنظيم التقدّم الزراعي
وحماية الاراضي الفلسطينية والحفاظ عليهاء ولم تصدّ غارات الصهيونيين الوحشية على عرب
فلسطين: بل لم تحافظ على التقسيم المرفوض. فقد ضاعت الارض» وشسّد عرب فلسطينء وانهزمت
الارادة العريية في اطار جامعتها الفتيّة. وكل ما استطاعت فعله هى اعمال المقاطعة ضد اسرائيل,»
وكذلك ادارة حوار دبلوماسىء واهن الى حد ماء في اطار المنظمة الدولية العالمية» وكان حواراً مشوياً
بالحذر, من تخوّف العرب من الامم المتحدة.
والواقع ان الجامعة العربية, كغيرها من المنظمات الاقليمية فضللٌ عن حداثة نشاتها ذلك
الوقت, لم تكن جهة الحسم الوحيدة: علاوة على ان القضية لم تكن قضية عربية هيّنة» بل باتت قضية
دولية تنطوي على عناصر الازمة الدولية بكل معاييرهاء ولا تقدر الجامعة؛ بأمكاناتها الهشّة: بما تحتويه
من واقع يجمع متناقضات: ومع غياب ادارة جادة متقوّمة لديها قدرة على استشراف المستقبل
القريب» على الاقلء تستطيع ان تدير صراعاً محتوماً. وليس في ذلك اضفاء اعذار أى خلق تبريرات
للجامعة ولكنها حقيقة. فالدول العربية كانت حديثة الاستقلال وما زالت تحت سيطرة استعمارية
شبه كاملةء تغيب فيها؛ الى حد كبير القوة النضالية التي يمكن ان تؤثر في سير الاحداث(28) فضلاً
عن تدخل قوى كيرىء لا تملك الدول العربية: منفردة او في اطار منخلمتهاء دفع هذ التدخل بعيداً
منها.
لذلك؛ فاننا لا نلقي بمسؤولية الفشل على الجامعة . ومهما قيل انها كان يمكن ان تقلّل منه؛ أى
أن تستفيد من ديلوماسية العدى الا ان الأمل يدعونا الى القول أن الجامعة يمكن ان تكون موك
لتفاعل العناصر والعوامل العربية» تفاعلاً كيميائياً. فتفرز مكوّنات جديدة ونتائج أفضل(*).
حرب العام 154/8 والقوى الكبرى
ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية, حتى عقدت الشعوي العريية» وغيرها من الشعوب التي
قاست كثيراً من محن وقسوة الاستعمار, الرجاء على التحرر. وعقد عرب فلسطين آمالهم على نيل
استقلالهم؛ ولم يعد متصوراً استمرار الانتداب البريطاني» وان شاب أمل الاستقلال حذر وحيطة
التريّص الصهيوني.
ولقد كان من افرازات الحرب العالمية الثانية استقطاب القوى الدولية في قطبين عالميين قدّر لهما
ان يملكا من النفوذ ما لا تضاهيه آية قوى اخرى سواهما. ومن هناء فانه لا غرابة بتميّز مناخ
السياسة الدولية بالتوترات وعدم الثقة المتبادلة بين القوى والتكتلات الدولية الكبرى.
وباتت دول العالم الثالث رهينة تفاعلات قوى الاستقطاب وتهديد امنها القومي» أن لم يكن
ضياعه: حيث تَغيّب مقوّمات وعناصر هذا الامن؛ فتتكاثر وتتضاعف عوامل الضعف والوهن
الحدد /.١15١ شباط ( قبراير ) 1545 لون فلسطزية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)