شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 31)
- المحتوى
-
د. عبدالرحمن الصالحي سل
الامني؛ فالتسليح خاضع لقيود سياسية؛ وريما ايديولوجية؛ والتدخل الاجنبي يفرض نفسه, ولا
تملك هذه الدول: بسهولة ويسر دفعه يعيداً منهاء سواء بمقردها أى بمنظماتها الاقليمية ؛ والصراعات
الدولية تعكس آثارها السلبية على هذه الدولء حتى باتت الصراعات المحلية افرازاً للصراع الدولي.
واذا كان هذا حال دول العالم الثالث؛ سواء من حصلت منها على استقلالها أو التي بقيت مستعمّرة,
فان الوضعء كان بالنسبة الى فلسطين» اكثر تعقّداً . فدولة الانتداب قابعة» واعدة الصهيونية يمنحها
«وطناً قوميأ» على ارض فلسطين عنوة واغتصاباً؛ وفي الوقت عينه لا تود افساد علاقاتها مع العرب»
حرصاً منها على مصالحها. اضافة الى ذلك؛ احتلت الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي
مقاعد جديدة في اطار المتغيّرات الدولية» ليحقق كل منهما استراتيجيته الخاصة في هذا المكان الحيوي
والاستراتيجي
ويستحاول. هناء تبيان دور القوى الثلاثء قوّتا الاستقطاب الدولي وقوة الانتداب الاستعماري
المتملة في بريطانياء ذلك أن هذه القوة لعبت دوراً هاماً في اقامة اسرائيل. ومع ان الادوار تباينت:
واختلفت المشارب والاساليبء الآ ان المحصلة كانت واحدةء وهى تشريد عرب فلسطين؛ والاستيلاء
على بلادهم» واقامة دولة صهيونية فيها.
الموقف البريطاني
من نافل القول ان نذكر ان بريطانياء منذ احتلالها فلسطين» عمدت الى انشاء «وطن قومى» يهودى
لليهود فيها. وهذه السياسة ليست موقوتة باحتلال فلسطين؛ بل ضارية جذورها في القديم. فالعلاقات
بين الصهيونيين وبريطانيا علاقات قديمة قائمة على تبادل المصالح. لقد ساهم الصهيونيون في
المؤسسات البريطانية برؤوس أموالهم؛ وعملت بريطانياء في الوقت عينه؛ على تقوية نفوذها في المناطق
القريبة من قناة السويس؛ ومن ثم وجدت في فلسطين انسب المواقع في أطار تبادل المصالح مع
الصهيونيين. واذا كانت بريطانيا حرصت على كسب ودّ العرب مع بداية الحرب العالمية الثانية,
فاصدرت, في العام 1574 الكتاب الابيضء الا انه ما كادت تظهر نتائكج الحرب العالمية الثانية حتى
اصبح ارضاء العرب غيرذي موضوع . وعلى الجانب الآخرء بات خطب ونِّ الصهيونيين و تحقيق حلمهم
مسالة واردة التحقيقء خاصة مع تصاعد عمليات العنف والارهاب في فلسطينء في نهايات العام
41. ولقد حظي الصهيونيون بتأييد قوي من حزب العمّال البريطاتي؛ العام 19155
وعلى | الجانب الرسميء كانت بريطانياء وحتى العام 15144: متمسّكة بالكتاب الابيضء وان كان
ذلك لم يمنع ان موجات من الهجرة اليهودية قد وصلت الى فلسطين في اثناء الحربء الامر الذي زاد
من مال ل الارهاب الصهيوني داخل فلسطين.
ولقسد أفسرزت تلك الاضطرابات وأعمال العنف تشكيل لجنة التحقيق في ١١ تشرين الثاني
( نوفمبر) ١545 واشتراك حكومة الولايات المتحدة فيهاء فكانت تعضيداً جديداً للصهيونية. لقد
قدّمت اللجنة توصياتها في ٠١ نيسان (ابريل) 705147 5) باستمرار الادارة في فلسطين كما هي حتى
يرم اتفاقية لوضع فلسطين تحت وصاية الامم المتحدة؛ كما أوصت بالسماح الفوري بهجرة مئة ألف
يهودي الى فلسطين مع ايقاف القيود المفروضة على انتقال الاراضي الى اليهود. وإقد كانت التوصيات
لصالح الصهيونيين» ٠ ومتمشية: تماماً مع مطالبهم. وقد ورد في التقرير ان الصهيونيين لايرضون عن
فلسطين بديلاً» ولم يكن فيه أي شيء جديد بالنسبة الى العرب وحقوقهم(!)
ولقد عارضت جامعة الدول العربية هذه التوصياتء كما ذكرنا. وقد دعت بريطانيا الى مؤ
373 اشَوُون فلسطيزية العدد ,.15١ شباط ( فبراير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)