شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 69)
- المحتوى
-
هشام فوزي عبدالعزيز حت
أهمها وجوب طائفة يهودية كييرة لها مكانة اقتصادية واجتماعية مرموقة في تلك البلادء اضافة الى
أهمية العراق على الصعيد العربي: وخاصة دوره الهام والمؤثر في القضية الفلسطينية. فقد زار
العراق» خلال الفترة بين الثالث من تشرين الثاني ( توفمبر ) ١477 وشباط ( فبراير ) /15719: كل
من الياهو ساسون والياهى ايلات, اللذين كانا يعملان في القسم السياسي في الوكالة اليهودية: بقصد
«التعرف على أوضاعه واستجلاء علاقة الساسة العراقيين وموقفهم من قضايا العرب واليهوب»(*).
فالتقى ايلات مع بعض الشخصيات العراقية: منهاء على سبيل المثال» رئيس المحكمة العراقية» ووزير
المالية آنذاك احد اقطاب الحركة الوطنية في العراق» جعفر ابو التمن» ووزير الخارجية العراقية: ناجى
الاصيلء ومدير دائرة الزراعة في الحكومة العراقية: درويش حيدر, وعبدالقادر محمود أحد كيار
موظفي وزارة المالية؛ وقائد سلاح الجى العراقي: محمد علي جواد 7( *). أما الياهو ساسون: فقد التقى
مع 4؟ شخصية عراقية؛ تمل مختلف الاتجاهات السياسية؛ فتحدث معهم حول الاوضاع
السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق؛ كما انه قام بزيارة عدد من الاندية اليهودية, مثل
نادي الرافدين؛ ومن الشخصيات العراقية التي التقى بها ساسون مدير قسم الاعلام العراقي:
حسين جميلء ومدير الكلية الطبية في بغدادء أحمد قدري7"*), وطبيب الملك غازي الخاص؛ ومحرر
جريدة «الاهالي», عبد القادر البستاني» وعضوى مجلس النواب العراقيء فخري جميل[14.
وقد ارتابت الشرطة العراقية من تحركات ساسون الذي خشي من اعتقاله: فتوجّه من بغداد الى
طهرانء بطريق غير شرعي(05).
ويبدى ان الوكالة اليهودية في فلسطينء كانت» آنذاك: تفكر في توطين يهود العالم في العراق: اضافة
الى فلسطين. وممًا يؤيد ذلك قول ساسون للقنصل العراقي في حيفا: «ان قصدناء بعد أنشاء الدولة
اليهودية في فلسطينء ان نجعل مناسباتنا السياسية حسنة مع العرب جيرانناء ولا سيما العراق: الذي
نأمل في ان نتفق معهء بعد ذلكء على قبول مهاجرة أربعمائة الف يهودي اليه؛ لآن فلسطين: كما يعلم
كل واحدء سوف لا تتسع لجميع اليهود»(' ''). ولعل الزيارة التى قام يها ساسون وإيلات الى العراق
رمت الى تحقيق الهدف المذكور آنفاً. ١
ويضاف الى ما سبق ان المسؤول في الوكالة اليهودية؛ كيلتي» قام بجولة سرية على العراق» من
أجل دراسة امكان توطين اليهود هناك. ولم تكن تحركاته خافية عن أعين مديرية الشرطة العراقية. فقد
سجلت ذلك في كتابها المرقم س - .١177١ والمؤرخ في 8؟ أيار ( ماي ) 191728, أذ سجلت تجوله سراً
على انحاء العراق وتعيينه الاراضي الواجب شراؤها. كما نصح كيلتي اليهود باشراك المسلمين معهم
في شراء الاراضي وادخال اسمائهم شركاء وذوي حصص ضئيلة: ومدهم بالمال الوافرء من أجل توطين
اليهود في العراق. وبعد هذه الزيارة التي قام بها كيلتي» ظهرت فكرة عالمية للهدف المذكور, أذ أخبر
المسؤول في الوكالة اليهوبية الكيرن كاييمت بهذا المشروع؛ فأعرب المسؤولون في الكيرن كايميت عن
اعتقادهم بأن العراق سيكون مرتعاً خصباً لنشاط الحركة الصهيونية؛ فاندفعت الصهيونية العالمية
الى تنظيم نشاطها وابلغت الى مناصريها في اوروبا واميركا ان ترسل الى العراق اشخاصاً من غلاة
الصهيونية؛ بصفة معلمينء أو فنيينء أو ما شابه ذلك؛ لاتمام مشروع توطين اليهود في العراق!1:').
وعلى الرغم من مساعي الوكالة اليهودية لتحقيق الهدف المذكور, ألا انها فشلت في ذلك؛ بسبب
مناهضة السلطات العراقية الشديدة لأي نشاط صهيوني.
وامتد نشاط الوكالة اليهودية في العراق الى مجال أكثر خطورة وتأثيراًء وهو مجال اقامة
34 شُون فلسطيزية العدد ,.15١ شباط ( فبرأير ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)