شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 85)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 85)
المحتوى
د. عبد الوهاب المسيري
الكاسح. لا تزال توجد جيوب مقاومة بين اليهود الارثوذكس والاصلاحيين.
اليهود في الولايات المتحدة: انتقل مركز اليهودية الى الولايات المتحدة؛ مما كان يعنى
انتقال اليهودية الى تربة علمانية كاملة. فقد عمّت الاتجاهات الاصلاحية والمحافظة, وتآكلت اليهودية
الكلاسيكية (الارثوذكسية)؛ كما تآكل دور الحاخام تماماًء بحيث أصبح يسيطر اليهود العاديون على
الجماعة. وأصبح المعبد اليهودي جزءاً من النشاط الاجتماعي لاعضاء الجماعة؛ كما هيمنت
الصهيونية» على مستوى من المستويات: على الجماعة اليهودية: وعلى فكرها الديني.
- اليهودية الوجودية ولاهوت البقاء: ظهر بعد الحرب العالمية الثانية تيار بين المفكرين
الي يرفض الفكر الليبرالي الديني, ويطرح. بدلا منه, فكراً دينياً وجودياً يرى ان التجربة الدينية
لا يمكن ردها الى أي نسق يجرّبه خارجاً عنها (متأثرين» في ذلك: ببوبر وروزتزفايغ). ولكن هذه
التجربة الوجودية ان تركت وشأنهاء فهي ستغرق في الذاتية. ويرى أيوجين بورويتس» أهم ممثلي هذا
التيار. ان فكرة الميثاق بين الرب والشعب هى فكرة اساسية تحل هذه الاشكالات. فالميثاق يريط بين
كل اعضاء الشعب؛ وبالتالي» فمشكلة الشريعة ومدى الالتزام بها تصبح ثانوية. كما ان الميثاق يوحّد
ويمزج بين العناصر الدينية والشعبية للهوية اليهودية: لأن الميثاق يضم كلا من الرب والشعب
كعنصرين مسؤولين متساويين. وقد بدأت تبرز فكرة كلال يسرائيل؛ وهي المعادل الديني لفكرة روح
الشعب (الفولك الالمانية)؛ بحيث أصبح مركز العقيدة اليهودية هو هذه الروح التي حلّت محل روح
العصر التي كان يبشر بها الاصلاحيون. وقد تركت الهولوكوست أثراً عميقاً وظفه الصهيونيون لزيادة
حدة الاتجاه القومي, والاهتمام «الوجودي» بالذات. فظهر لاهوت موت الله, الذي يعلن ان الشعب
اصبح هو مركز اليهودية الوحيد, وتم الاستغناء, تماماًء عن الرب. وقد عدّل بعض المفكرين الدينيين
هذه الصيغة التى تجعل من المستهيل تسمية اليهودية ديئاً واقترحوا ما سموه «لاهوت البقاء», أي
ان يصبح هدف اليهود واليهودية هو البقاء. وهذه قيمة طبيعية أوداروينية وليست الخلاقية 27 2
اعادة تأكيد الانتماء الديني في مقابل الانتماء الاثني (في السبعينات): بدأت تظهر
مؤخراً, حركات بين اليهود لا ترفضٍ الصهيونية علناً ولكنها تحاول التملص منهاء وتؤكد ضرورة
الاحتفاظ بالانتماء الديني مستقادٌ عن الانتماء الاثني, أى القوميء أى السياسي. وأعضاء هذه
الحركات يخشون من اقتران اليهودية بالصهيونية ‎3١‏ قتراناً كاملاً. قد يقضي عليها . ولذلك: فهم يصون
على مركزية الجماعات اليهودية (الدياسبورا) في مقايل المفهوم الصهيوني الخاص بمركزية اسرائيل
في حياة الجماعات. ومن أهم الدعاة الى هذا الاتجاه الحاخام جاكوب نيوزثر, اكبر علماء التلمود
المعاصرين.
8م اشؤُون فلسطيزية العدد ‎:.١151١‏ شباط ( فبراير ) 1944
تاريخ
فبراير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)