شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 93)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 93)
- المحتوى
-
د. ذبيل حيدري
والواقع ان التحليل المنظومي لدى الكاتب كان يكتسب دينامية أكبر بكثير لى انه ارتكن بصورة أوضح. على
مبدأ «ميزان القوى». ان هذا المفهوم» كذلك, كان غائباًء اجمالاًء عن الكتابء بينما نراه, بكثرة, في كتابات تلامذة
هويبس المعاصرين, من هانس مورغنتاو الى ريمون آرون.
ان تركيزنا على هذا المبدأ ينطلق من كون النظام الاقليمي يضع اللاعب الفلسطيني في شبكة متراصّة,
قوامها التضامن المتحدي والمسؤوليات الجيى - استراتيجية. وليس ما يدعى الى الدهشة في ان تشعر منظمة
التحرير القلسطينية بانها مهددة بعبء الجوار الاقليمي المباشر. ان هذا الجوار المباشر يحدد على اساس انه
هرمي: أي انه يتألف من قوة كبرى وأحدة؛ ومن عدد من القوى الصغيرة. وم.ت.ف. في هذا النظام, هي » بنيوياًء
في موقع الصغير, المتأثر مباشرة بنشاط القوة الكبرى.
في مثل هذا السياق, يمكننا الاشارة الى عدد من الاهداف المتكاملة التي تسعى القوة الكبرى الى تأكيدها؛
منها تثبيت وجود النظام, لأنها تستفيد منه في نشاطها الاقليمي» والدولي. وتسعىء أيضاًء الى منع التدخل
الخارجي فيه؛ كما من اهدافها منع تحالف احدى القوى الصغيرة مع دولة غريبة عن النظام؛ ولا قيام تعاون
وثيق بينهماء تقصى هي عنه. ولتثبيت وضعها على قمة الهرم؛ تسعى القوة الكبرىء في هكذا نظام» الى طرح مقولة
«خصوصية» العلاقات بين العناصر المؤلفة له. بحيث يتيح لها ذلك ممارسة نفوذها من دون الاصطدام المستمر
بقواعد التعامل الدولي المعاصرة. ان هناك تعبيراً خلدونياً يلخّصء ببلاغة منقطعة النظير, محصلة سياسة دولة
مهيمنة في نظام فرعي هرمي: هو الاستتباع. وم.ت.ف. في وضع الحركة المستهدف استتباعها. وفي كل نظام
فرعي تنجح الدولة المهيمنة؛ بصورة متفاوتة؛ في مدّها الاستتباعي؛ من النجاح التام الى الاستعداء العنيف. ولا
شك في ان شكلاً هامأ من اشكال الاستتباع هى التهديد بمصادرة القرار الفلسطيني. ومهما اختلفت أشكال
التعبير فان المنظمة لا تستطيع ان تتجاهل مثل هذه الضغوط على استقلالهاء ومثل هذه الاخطار التى تهدد
وجودها نفسه. ١
وتجد جدلية الاستتباع: مسومة بالهواجس السياسية نقسهاء اصداء حتى يومنا هذا . فالشروط الاقليمية,
التي برزت غداة حرب العام 19717 لم تكن الافضل للمنظمة؛ لعدد من الاسباب: أولاء لقد اتجه النظام
الاقليمي العربي الى مزيد من التفكك الى نظم فرعية؛ واستقلال الواحد عن الآخر نما تدريجياً؛ فبعد ان كانت
المواجهة الثنائية واضحة, على الاقل بين العامين 1107 ى 1371: أدى انهيار الزعامة المصرية الى قيام نظم
محلية, تضاعل فيها النفوذ المصري حتى كاد ينحصي غداة حرب تشرين الاول ( اكتوير ) 1577 في النزاع
العربي - الاسرائيلي. وكان من نتيجة ذلك ثانياً, ان نمت قدرات القوى المهيمنة في النظم الفرعية؛ والواقع ان
اقطاباً محلية حاوات واستطاعت الى حد ماء الاستفادة من افول نجم الزعامة الناصرية لممارسة مزيد من
الضغوط على القوى الصغيرة المحيطة بها. وكان من سمات المرحلة التي بدأت, تالثاً؛ ان دور القوى غير العربية
في النظام الاقليمي الشرق اوسطي, كقوة رادعة؛ ضاغطة ام مبادرة حسب الظروف, قد تضاعفت وازد اد تأثيرهاء
ونحن نعني بذلك» أساساًء اسرائيل.
وبالطبع» يجدر التنويه بجهد الكاتب الذي عرّفنا على الهيئات والمؤسسات الاقليمية والدولية التي حافظت,
بصورة متواصلة؛ على دعمها للقضية الفلسطينية في المحافل المخلفة (الفصل الثامن ). كما ان المعلومات
الحسابية والمؤسسات التي آوردها تشكل مرجعاً مفيد أ للغاية لدراسة العلاقات الفلسطينية في محيطها الاقليمي
والدوليء الا انهاء من جانب آخر, توضح محدودية المقياس المستخدم لديه. فهل الاشكال الهندسية التي يوردها
المؤلف (ص 155 ؟10, 109) مفيدة فعلاً ؟ بكلام آخر, ان الحسنة الاولى لهذه الاشكال الهندسية هي
اعطاؤها قواعد حسابية لتيار علائقي؛ ولكن محدوديكا أكيدة, من خلال تناقض نتائجهاء جرئياً. مع المسار
الواقعي للعلاقات: فتصعب معها امكانية استنتاج خلاصات نوعية.
وليت الكاتب عمد الى استعمال أكثر كثافة للكتاب الاساسي في التحليل المنظلومي: وهى كتاب كانتوري
ويسبيفلء الذي جرى اغفاله. اضافة الى اغفاله لدراسة مفيدة كتبتها لين ميللر عن « المنظمات الاقليمية
كن شُون فلسطيزية العدد :15١ شباط ( فيرأير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)