شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 13)
- المحتوى
-
ربعي المدهون
حرّة وأاختيار ممثلين عنهم للتفاوض حول صيغة حل كونفدرالي مع الاردن. وقد سعى وزير الخارجية
السابق» جورج شولتسء بنفسه. الى التحقق من هذه المسألة» خلال زيارة لهذا الغرض قام بها الى
القدس. غير ان شولتس فشل في الالتقاء بأي من الشخصيات الفلسطينية التي وُجّهت اليها الدعوات
للقابلته والتباحث معه في شأن الانتخابات. وكانت هذه الواقعة أول اختبار جدِّي لنفون م.ت.ف.
العملي داخل المناطق المحتلة في السنتين الاخيرتين؛ إن تمّت المقاطعة بناء على طلب المنظمة: وكانت
الاستجابة كاملة وتعزّزت بتظاهرات شعبية معادية لشولتسء ولمبادرته المعروفة, ولأي لقاء معه.
وكانت واشنطن تطمح الى الحصول على موافقة صريحة من أبرز شخصيات الضفة والقطاع على
اجراء الانتخابات» بعد حصول هؤلاء على ضوء أخضر من م.ت.ف. فيذهب شولتسء في ضوء ذلك
الى مقر الحكومة الاسرائيلية وفي يده ورقة تخوّله التحدث؛ بثقة عالية حول شكل الترتيبات التي
ينيغي اتخاذها للبدء في عملية السلام, في اطار مبادرته الشهيرة. وقد رافق هذا الطموس» قبيل
الانتخابات البرمانية الاخيرة في اسرائيل» أمل اميركي في فوز حزب العمل الاسرائيلي» وتمكّنه من
تشكيل حكومة جديدة بأغلبية عمالية؛ اذ ان من شأن ذلك ان يسهّلء الى حد كبير, مهمة واشنطن في
الشرق الاوسطء وفي اسرائيل بالذات؛ على اعتبار ان تكتل الليكود, وشامير شخصياًء يرفضان مبادرة
شولتس من أساسها. لكن نتائج الانتخابات جاءت؛ في محصلتهاء انتصاراً لليكوب, الذي شكّلء فيما
"بعدء حكومة جديدة برئاسته, اشرك فيها خصمه التقليدي, «العمل». أدت هاتان النتيجتان» فشل
لقاءات شولتس وتشكيل حكومة برئاسة شاميرء الى وضع مبادرة شولتس في البرّاد. وجاءت قرارات
الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني لتنهي أي حديث بشأنها. غير ان واشنطن لم
تتخلء في المرحلة اللاحقة؛ عن جوهر مبادرة شولتس » وان كفت عن طرحها. فعلى الرغم من فتح حوار
بينها وبين م.ت.ف. فقد اخذت تعلن, جهاراً. رفضها لاقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ وهو ما أكدته
الادارتان الاميركيتان» السابقة واللاحقة» اللتان أوضحتا ان واشنطن لا تزال تحيّذ قيام كونفدرالية
فلسطينية مع الاردن: الذي تعتبره صاحب دور رئيس في عملية السلام. ويمثّل هذا الموقف سقف
التحرك الاميركي في المرحلة الراهنة. لذاء من المتوقع أن تسعى الادارة الاميركية الى الضغط من أجل
أجراء انتخابات في الضفة والقطاع باعتبارها تتفق ومطالبها هي في الوقت الذي تمثّل جامعاً مشتركاً
بين الطروحات الاسرائيلية على اختلافها. ويتخذ هذا الضغط وجهتين فهوء من جه موجه الوسكان
الضفة والقطاع؛ وهىء من جهة أخرىء موجه الى حكومة شامير التي تعتبر الانتخابات مرحلة لاحقة
لموافقة السكان على مشروع الحكم الذاتي أولا. لكن واشنطن لا تستطيع: في مرحلة الحوار مع
م.ت.ف. تجاهل الاخيرة. لهذاء ريما قدمت وعوداً اليها بالمشاركة في المفاوضات, لاحقاً. من ضمن وفد
اردني» اذا ما قبلت فكرة الانتخابات وساعدت على ضمان انجازها. لكنء وعلى الرغم من التوافق
الظاهر في موقفي واشنطن وتل - أبيب من مسيرة الحل السلمي في المنطقة, فانه ينبغي التمييز بين
التوجّه البراغماتي لدى الادارة الاميركية» الذي يبقي الموقف الاميركي منفتحاً على الاحتمالات,
ويحاول استيعاب التطورات واستثمارها في اطار مصالحه مع مراعاة نسبية لمصالح الاطراف
الاخرى» وبين الموقف الاسرائيلي الذي يريد ان يبقي الاحتمالات مفتوحة عليه؛ أي يأخذ منها ما يتفق
معه وحسب. فواشنطنء على خلاف تل أبيب» لا تستطيعء كدولة عظمى معنيّة قبل غيرها بمجريات
الصراع العام في الشرق الاوسط باعتبارها طرفاً رئيساً فيه: ان تسقط من حساباتها تطورات الموقف
الفلسطيني وتأثيراتهاء الاقليمية والدولية» في مرحلة الانفراج الدوليء الذي تعتبر واشنطن الشريك
الاساسي فيه . ويمكن تلمّس انفتاح واشنطن النسبي في هذا الاتجاه في تجاوزها الحقبة الكيسنجرية,
واندحار تأشيرات هذه الحقبة على صنع القرار الاميركي الخاص بالشرق الاوسدء والتي ظلّت
1 نشؤون فلسطنية العدد 159 آذار ( مارس ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 28678 (3 views)