شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 18)
- المحتوى
-
سلب الطريق الى «القمة العربية» الأولى
الاهتمام اللصري بالقضية الفلسطينية
ظلت مصرء حتى نشوب الحرب العلمية الثانية منصرفة عن الشأن العربي والمشروع القومي
اللذين انشغل بهما المشرق العربي احقاباً طويلة» وبالذات منذ اواخر القرن الماضي وأوائل القرن
الحالي. وربما عاد ذلك الى انشغال السياسة المصرية الرسمية والحركة الوطنية المصرية بالشأن
الداخنيء. بمحوريه الرئيسين: الجلاء والسوبان7'). لكن اشتداد الصراع بين الحركة الوطنية
الفلسطينية» من جهة, والاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية العالمية» من جهة أخرى, في عقدي
العشرينات والثلاثينات: عند الحدود الشمالية - الشرقية لمصي. اجتذب الاهتمام المصري بالقضية
الفلسطينية. ويفشل التورة الفلسطينية الكبرى (1555 - )١1555 وأزدياد الهجرة الصهيونية الى
فلسطينء بمساعدة وحماية الدولة الاستعمارية ذاتها التى دخلت الحركة الوطنية المصرية معها في
صراع طويل وحاد من اجل الاستقلال والسيادة الوطنية؛ بدأت مصر تدرك ان ما يدور من احداث في
فلسطين سيكون له تأثير مباشر ويالغ الخطورة على أمنها القومي ومصالحها الوطنية والقومية.
وقد تعاضدت ثلاثة عوامل على خلق الاهتمام المصري بالقضية الفلسطينية وزيادته. أولها ديني:
فقد نظر المصريون: وهم مسلمون في أغلبيتهم, الى نضال الشعب الفلسطيني باعتباره جهاداً مقدساً
ضد خطر صليبي جديد ارتدى الثوب اليهودي هذه المرة» وهى خطر موجه نحو أرض اسلامية
ومقدسات اسلامية .وقد أشار الى ذلك السفير البريطاني في القاهرة, لاميسونء في رسالة بعث بها الى
رئيسه» وزير الخارجية البريطانية؛ في العام :١975 «هذا الحماس الاسلامي المثارقد نقث عن نفسه,
تنفيثاً طبيعياً. » في حملة متصلة هدفها مساعدة جيرانها من مسلمي فلسطين الذين يتخذ جهادهم ضد
البريطانيين واليهوب صورة الحرب المقدسة,97).
والعامل الثاني يتصل بمخاوف مصر على أمنها القومي ومصالحها الاقتصادية. فقد راى معظم
الاوساط العلمانية في مص على اختلاف مشاربها الفكرية» ان انتصار المشروع الصهيوني في فلسطين
وقيام دولة يهودية على حدود مصر الشرقية يمثّلان خطراً مباشراً يهدّد الأمن القومي لمصرء ويضرٌ
بمصالحها الاقتصادية في الوطن العربي. واستندت هذه الاوساط الى حجج ويراهين مستمدة من
الوضع الجيو بوإتيكي لمصر ودروس التاريخ: ومن الاعتبارات الموضوعية لمرحلة التطور الاقتصادي
والاجتماعي التي كانت تمر بها مصر. فدروس التاريخ والوقائع الجيو بولتيكية كانت تؤكد, دائماًء
أن من يسيطر على بلاد الشام يمكن ان يسيطرء بسهولة: على مصمرء وبالتاليء فان حدود مصر الأمنية
تمتد الى ما وراء قلسطين. كما ان البرجوازية المصرية التى كانت بدأت بتثبيت اقدامها على طريق
التصنيع» وراحت تتطلع الى الاسواق العربية: احسّت بأن قيام دولة يهودية في فلسطين؛ من شأنه
ان يلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد المصريء وهو ما عبّر عنه لاميسون في رسالته المشار اليها سابقاًء
حين قال: «وعلى أية حال يجب ألا نفترض أن التعصب الديني هىء وحدهء المسؤول عن مساعدة
المصريين لعرب فلسطين؛ فجميع المصريين يتعاطقون, فعلاً, مع العرب في جهادهم. وأكثر الطبقات فهماً
يتوقع أن يعتدي اليهوب على شعوب الشرق الأدنى: وعلى اقتصاده. ويخشى المصريون - وربما لخوفهم
ما ييرّره ان وجود دولة يهودية قوية يؤثر, جدياً في تفوؤق مصر الاقتصادي في الشرق الأدنى»( 0
اما ثالث تلك العواملء فهى انساني. فالمشرورع الصهيوني لم يحظ بأي تعاطف من جانب القوى
السياسية والاجتماعية المؤثرة في مصرء بما فيها القوى الليبرالية: لأنه لم يكن قائماً على أي اساس
من أسس الشرعية والقانونء بل هو يقوم على الظلم والاجحاف واغتصاب الحقوق. واعتبرت
العدد 155: آذار ( مارس ) 1185 يون فلسطيزية و1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 29214 (3 views)