شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 22)
المحتوى
سسسب الطريق الى «القمة العربية» الأولى
السوفياتي» لفرض طوق محكم حولهما. ولهذه الغاية. سارع دالاس الى القيام بجولة على المنطقة في
أيار ( مايى) 1557ء وعرض على دولها فكرة انشاء نظام دفاعي لها يرتبط بالغرب: ليكمل دائرة
التطويق الغريي للنظام الاشتراكي العالمي» والحؤول دون تحقيق وجود ونقوذ للاتحاد السوفياتي في
المنطقة, بعد اصابة النفون الاوروبي بالضعف. ولم يستجب لمسعى دالاسء استجابة صريحة؛ أي
قطر عربي الا العراق في ظل حكم نوري السعيدء اضافة الى تأييد باكستان وايران وتركيا للفكرة,
وموافقتها على الانخراط في الحلف المطلوب. أما عبدالتناصر. فرفض الفكرة من الأساسء وعارضها
بقوة. وكانت حجّته في ذلك أن النظام الدفاعي للمنطقة ينبع من دول المنطقة ذاتهاء وهى ما تحققه
اتفاقية الدقاع العربي المشتركء الموقعة في العام ‎.)195565٠‏ ولم يكن ذلك موقفاً شخصياً من
عبد الناصر او القيادة المصرية الجديدة حيال النشاط الاميركي والغربي عموماً. لربط المنطقة العربية,
ومصر في مقدمهاء بالغرب وأحلاقه لمواجهة الاتحاد السوقياتي» «يل كان يوجد هناك اجماع شعبي
ووطني داخل مصر على هذا الموقف... كان الشعب المصري تحت الاحتلال الانكليزي بينما
الاميريكيون يحدثونه عن الخطر الشيوعي»!:')
ولقد شهد العام ‎١554‏ صراعاً حاداً بين النظام الاقليمي العربيء الذي سعى عبد الناصر الى
تكريسه وتحقيق فعاليته: والنظام الشرق أوسطي الذي نشطت في اتجاهه الولايات المتحدة ويريطانيا
على نحى خاص. ولتقوية موققه؛ انتهج عبد الناصر سياسة نشطة لمساعدة حركات التحرر في الوطن
العربي؛ وخصوصاً في المغرب العربي الخاضع للسيطرة الفرنسية. كما راح يطالب بانهاء الاستعمار
البريطاني في منطقة الخليج!!'). وعملء في الوقت عينه, على خلق جبهة عربية موحدة حيال الضغوط
الغربية» فويجه دعوة الى رؤساء الحكومات العربية للاجتماع في القاهرة في كانون الثاني ( يناير )
065 لاتخاذ موقف موحد ازاء حلف بغدادء الذي كان في ذلك الوقتء على وشك الاعلان عته
رسمياً”"). وعلى الرغم من ان الاجتماع لم يخرج بنتائج محددة: الآ ان عبد الناصر نجحء خلاله؛ في
تحقيق عزلة عربية للسياسة العراقية المندفعة نحى الارتياط بالأحلاف الغربية. فالوفد العراقي الى
الاجتماع كان الوحيد الذي داقع عن حلف بغداد9)؛ اما الدويل العربية الاخرى؛ فقد أقنعها
عبد الناصر بأن هذه الحلف يدر التوازن في المنطقة, ويشكّل تهديداً لاستقلال البلدان العربية!؟")؛
فاتخذت السعودية وسوريا موقفاً من الحلف مماثلاً للموقف المصري؛ وكذلك اليمن؛ كما أعلن لبنان
حياده في الصراع بين الجانبين؛ ولم يستطع الاردن أن يمنح الحلف تأييده العلني!*").
وبالاعلان عن قيام حلف بغداد, والغارة التي شنتها اسرائيل على القوات المصرية المرابطة في
قطاع غزة, في ‎١4‏ شباط ( فبراير ) 1500.: وراح ضحيتها 74 عسكرياً مصرياً. اضافة الى ‎7٠‏
‏جريحاً. حدث أمر.ف المنطقة لصالح تعزيز النظام الاقليمي العربي ورفع درجة مواجهته للنظام الشرق
أوبسطي . فحتى ذلك الوقتء كان عبد الناصر. على الجبهة الداخلية؛ يركز اهتمامه على مشاريع التنمية,
لاعتقاده يأن اتفاقية الهدنة مع اسرائيل من شأنها ان تحولٍ دون قيام نزاع مسلّم80)؛ ؛ أما اعلى
الجبهة العربية. فكان يسعى الى تطبيق اتفاقية الدفاع العربي 17 "). وكان قيام حلف بغداد تحدياً غير
مسموح به بالنسبة الى مصرء وأقنعت الغارة الاسرائيلية عبد الناصر بضرورة الاسراع في تقوية القدرة
الدفاعية لمصر؛ اذ «تبين له, بوضوح, أن [دافيد] بن غوريون لا يرغب في السلامء لأنه يعوق خططه
التوسعية»!""). ووجد عبد الناصرء أيضاًء ان التضامن العربي هى الوسيلة الأكثر جدوى في مواجهة
التحديات الاسرائيلية: وكذلك التحديات الغربية» فقام بتوقيع سلسلة من المعاهدات مع الدول
العربية الأخرى, للدفاع المشترك والتعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية خصوصاً؛
العدد 151 آذار ( مارس ) ‎١546‏ لشُوُون فلسطزية ‎5١‏
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)