شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 33)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 33)
المحتوى
أحمد شاهين
لمحة تاريخية
قدم الشيوعيون اليهود الاوائل الى فلسطين من أقطار اورويا مع المهاجرين اليهوبء الذين بدأوا
بالانتقال الى فلسطين بتحريض صهيوني لاقامة «دولة اليهوب»؛ وهؤلاء الماركسيون كان قسم منهم
انتظمء اساساًء في احزاب قائمة في بلدانهم الاصلية؛ كما كان معظمهم يعمل لاقامة اتحاد عمالي
صهيوني عالمي. ولذلك قدموا الى فلسطين وهم يحملون معهم عقائدهم. وتختلف التعليلات حول
الدوافع التي حدت بشيوعيين للانخراط في مشروع كالمشروع الصهيوني؛ مع ملاحظة ان طابع الحركة
الشيوعية في تلك المرحلة (نهاية القرن التاسع عشر ويداية القرن العشرين) هو نشاطها العالمي» حيث
لم تكن الحدود بين الدول تمنع أي شيوعي من الانتقال والعمل في احزاب شيوعية اخرى غير حزب
بلاده؛ لكن الملاحظ أيضاً » في تلك المرحلة ان الشيوعيين اليهود في روبسيا (البوند) جادلوا طويلاًٌ مع
الحزب الشيوعي الروسي: كما صار اسمه لاحقاًء حول حق اليهود في تشكيل حزب خاص بهم. أما
الامميون اليهود» من أمثال تروتسكيء على سبيل المثال؛ فلم يعيروا هذا الامر أي اهمية تذكر, بل
ناضلوا ضدهء واعتبروه اتحراقاً. لذلك» ويغض النظر عن الدوافع التي دفعت أوائل الشيوعيين الى
التوجه الى فلسطينء يمكن الجزم بأنهم قدموا اليها على أرضية «الهدف القومي اليهودي» في انشاء
«دولة لليهوب» على أرض فلسطين؛ وكان هدفهم, كما تعبّر ادبيات مفكريهمء في تلك المرحلة؛ ان تكون
تلك الدولة اشتراكية. ويذلك» فهم يرضون نصفيهم, اليهودي والاشتراكي.
ويعتبر الحزب الشيوعي الاسرائيلي ان تاريخه التنظيمي في فلسطين بدأ في العام 1515: وحمل
اسم حزب العمال الاشتراكي؛ واعتبر فرعاً فلسطينياً لحزب بوعالي تسيون: الذي يدعى الى تشكيل
منظمة اشتراكية يهودية عالمية» وجعل هدفه تنظيم العمال اليهود بين المقيمين في فلسطين والمهاجرين
اليهاء واعتبر ذلك الحزب نفسه حزباً صهيونياً . وقد أعلن ي. مايرزون: في ذهاية مداخلته في المؤتمر
التاسيسي للحزبء «ان الصهيونية البروليتارية تربط تحقيق المثال الصهيوني بانتصار الثورة
الاشتراكية؛ واعرب عن ثقته بأن الصهيونية ستتحقق كاشتراكية, والا فانها لن تتحقق أبداً. ولهذاء
فهي ستناضل ضد كل صهيونية أخرى, البيجوازية منها اى البروليتارية المتهادنة؛ فهي ترى فيها
ليس أمراً غير مفيد وحسبء بل ضارًاً أيضأاء('). وعلّق الامين العام للحزب الشيوعيٍ الاسرائيلي»
حالياًء مائير فيلنرء على ماركسيي تلك المرحلة بالقول انهم «لم يفهموا ان هناك تناقضاً جذرياً بين
الصهيونية والاشتراكية: وانه لا يمكن ان تكون اشتراكية صهيونية؛ كما انه لا يمكن أن تكون
صهيونية اشتراكية؛ وان الصهيونية؛ في مضمونها وفي ايديولوجيتهاء حركة رجعية موالية للاستعمار
وللبرجوازية اليهودية»97).
وقد طرحت مسألة فلسطين والمشروع الصهيوني في مؤتمر الاممية الثاني في العام ‎157١‏ بعد
انتصار الثورة الروسية». حيث حضره؛ عن حزب العمال الاشتراكيء؛ الذي اسلفنا ذكرهء مندوب لا
يعرف فلسطين ولم يكن قد زارهاء بصفة مراقب. وقد طرحت مندوبة حزب البوند الروسي القضية
الصهيونية كوجه من وجوه النشاط الامبرياليء قائلة : «بامكاننا ان نورد» كمثال على عملية النقاق الذي
ذهبت ضحيتها الجماهير العاملة للامة المضطهدة؛ والتي تمارس دور الوفاق بالاتفاق التام مع
بورجوازية هذه الامة نفسهاء قضية [الصهيونيين] في فلسطين: الذين» وبحجة اقامة دولة ددا
مستقلة, قد اخضعوا الجماهير العربية في فلسطين لنير انكلتراء مع ان اليهوب لا يشكلون سوى أقلية
ضئيلة في فلسطين»9) . ورد مندوب حزب العمال الاشتراكي على ل اطروحة مندوية البويد «بأن الحل
الجذري للمسالة اليهودية لن يتحقق الا من طريق نجاح المشروع الصهيوني في فلسطين. [لكنه
7 شون فلسعطيية العدد 157 آذار ( مارس ) 15/414
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 29245 (3 views)