شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 79)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 79)
المحتوى
عمر سعادة
القيمة الاستراتيجية لاسرائيل في نظر البنتاغون» وان ثمار الثورة الاسلامية سوف تقع في أحضان
اسرائيل»(*4).
وبالفعل؛ فقد استغل الاميركيون احداث افغانستان لتصعيد الحملة ضد الأنظمة التقدمية في
العالم» تحت شعار «مقاومة التغلغل السوفياتي». وسرعان ما أعلن الرئيس الاميركي» كارتر, عن «مبد]
كارتر» للثمانينات: بقوله: «ستساعد الولايات المتحدة أقطار الشرق الاوسط وجنوب غرب آسياء لمنع
محاولات السوفيات السيطرة على أقطار الخليع الغنية بالنفط: وستقوّي هذه الأقطار التي قد تتعرّض
للخطرء حتى تتمكن من رد غزى محتمل»(١؛‏
وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمن» محتوى المساعدة الاميركية لاقطار الشرق الاوسط ب «انه,
نظراً لحساسية دول العالم الثالث من فكرة اقامة قواعد عسكرية أميركية ثابتة على أراضيهاء فان
الاتجاه لدى ادارة كارتر, هى الاعتماد على التسهيلات والخدمات التى يمكن ان تحصل عليها القوات
الاميركية من هذه القواعد»(47). ‎١‏
كانت اسرائيل» بزعامة مناحيم بيفن: مغتبطة لهذه التطورات: وبالاستراتيجية الأميركية
الجديدة في الشرق الاوسطء ولتي تعني اسرائيل قبل سواها من دول المنطقة؛ حيث ترجمت الادارة
الاميركية «مبدأ كارتر» على شكل سيل من المساعدات العسكرية والاقتصادية الى أسرائيل لتنهيض
بالدور الجديد في محاربة «النفوذ الشيوعي» في الشرق الاوسط. وقد أوضح وليام كوانت؛ الذي ترأس
قسم الشرق الاوسط في مجلس الأمن القومي في ادارة كارتر» ان الولايات المتحدة «لم تنفق مليارات
الدولارات على المساعدات الاقتصادية والعسكرية لاسرائيل» هكذاء من منطلق الشعور بالالتزام
الأخلاقي؛ أى بسبب الضغوط التي يمارسها اثنان بالمكة من مجموع سكانها على الولايات المتحدة.
لقد وضع على الخارطة شيء ما أكثر وضوحاً وبروزاً : على اسرائيل ان تقدم الى الولايات المتحدة
الاميركية منافع استراتيجية؛ وعلى قدرتها العسكرية أن توقف النفون السوفياتي»( 40
شكّلت هذه الحقيقة نقلة نوعية في مكانة اسرائيل على الصعيد الدولي» حيث دخلت في صميم
الاستراتيجية الاميركية ضد ال معسكر الاشتراكي . لقد أصبحت جزءاً داخلياً من آلية تخريب الانفراج
الدولي. ولم تعد مجرّد طرف خارجي ينهض بدور ثانوي في عرقلة مساعي التقارب بين المعسكرين. ولم
تكن حكومة الليكود. بزعامة بيغن» ينقصها الحماس للقيام بالمهمة الجديدة. فقد كانت» منذ تسلّم
الليكود للسلطة في العام /ا/151: تسعى الى التأكيد» للاميركيينء انها أشد, في معاداتها للسوفياتء
من الحكومات العمّالية السايقة: وانها أقدر على النهوض بمهام أكبر في مواجهة المعسكر الاشتراكي .
قال د. افرايم عنفر: «ثمّة سبيان أدَّيا الى التشدّد في الموقف المعادي للسوفيات في السياسة الخارجية
والأمنية الاسرائيلية الحالية: الأولء ان مناحيم بيغن والعديد من المقرّبِين منه كانواء دائماًء معادين
غير مهادنين للشيوعية؛ والثاني» ان التوسّع السوفياتي في الشرق الاوسطء خاصة بعد سقوط شاه
ايران وبعد الغزى السوفياتي لأفغانستان؛ أصبح تهديداً لكل الأنظمة الموالية للغرب في المنطقة. لقد
اعتبرت اسرائيل نفسهاء تحت حكم بيغن: وكيا معادياً للسوفيات» ونتيجة لذلك حليفاً طبيعياً للولايات
المتحدة. والواقع؛ أن اسرائيل أقنعت الولايات المتحدة بتوقيع مذكرة تفاهم للتنسيق الاستراتيجي [في
كانون الأول ( ديسمبر ) ‎]١948١‏ موجّهة ضد الاتحاد السوفياتي؛ وحلفائه في المنطقة»(5؟).
كان الوضسع الجديد يقدم خدمة اضافية كبرى الى اسرائيل. فهو يهمّش الصراع العربي ‏
الاسرائييء ويخقف الضغوط الدولية على اسرائيل من أجل الانسحاب من المناطق المحتلة.
0 شْيُون فلسطينية العدد ؟15.: آذار ( مارس ) 1546
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18074 (3 views)