شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 80)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 80)
المحتوى
ل اسرائيل وسياسة الانفراج الدولى...
فالشعار الذي رفعته اسرائيل؛ منذ مطلع الثمانينات, هى: «يجبء أولاء محارية الخطر الشيوعي الذي
يهدّد مصالح الغرب في المنطقة». وهنا تأخذ اسرائيل أهمية كبرى, كجهة مستعدة للتضحية بكل شيء
في سبيل «العالم الحرّه. ‎١‏
وفيٍ المقابل, فان الموقف الاميركي,» خاصة منذ بداية عهد روناك ريغان» أصبح يعتبر أمن
اسرائيل جزءاً عضوياً من أمن الغرب الرأسمالي؛ بسبب ارتباطه بالوظيفة الاستراتيجية الجديدة
لاسرائيل في المنطقة. وقد عبّر السفير الاميركي في اسرائيل عن هذا الموقف الاميركيء في العام ‎2154١‏
‏بالقول؛ «ان الادارة الاميركية ليست معنيّة بضمان أمن اسرائيل فقطء بل هيء أيضاًء معنيّة
باستغلال طاقة اسرائيل العسكرية قدر الامكان؛ في حساباتها للدفاع عن العالم الحن("*).
وقد استغلت اسرائيل الظروف الجديدة لتوسيع هامش مناورتها على مستوى المنطقة, فقامت,
في العام ‎»135/4١‏ بضرب المفاعل الذري العراقي, ثم شنّت حربها العدوانية على لبنان في صيف العام
7, وذلك بتغطية كاملة من الادارة الاميركية . وكان يتم تبرير كل اعتداء اسرائيلي باعتباره ضرورياً
لأمن اسرائيل والغرب معاًء وتقليصاً لنفوذ السوفيات والأنظمة الموالية لهم في المنطقة.
كانت اجواء التوتر بين المعسكرين: واستمرار الحرب العراقية ‏ الايرانية» والأحداث في
افغانستان. توفر لاسرائيل الأجواء الملائمة لفرض مطالبها على الادارة الاميركية؛ كونها الحليف
الأقوى للولايات المتحدة في المنطقة: في مواجهة النفوذ السوفياتي؛ وياعتبار ان المعسكر الغربي يحتاج
الى خدماتهاء بالقدر عينه الذي تحتاج اسرائيل الى دعم الغرب. بل ان اسرائيل ربما كانت تدرك ان
حاجة الولايات المتحدة اليها تفوق حاجتها الى المساعدات الاميركية. قال عضى الكنيست الاسرائيلي
اسحق زايغر: «من المعروف اننا نملك أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط. ونحن لا ننمّي قوتنا هذهء
ونطورهاء من أجل مقتضيات أمننا فحسب, وانما نؤدي خدمة جيدة لمصلحة الولايات المتحدة. وهكذا
تتشابك المصالح الاسرائيلية مع المصالح الاميركية. ومن يستطيع ان يحصي عشرات مليارات
الدولارات: التي تبلغ أضعاف المساعدات لاسرائيل؛ والتي كانت الولايات المتحدة مستعدة لانفاقها,
لو كان بامكانها ان تخلق ' اسرائيل ' واحدة في الخليج الفارسبي ؟ أي انشاء عمود فقري آخر للغرب»
وثروة استراتيجية تكيح التوسّع الخميني الراديكالي أى السوفياتي»(7*)
كان النصف الأول من عقد الثمانينات ظرفاً نموذجياً بالنسبة إلى اسرائيل. فقد استفادت:ء الى
حد كبيره من ظروف التوتر الدولي الذي لم تصنعه هذه المرةء وان كانت قد عَذِّته بأساليب متعددة.
غير ان الحرب العراقية ‏ الايرانية؛ وأحداث أفغانستان, اللتين كانتا أهم مسيّبات توثّر العلاقات بين
المعسكرين, تفاقمتا الى الحد الذي أرغم واشنطن وموسكو على البحث عن حلول للمشكلتين: تحاشياً
لاحتمالات توي سّع الصراع وتهديد السلام الدولي. وبدارت بين الطرفين سلسلة مفاوضات لتخفيف حدة
بور التوتر في الشرق الاوسطء بما فيها قضية النزاع العربي ‏ الاسرائيلي. الا ان تلك الجهود لم يُقيّض
لها النجاح حتى العام 114/4: عندما توصّل الطرفان إلى اتفاق حول المشكلة الأفغانية.
وفي 1548/5/59., عقدت «قمّة موسكيى بين الزعيمين, السوفياتي والاميركيء التي جاءت
محصلة اتصالات ومفاوضات طويلة ومعقّدة. وقد نجح الزعيمان في التوصّل الى اتفاق للحدٌ من
التسلّح الذري؛ ونزع قسم من الترسانة الذرية لكلا المعسكرين في اورويا. كما بدآ ببلورة رؤية
مشتركة الى المشكلات الدولية العالقة؛ بما فيها قضية الحرب العراقية ‏ الايرانية؛ والصراع العربي
- الاسرائيلي. 1
العدد 155: آذار ( مارس ) 1544 شُوُون فلسطيزية 23>
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)