شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 81)
المحتوى
عمر سعادة
لقد استقبل العالم نتائج «قمّة موسكوء بالارتياح والأمل في عصر يسوده الانفراج والتعايش
السلمي بين النظم الاجتماعية المختلفة.
أما في اسرائيلء فكان أول تعليق لمسؤول اسرائيلي حول نتائج «قمّة موسكو»؛ هو قول رئيس
الوزراء الاسرائينيء اسحق شامير: «ان هناك سعياً الى التفاهم الاميركي ‏ السوفياتي على حساب
اسرائيل»!”*). وقد اتهم شامير خصومه في حزب العمل بأنهم اسهمواء بنشاطهم, في اقتراب الاميركيين
من الاتحاد السوفياتي.
أن ردوب الفعل الاسرائيلية على «قمة موسكيء تعكس مخاوف عميقة من أن تكون تلك القمّة مقدمة
لمزيد من التقارب بين المعسكرين. ولِم يكن منبع المخاوف الاسرائيلية هو احتمال فرض الدولتين الأعظم
حلاً للصراع العربي - الاسرائيلي فحسبء بل ان اللقاء ذاته يشكّل تهديداً مباشراً لمكانة ومصالح
أسرائيل. قال ناحوم يارينغ: «منذ سنوات واسرائيل تستمد القوة من المشاعر المعادية للسوفيات في
الولايات المتحدة. وبسواء أكان الى الأسواء أم الى الأحسنء فان هذا الحصان آخذ في التلاشي,(*).
وتدرك اسرائيل انه؛ في خلل انفراج دولي بين المعسكرين: لن تعوب قادرة على الاستثمار المكدّف لعلاقاتها
مع الولايات المتحدة, باعتبارها الحليف المعادي للسوفيات في المنطقة. وقد عيّرت احدى الصحف
الاسرائيلية عن هذا التخوّف بأنه «يبرز في الأفق تقلّص مجال المناورة الذي كانت تتمتع به اسرائيل
حتى الآن ازاء الولايات المتحدة»(4").
لقد حفل العام 15/84 بمتغيرات عديدة, كانت, في مجملها » تشكل دعماً لمساعي الانفراج الدولي.
فقد كانت «هجمة السلام» التي شنْها الاتحاد السوفياتي» عبر مبادراته المتتالية لنزع السلاح
النووي التدريجي من كلا المعسكرين؛ واخراج اورويا الغربية» والشرقية» من تحت المظلة النووية,
وأخيراً مبادرته التي أقدم عليها من طرف واحد بسحب ‎٠٠‏ ألف جندي سوفياتي من أورويا الشرقية؛
كانت هذه الهجمة السلمية قد قلّصت خيارات الولايات المتحدة, وأسقطت دعاوى الخطر الشيوعى
العالمي» وأرغمت ادارة ريغان على اتخاذ خطوات مقابلة. ‎١‏
أما على صعيد منطقة الشرق الاوسطء فان انطلاقة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية؛ قد زادت
في عزلة اسرائيل على الصعيد الدوليء وحدّت من قدرتها على الحركة والمناورة. وأخيراً» كان توقف
الحرب العراقية ‏ الايرانية بمثابة انتزاع فتيل مشتعل من الشرق الاوسط؛ كانء على الدوامء يهدّد
الآمن الدولي.
ان العوامل السابقة؛ مجتمعة: قد قلّصت قدرة اسرائيل على المناورة على الصعيد الدولي؛ كما
حدّت من امكانياتها لتخريب الوفاق الدوليء ووضعتهاء مجدداً؛ ازاء الاستحقاقات الفلسطينية
والعربية» التي استطاعت تغييبها لسنوات طويلة, تحت شعار مقاومة الخطر الشيوعي اولأ».
وحقيقة» ان الدور الاسرائيليء ٠كذراع‏ ضاربة للمعسكر الغربيء لم ينته؛ وربما لن ينتهي في المدى
المنظور. غير أن اسرائيل لم تعتد السباحة في مياه الانفراج الدولي؛ وهي تدرك: بلا شكء انه في غياب
التوتر بين المعسكرينء لن يكون لديها الكثير لتفعله في منطقة الشرق الاوسطء ولن يكون لدى الغرب
«مهمات خاصة» كثيرة ليسندها الى شرطيّه المعتمد في المنطقة. غير ان الوفاق الدوليء الذي انتصر على
اسرائيل هذه المرةء سيظل عدوّها الدائم؛ ولن تتوقف المحاولات الاسرائيلية والصهيونية لعرقلته أو
تخريبه .
ْ/ شُوُون فلسطنية العدد ؟15.: آذار ( مارس ) 1544
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)