شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 88)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 88)
المحتوى
سرائيل تستعد للحرب المقبلة
الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها سورياء خاصة انخفاض الاحتياطي من العملات الصعبة الى مئة مليون
دولار فقط. ويعتبرون ان ذلك يعوب أساساً, الى انتهاء الفترة المقررة حسب «اتفاق بغداد» العام ‎١51/8‏ الذي
قرّردفع مبلغ ‎7٠٠١‏ مليون دولار سنوياً الى سوريا (الى جانب مبالغ أخرى للاردن ومنظظمة التحرير الفلسطينية) .
هذه الاسباب ‏ حسب رأي المراقبين هؤلاء ‏ تدفع سوريا الى مهادنة معسكر الاعتدال العربي المطالب بتسوية
سياسية سلمية لأزمة المنطقة؛ وبالتاليء يتوجب على الجيش الاسرائيليٍ استغلال هذه القرصة المتاحة حالياًء
والتي يعززهاء أيضاً الوفاق الدولي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي» من اجل اعادة النظر في أساليبه
القتالية وتطويرهاء خاصة في ما يتعلق بهضبة الجولان» اعتماداً على دروس القتال الجبلي في حربْ لبنان العام
87 (رؤوفين فدهتسور, المصدر نفسه) .
هذه التغيرات والتحولات في البيئة السياسية؛ والعسكرية: المحيطة باسرائيل» دفعت بعض المراقبين الى
اعتبار ان الوقت قد حان لكي تعيد اسرائيل النظر في عقيدتها القتالية: التي ظلت سائدة في أوساط الجيش
الاسرائيلي منذ تأسيس الدولة وحتى الآن, والتي تعتمد؛ أساساًء على مبدأ الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع.
والابرنء في هذا المجال» دراسة قام بها د. اريئيل لافيتا من معهد البحوث الاستراتيجية في جامعة تل - أبيب»
بعنوان «عقيدة اسرائيل العسكرية؛ دفاع وهجوم» (رؤوفين فدهتسور, هآرتس, 7/1/ 1144). وتدعى هذه
الدراسة: في الاساس, الى تطوير عقيدة قتالية تعتمد على الدفاع المتحرّك المرنء بدلا من العقيدة الهجومية التي
سادت في الجيش الاسرائيي طوال السنوات الاربعين الماضية. 1
ويلعب العامل الاقتصاديء هناء دوراً أساسياً في ترجيح الخيارات العسكرية المتاحة لاسرائيل. فالى جانب
الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تشهده اسرائيل بعناوينه التقليدية (ديون متراكمة ونفقات أمنية تبتلع,
مجتمعة, حوالى ثلثي الميزانية العامة, وبطالة واسعة وتضحّم متسارعء وعجز في ميزان المدفوعات) تتزايد,
حالياً. الاصوات المرتفعة داخل اسرائيل محذّرة من مغبّة الاستمرار في الاعتماد على المساعدات الاميركية
(النقسدية والعينية) لدعم الاقتصاد وتأمين السيولة بالعملات الأجنبية وضمان التفوّق العسكري المطلق في
المنطقة. وعلى الرغم من ان هذه التحقيرات ت لها طابع تقليدي بعض الشيء (تتردّد سنوياً مع البحث في تفاصيل
الميزانية العامة والانفاق العسكري), الا انها اتخذت» هذه المرة, لوناً مميزاً. بسبب المخاوف داخل اسرائيل من
تقلّص الدعم التاريخي الذي تتمتع به اسرائيل في أوساط يهود الولايات المتحدة, وبالتالي لدى الادارات الاميركية
المتلاحقة (يوئيل ماركوس, هآرتس. 7/117/ 11485). والسيب المباشر لهذه المخاوف هو الانتفاضة الشعبية
العارمة في المناطق المحتلة والمماررسات القمعية الشرسة التى تنفذها اسرائيل: يومياًء ضد السكان العرب: مما
أصاب اسرائيل بعزلة دولية خانقة, وأحرج مؤيديها في العاصمة الاميركية: لما ترتكبه من تجاوزات لحقوق
الانسان في الوطن المحتل. وعلى الرغم من ان مسلسل التجاوزات الاسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني تعود
جذوره الى ما قبل قيام الدولة» الا ان الوعي الاميركي لهذه الحقيقة, » على ما يبدوء لم يتحقق الآ مؤخراً؛ مع صدور
تقرير وزارة الخارجية الاميركية السنوي بشأن حقوق الانسانء في 1145/7/4. وربما ساهم في ذلك أيضاًء
الازمة الاقتصادية التى تواجهها الولايات المتحدة ذاتها والدعوات المرتفعة هناك: أيضاء الى ضرورة تقليص
النفقات العسكرية وتوجيه موارد الدولة نحو الخدمات العامة والرفاه الاجتماعي. والجدير بالاهتمامء هناء ان
المساعدات الاميركية لاسرائيل» وعلى الرغم من اتفاقية السلام المصرية ‏ الاسرائيلية» حافظت على حجمها المعلن
بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً. وهذا يؤكد ان الدعم الاميركي لاسراكيل لا يرتبط بأي «تهديد» مباشر لوجود
اسرائيل: بل بالدور الاستراتيجي الاساسي الذي تلعبه اسراكيل» كقوة اقليمية عظمى حليف للمعسكر الغربي
(داغ بلومفيد, داقان, 1984/5/7). 1
على ان المقصودء على ما يبدو لا يعني تخفيض الدعم الاميركي لاسرائيل؛ بل اعادة توزيعه بما يتفق
ومقتضيات الوضع العسكري الاستراتيجي الجديد والاعباء الاقتصادية المتراكمة. تشير الارقام المعلنة الى ان
مجموع المساعدات الاميركية لاسرائيل يبلغ ثلاثة مليارات دولار, منها ؟ ‎١,‏ مليار دولار مساعدة اقتصادية (هي»
عملياًء قيمة الدين الاساسي المستحق على اسرائيل للولايات المتحدة, اضافة الى الفوائد المتراكمة عن
العدد 155 آذار ( مارس ) 1545 لثؤون فلعطيزية لام
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)