شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 89)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 89)
المحتوى
مها بسطامي سد
قروض عسكرية سابقة). الآ ان الولايات المتحدة قررت؛ في السنة الماضية ( كعادتها من حين الى آخر )» اعتبار
‎5٠٠‏ مليون دولار من الديون السابقة, بمثابة هبة لاسرائيل, مما أدى إلى خفض قيمة الدين الاجمالي الى ‎٠٠٠١‏
‏مليون دولار. وبالتالي فان بعض المخاوف الاسرائيلية يستند الى احتمال استخدام هذا الخفض في قيمة الدين
الاسرائيلي ذريعة لتخفيض أجمالي المساعدة الاميركية. ولواجهة هذا الاحتمال: حرّكت اسرائيل اصدقاءها
العديدين في مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين, مستغلة صفقات الاسلحة والصواريخ التي حصل عليهاء
مؤخراًء بعض الدول العربية: لقطع الطريق أمام أي احتمال كهذاء بل والمطالبة, في المقابل, بزيادة الدعم
العسكري من ‎١,8‏ مليار دولار الى ملياري دولار, مقابل تخصيص المليار الباقي للقطاع الاقتصادي (المصدر
نفسه) .
الاستعداد للحرب القبلة
هذه التحركات والمناورات في موضوع المعونة الاميركية السنوية لاسرائيل يجب النظر اليها؛ ايضاً من خلال
التطورات التي تشهدها مجالات التعاون الاستراتيجي الاسرائيلي - الاميركي, وانعكاس ذلك على الاساليب
القتالية للجيض الاسرائيي. فقد سارعت الولايات المتحدة الى «تعويض» اسرائيل عن الغاء مشروع الطائرة
«لافي»» وذلك بالتعهّد بتغطية نسبة ‎٠١‏ بالمئة من مجموع تكاليف تطوير الصاروخ «حيتس» المضاد الصواريخ
الباليستيكية» والبالفة ‎٠/٠١‏ آلف مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة (عل همشمان 1988/1/55).
ويأتي هذا التعهد ضمن اتفاق أبعد أثراً بين الجانبين يمنح اسرائيل دوراً هاماً في البحوث والتجارب المتعلقة بما
يسمى «حرب النجوم»؛ ويستجيبء ايضاًء لقرار اميركي آخر, اتّخذ في نهاية العام /1541: يمنح اسرائيل وضع
الدولة المشاركة (يدون عضوية) في حلف شمال الاطلسي ( الناتى )؛ الامر الذي يفتح لها المزيد من فرص التسويق
والمشاركة في البحوث والتجارب العسكرية للاسلحة الدقيقة المتطورة.
هذا التوجه الاسرائيلي نحو الاندماج بصورة متزايدة في مشاريع تطوير أسلحة متخصصة عالية التقنية
وبالغة الدّقة يأتي انعكاساً لاهتمامات وزير الدفاع وركيس أركانه؛ ويستجيب لاحتياجات اسرائيل الاقتصادية
والعسكرية الراهنة. فهو يضمن استمرار الاعمال في الصناعات العسكرية الاسرائيلية» من جهة؛ ويخدم ما يتردد
في الاوساط الامنية من ضرورة ادخال تعديلات على العقيدة القتالية الاسرائيلية, من جهة أخرى. والمقصودء
هناء هو ان تمسّك المؤسسة العسكرية بالعقيدة الهجومية التقليدية, التي تسعى الى نقل المعركة. خلال الساعات
الاولى من الحرب, الى أرض العدو مباشرة: بات يُلقي اعباء اقتصادية باهظة يصعب على الاقتصاد الاسرائيلي»
المصاب بالازمات المتلاحقة, ان يستمر في تحمّلها. ويتمثّل ذلك في عدد جنوب الجيش النظاميء وأيام التدريب
للاحتياطيينء ونوعية الاسلحة والمعدات المطلوية لهذا النمط من القتال؛ إلى جانب الخسائر البشرية العالية
المتوقعة, والعقبات الطبيعية وحواجز التحصينات الهائلة التي ينتظر مواجهتها على جبهة مثل هضبة الجولان.
وبالتاليء فان التوجه الجديد داخل الجيش الاسرائيلي يقضي بضرورة استخدام اسلحة متطورة وعالية الدقة
بحيث تقضي على القوة الاساسية للجيوش العربية؛ قبل تحرّكهاء ودون الحاجة الى استخدام قوات اسرائيلية
كبيرة العدد. ويتضح من هذا الاتجاهء ان التركيز سيكون على استخدام الصواريخ بمختلف انواعها (نموذج
الصاروخ «حيتس» ابرزها). واحتمال تزويد هذه الصواريخ بقذائف كيميائية, وجرثومية؛ وأيضاً نووية. وهذا
التوجه يتيح امكانية خفض الحجم الكلي للجيش الاسرائيلي (ربّما توجيه الفائض لمحاولة السيطرة التامة على
المناطق المحتلة وقمع الانتفاضة الشعبية فيها). والتركيز على الوحدات التقنية عالية التدريب والمهارة لتشغيل
هذه الانظمة من الاسلحة. ويعتمد هذا التوجه, أيضاً. داخل الجيش الاسرائيلي على الاوضاع الجيى
استراتيجية الملائمة نسبياً على الصعيد الدولي, والاقليمي» مما يتيح لاسرائيل فترة من الهدوء؛ كافية من أجل
المباشرة بتنقيذ الاساليب القتالية الجديدة (رؤوفين فدهتسور, هآرقس, ‎.)1545/1١/15‏
وضمن هذا الاطار. أيضاًء يلعب سلاح الجى الاسرائيي دوراً حاسماً؛ وبالتالي كانت المطالبة بزيادة
مخصصات القطاع العسكري طوال فترة التأمّب الجديد حتى سنة 1951 بحوالى ‎:5١‏ مليون دولار
48م شين فلسطيزية العدد ؟15, آذار ( مارس ) 1946
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18074 (3 views)