شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 6)
المحتوى
لب الشمولية الاجتماعية للانتفاضية ...
للأرض ورؤبساء العائلات القديمة ذات النفوذ واغنياء التجار؛ بينما كان اربعة فقط من اعضائها هم
الذين يمكن اعتبارهم ممثلين للطبقة الوسطى7').
وعلى هذا النحو بدت هذه الطبقة, تاريخياً. شديدة التمسّك بالاساليب الشرعية في العمل
السياسي. فكان ملاذها في مواجهة الخطر الصهيوني هو العمل الدبلوماسي: وقود الى اسطنبول» أو
لندن» وعرائض ومؤتمرات وتصريحات. في اطار محاولات ترمي الى تغيير التزام حكومة الانتداب تجاه
الصهيونية عبر الاقناع والنقاش والتحذيرات بالاساس. وكان آخر ما في جعبتها الاشارة الى
احتمالات اندلاع العنف, أي التهديد بالانتفاضة الشعبية» لكن دون بذل جهد ملموس لدعم فاعلية
الحركة الوطنية بحيث تتخطى التحرّكات الشعبية عفويتها لتشكّل أكثر من تهديد مؤقت للسيطرة
البريطانية والاستيطان الصهيوني. وهذه هي الحدود التي تتفق عليها المؤلفات التاريخية عن الحركة
الوطنية الفلسطينية لدور هذه الطبقة(*). ومن أجل فهم الاساس الاجتماعي لهذه الطبقة؛ لا بد ان
نأخذ في الاعتبار اننا نتحدث عن مجتمع اقتطع مرتين: اولاهما عندما تم اقتطاع فلسطين من منطقة
الشام عموماً. وثانيتهما عندما تم اقتطاع نحو ثلاثة أرباع فلسطين العام ‎2١55/8‏ حيث أقيمت عليها
اسرائيل. اما القسم الباقي من فلسطينء والذي نتحدث عن الاساس الاجتماعي ل «طبقة الوجهاء»
فيه, فقد ألحق جزء منه بالاردن (الضفة) والجزء الآخر بمصر (قطاع غزة) قبل ان يتعرّض للاحتلال
الاسرائيلي. ويمكن القول ان الاساس الاجتماعي الذي استندت اليه «طبقة الوجهاء» في الضفة
والقطاع هو العائلة بالاساس كما كان الحال في المجتمعات العربية عموماً. حيث كادت العائلة ان
تشكل مجتمعاً قائماً بذاته» قبل ان تتعرض هذه المجتمعات للتحديث بدرجات مختلفة . لكن على عكس
الحال في معظم المجتمعات العربية: لم تكن الثروة المرتبطة بملكية الارض أساساً هي وحدها اساس
تميّز عائلات معيّنة لتشكيل «طبقة الوجهاء». ففي فلسطين كانت هناك أهمية خاصة لعائلات ارتبطت
بالمؤسسسة الدينية» او الفئة العسكرية العثمانية خلال أربعة قرون من السيطرة التركية» والتي
حصلت, تاريخياً. على هيبة ونفون كفلا لها الصدارة الاجتماعية. وساعد على ذلك الغياب التاريخي
لطبقة اقطاعية مالكة للاراضي في فلسطين: على الرغم من وجود الملكية الخاصة للاراضي منذ صدور
قوانين اصلاح الارض العثمانية في العامين ‎١807‏ و45/8١.‏
فالملكيات الزراعية الكبيرة التي عرفتها فلسطين التاريخية كانت أقل بكثير من معدل الملكيات
الشائع في المشرق العربي. فلم تكن الملكيات الكبيرة في فلسطين تزيد عمًا يتراوح بين ‎5١‏ و0 ألف
دونم في أقصى الاحوال (عائلات الشوًا وعبد الهادي والحسيني والتاجي والبرغوثي والجيوسي
والطبري)(١).‏ وهذا معدّل يقل بوضوح عمًا كان معروفاً في مصر وسورياء وحتى لبنان: مثلاً. كما لم
تكن الملكيات الكبيرة تمثّلء تاريخياًء أكثر من:7,١‏ بالمئة من مجموع الاراضي الزراعية؛ وهي الملكيات
التي تزيد على خمسة آلاف دونم. اما الملكيات المتوسطة التي تتراوح بين ألف وخمسة آلاف دونم,
فكانت نسبتها حوالى 8,7 بالمئة من مجموع الاراضي. وكانت بقية الاراضي مملوكة لعائلات تقل
ملكيتها عن ألف دونم؛ حوالى ‎١0,‏ بالمئة منها تتراوح ملكيتها بين مئة وألف دونمء و١‏ ,1" بالمئة منها
تقل ملكيتها عن مئّة دونم").
ولذلك لم يكن ملآك الاراضي يمثلون سوى قطاع من «طبقة الوجهاء» التي ضمّت: أيضاً» كبار
التجارء الى جانب العائلات ت التي ‎١‏ انبثقت مكانتها الاجتماعية من انسابهاء اى من وظائفها الرمزية
ولا يتسع المجالء, هناء لمزيد من التفصيل بشان الاساس الاجتماعي ل «طبقة الوجهاء»
العدد 1517: نيسان ( ابريل ) ‎١1945‏ مين فلعطفية ك
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)