شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 9)
- المحتوى
-
وحيد عبدالمجيد حص
تضم الشباب والصبية الناضجين الذين اثبتوا قدرات أعلىء بشكل ملحوظه في مقاومة الاحتلال من
الجيل السابق عليهم. ويوصف هذا الجيل الجديدء عادة» في تقارير المراسلين العاملين د اخل الاراضي
المحتلة» بأنه أصلب عوداًء وأقل خوفاً من سلطات الاحتلال, وأكثر جرأة في مواجهتها. ولذلك. اصبح
هذا الجيل الجديد مصدر تهديد مستمر لتلك السلطاتء الى حدّ انها غدت تنظر الى كل شاب
فلسطيني باعتباره متهماً بالقيام بنشاطات معادية الى ان يثبت لها عكس ذلك. فهذا الجيل يتميّز بأنه
لم يع مرحلة الادارة الاردنية, اى المصرية, ولم يدرك لحظة الاحتلال نفسهاء إِمّا لأنه ولد بعدهاء أو
لأنه كان صغيراً لا يعيها. وبالتاليء لم يعايش صدمة هزيمة ثلاثة جيوش عربية في حرب حزيران
( يونيو) 15717. ولم يعتقدء في يوم ماء بأن الجيش الاسرائيلي لا يُقهر؛ على عكس الجيل السابق,
الذي شهد ذلك الجيش يقتحم الضفة والقطاع دونما عناء. وفضلاٌ عن ذلكء فقد أدرك الجيل
الفلسطيني الجديد لحظتين ايجابيتين في تاريخ الصراع العربي الاسرائييء هما حرب تشرين الاول
( اكتوبر) ”117 وحرب لبنان العام .١1547 اللتين أكدتا ان اسرائيل ليست بالقوة التي لا يمكن
مواجهتهاء وان جيشها الذي بدا اسطورياً للجيل السابق يمكن ايقافه وارغامه على التراجع
فقد بدأ وعي هذا الجيل الجديد في التكوّن مع حرب العام 19377: حيث عاش خيرة التراجع
النسبي لهذا الجيش فيهاء على الاقل على الجبهة المصرية, وخاصة خلال المرحلة الاولى من تلك
الحرب. ثم نضج وعيه مع حرب العام ,١14/7 حيث عاش تجربة عجز الجيش الاسرائيلي عن اخماد
المقاومة الفلسطينية التي تصدّت له ما يقرب من ثلاثة شهورء في ظل صمت عربي مدهش وتخاذل
الجيش السوري في لبنان. كما عاش هذا الجيل تجربة عجز الجيش الاسرائيلي عن الاستمرار في
لبنان واضطراره الى الانسحاب من معظم الاراضي التي احتلهاء باستثناء شريط حدودي بات ممزقاً
من كثرة ما أطلق عليه من رصاص .
كما ان نشأة هذا الجيل في ظل الاحتلال سلّحه بروح المواجهة دون خوفء حيث تعوّد على
مواجهة سلطات الاحتلال عند كل مفترق طرقء في الصباح والمساء وطوال اليوم. ولم يعد يرشب هذه
السلطات كما كان حال الجيل السابق عليهء الذي روّعته معايشته لخبرة الاحتلال نفسها والسهولة
التي تم بها الاحتلال. فليس لدى الجيل الجديدء في الواقع؛ ما يجول دون شعوره القوي بالنديّة, بل
والتحديء في التعامل مع هذه السلطات.
ولذلك, يمكن القول ان هذا الجيل لم يتأثر بالهزيمة العربية في حرب العام 15717, الا من زاوية
ادراك انه مسؤول وحده عن مواجهة نتائج هذه الهزيمة وبعد ان فقد الامل في التحرير اعتمكاً على
الدور العربي(')؛ وهو ادراك يعتبر ايجابياً في هذه المرحلة التي يعاني فيها النظام العربي من عجز
عن القيام بدور فاعل في مواجهة اسرائيل» حتى على مستوى الدعم المالي للنضال الوطني في الاراضي
المحتلة.
" - انتشار التعليم في الاراضي المحتلة على نطاق واسع خلال السنوات العشر الاخيرة. فالى جانب
حوالى 17٠١ مدرسة ابتدائية واعدادية وثانوية» اصبح هناك ست جامعات. هي بيرزيت والنجاح
الوطنية والخليل وييت لحم والقدس والاسلامية في غزة. وهذه الجامعات معترف بها من اتحاد
الجامعات العربية:؛ وتمنح درجات علمية في كثير من التخصّصات. وقد بلغ مجموع الطلاب
الجامعيينء في العام 15/47: عشية تفجّر الانتفاضة, اكثر من ١5 ألفاًء بزيادة ما يقرب من الضعف
على ما كان عليه عددهم العام 7: وفقاً للجدول الرقم .)١١1
م شيون ملسطيزية العدد 1515١ء نيسان ( ابريل ) 1١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22134 (3 views)