شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 13)
- المحتوى
-
وحيد عبدالمجيد ب
الى قوة عمل مأجورة لا تجد مجالاً للعمل داخل الاراضي المحتلة. فتضطر الى البحث عنه وراء ما
يسمى «الخط الاخضر» في ظروف بالغة الصعوية. حيث يحصل العمال على مابين ٠ و١!7 يالمئة من
أجور العمال الاسرائيليين الذين يقومون بالعمل ذاته, فضلاً عن الحرمان من أية ضمانات. وواكب
ذلك ارهاب التجارء أيضاً بالخرائب المتزايدة التي اثقلت كاهلهم وآثارت نقمتهم على الاحتلال.
وفضلاً عن ذلك؛ فقد قادت عمليات الاعتقال الواسعة لكل من يشتبه في انضمامه الى المقاومة
الوطنية, والتي كثيراً ما تتم بشكل أقرب الى العشوائية: الى تحويل السجون الى مد ارس للمناضلينء
بدءاً من محو أمية المعتقل الأمي الى القاء المحاضرات في الاقتصاد والسياسة وأساليب الكفاح : وهناك
الكثيرون الذين اعتقلوا بشكل عشوائي؛ على الرغم من عدم انخراطهم في العمل الوطني فخرجوا من
السجون مناضلين اشداء. واحياناً يبدا انضمام الشبان الى التنظيمات داخل السجون تلك . فالشاب
يدخل السجن غير منظم» حيث يتلقذ اعضاء احد التنظيمات ليخرج مسيّساً ومدرباً على العمل
التنظيمي» حيث تعتبر الهياكل التنظيمية داخل السجون مشابهة للهياكل الموجودة خارجها . وتصف
احدى الروايات معتقل أنصار ؟/ الذي اقيم العام 1547ء بأنه اصبح اكاديمية الشبان» حيث
يخرجون منه مسلّحين بوعي سياسي متقدّم, ومزودين بشجاعة غير مسبوقة وبخبرات في مجال مقاومة
السجّانين: ومدربين على أساليب بناء التنظيم الذي يصعب اختراقه(1١).
المشاركة الشاملة في الانتفاضة
وهكذا أدّت التغيّرات الاجتماعية هذه الى توفر الظروف الكفيلة بتزايد مشاركة مختلف الفئات
الاجتماعية في المقاومة الوطنية ضد الاحتلال» بدرجات متفاوتة. فكان الجيل الجديدء الصاعدء
وخاصة من أبناء المخيمات7: ') وطلاب الجامعة الذين اصبحوا المصدر الرئيس للتجنيد في تنظيمات
الداخل التابعة لفصائل منظمة التحريرء هو الاكثر مشاركة خلال الفترة السابقة على الانتفاضة.
واصبح شبان المخيم الجامعة بمثابة القوة الاجتماعية المحرّكة للعمل الوطني والمفجرة للانتفاضة
الصغيرة, والمتوسطة: التي شهدتها الاراضي ا محتلة منذ الانتفاضة ضد روابط القرى العميلة
للاحتلال: العام ١1547 . ثم كانت هذه الفئة نفسها هي التي لعبت الدور الرئيس في تفجير الانتفاضة
الكبرى من داخل مخيم جبالياء ؛ في القطاعء ويلاطة» في الضفة . وظلت هذه الفئة في طليعة الانتفاضة
خلال ايامها الاولىء كما تدل على ذلك اعمار الشهداء خلال تلك الايام. فمن بين 55 شهيداً خلال
شهر كانون الاول ( ديسمير ) 2١141 كان هناك 4١ شهيداً تتراوح اعمارهم بين ٠ ١و5 عاماً١").
لكن لم تمض أيام حتى ظهر العمق الاجتماعي للانتفاضة: ويانت ملامح المشاركة الواسعة
لمختلف الفئات الاجتماعية في انحاء الضفة والقطاع كافة. وبهذا الشمول لم يعد بمقدور قوات
الاحتلال انهاء الانتفاضة يغلق بعض الجامعاتء ومحاصرة بعض المخيماتء واعتقال من يمكن
الوصول اليه من النشطاء.
فلم يؤثر الحصار شبه المستمر للمخيمات» ولا غلق الجامعات والمدارس في الضفة الفلسطينية
لمعظم الوقتء في استمرار وتصاعد الانتفاضة» حيث أخذ الطلاب يعملون في مواقع سكناهم؛ ومن
خلال اللجان الشعبية والاطر المحلية التي شكّلت في مختلف انحاء الاراضي المحتلة, وفقاً لما دعت اليه
القيادة الموحّدة في ندائها الثالث, الصادر في ١7 كانون الثاني ( يناير) .١114/ وقد أكد ذلك النداء
ان «سياسة اغلاق المؤسسات التعليمية لن تعوب على العدى الا بالويل والدمار»؛ وطالب جماهير الطلاب
بالانخراط في الكفاحء في المدن والمخيمات والقرىء لتصعيد الانتفاضة. وجاء في النداء التالي
نا شْوُون فلسطيهة العدد ,١157 نيسان ( ابريل ) 1١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)