شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 16)
- المحتوى
-
ل الشمولية الاجتماعية للانتفاضة...
أصل 55 : من الشهداءء وفقاً لاحد الاحصاءات» أي بنسبة حوالى ١١,5 بالمئة من اجمالي الشهداء.
وفي اطار الشمولية الاجتماعية هذهء كان من السهل ان تنتشر القيّم الاجتماعية الجديدة» التي
تطوّرت خلال الانتفاضة على أوسع نطاق؛ وهي القيم المرتبطة بأولوية النضال ضد الاحتلال على ما
عداهء بما يقود اليه ذلك من تأكيد الثقة في النفس والتخلّص من مشاعر استضعاف قيمة الدور الذي
يمكن القيام به من اجل التحرر, وبثبوت قيّم الاقدام والمواجهة, في مقابل تراجع قيّم النكوصء أو
التخليء عن الوأجب الوطنيء والتي اصبحت قيماً مخجلة ومعيبة.
كما برزت القيّم الجماعية بشكل غير مسبوقء لتتراجع امامها القيّم الفردية. فاصبح التعاون
والتكافل الاجتماعي من أبرز القيّم السائدة في الاراضي المحتلة. وتمثل ذلك في النشاط الذي تقوم به
اللجان الشعبية المختصة بالغذاء. من اجل تبادل المواد الغذائية بين المناطق والافرادء وفي تنازل
الملاك عن ايجارات المساكن والمحلات: أو تأخير دفعها على الاقل؛ وتأجيل الوفاء بالديون المستحقة,
واقبال الميسورين على تقديم العون بقدر ما يستطيعون وتخلّيهم عن كل المظاهر الترفيه(؟؟).
وقد ظهر التأكيد على هذه القيم منذ النداء الاول للقيادة الوطنية الموحّدة للانتفاضة, الذي
أصدر في الرابع من كانون الثاني ( يناير ) :١1454/ الذي تضمن: «على المناضلين والاخوة اعضاء
اللجان الشعبية المنتشرة في المواقع المختلفة العمل على تقديم يد العون والمساعدة. حسب الامكانات
المتوفرة. ويشكل خاص للأسر المحتاجة من أهلنا». ويمدّل السلوك الاجتماعيٍ للميسورين في الاراضى
المحتلة خير معين لهذه اللجان على تحقيق التكافل الاجتماعيء باقبالهم» بشْتّى السبل, على تخفيف
الاعياء عن كادحي شعبهم. وضرب ابناء هذا الشعبء. بمختلف فئاته, أمثلة فدَّة في التكافل والايثار.
فكثيراً ما كان اعضاء اللجان الشعبية يقرعون ابواب المنازل لتقديم بعض المعونات» فتبادرهم ربّة
البيت بقولها: «نحن لدينا ما يكفي ؛ شكراً ؛ ان جيرانناء على بعد امتارء أحق منا بذلك»(؟).
وعلى عكس ما يحدث عادة في ظروف الحرب والحصارء لم يعمد التجار الى رفع أسعار السلعء او
احتكارهاء تمهيداً لرفع اسعارهاء الا فيما ندر. وفي المقابل: اسهم الكثير من التجار بما لديهم في
المخازن لتقوم اللجان الشعبية بتوزيعه على الأسر المحتاجة. وفي هذا الاطارء شهد العام الاول
للانتفاضة ثورة كبرى على الانماط الاستهلاكية السابقة؛ وصفتها كاتبة اسرائيلية بأنها لا مثيل
لهال*"). وكنتيجة لهذا التغيّر تلاثى قطاع المطاعم في الاراضي المحتلة. حيث أغلقت أبواب عشرات
المطاعم لعدم وجود من يتعامل معها. ومع نهاية العام الاول للانتفاضة؛ أخذ قطاع وكالات السفر
وقطاع التأمين يلفظان انفاسهما الاخيرة. ولم يعد هناك مجال للكماليات, بمختلف انواعها. وذهب
تقرير اسرائيلي رسمي الى ان شراء المواد غير الضرورية انخفض بنسبة 50-7١ بالمئة حتى آخر آبٍ
(اغسطس) 004 » مثل مواد التجميل والزينة للنساء اللاتي يتجه معظمهن الى ارتداء السوادء
حداداً على شهداء الانتفاضة. ويشمل هذا الانخفاضء أيضاً. الاطعمة والمشرويات غير الضرورية.بل
والأثاث والسجاد والادوات الكهربائية والثياب الجديدة. وتم غلق جميع أماكن اللهو وقضاء وقت
الفراغ, بما في ذلك دور السيتما.
اوينعكس هذا التغير في القيم الاجتماعية ونمط الحياة؛ أيضاً ٠ في تغيّر عادات الزواج الذي لم يعد
مكلقاً .كما كان من قبل. فقد أصبحت حفلات الزواج بسيطة؛ تسوب فيها الاغاني والاناشيد الوطنية.
وانتهت الحفلات التقليدية التي تخصّص في احيائها سكان مدينتي بيت لحم ورام الله. حيث كان
الناس يقصدون المدينتين من كل صوبء فتدبٌ الحركة بين التجار والمطاعم وساحات
العدد 153١ء نيسان ( ابريل ) 15835 لَمُوُون فلعسلفية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)