شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 18)
المحتوى
حل الشمولية الاجتماعية للانتفاضة...
بعمالته للاحتلال, فانه يحصل على فرصة للتوبة؛ ويُطلبٍ منه اعلانها في المسجدء او الكنيسة.
والملاحظ ان هذا هو الاسلوب الذي تستخدمه قيادة الانتفاضة في مواجهة حتى العملاء. حيث لا
يتعرّض للعقابء الا من يرفض التوية؛ أو ينكص عنها.
والمعروف ان وجود عملاء للسلطة المحتلة ظاهرة طبيعية عرفتها كل الشعوب التى وقعت تحت
الاحتلال: وكذلك في الحالة الفلسطينية, بسبب الاحتلال الاسرائيلي وتخطيطه للبقاء الابديء ونا بدا
من ابتعاد احتمالات انهاء هذا الاحتلال قبل تفجّر الانتفاضة, وتشابكء وتعقّد, القضايا المعيشية في
الضفة والقطاع. وقد أظهرت قيادة الانتفاضة درجة معقولة من الوعي في التمييز بين نوعين من
العملاء. يمكن ان نطلق عليهما العملاء الكبار والصغار. فالمقصود بالعملاء الكبار القيادات التقليدية
التي تتعاون مع سلطات الاحتلال ضد النضال الوطني بشكل واضع. بالاضافة الى الخونة الذين
تورطوا في تهريب وبيع اراضي للمستوطنين, او الذين يقدمون المعلومات ويكتبون التقارير لاجهزة الامن
الاسرائيلية عن العناصر النشطة في المقاومة وما تقوم به من نشاط. بينما يقصد بالعملاء الصغار اولئك
الذين يقبلون العمل مضطرين: في أجهزة الاحتلال ذات الطبيعة القمعية بصفة خاصة: مثل الشرطة
والضرائب والسجون, او يقبلون التعيين في المجالس البلدية منذ ان تمّ حل المجالس المنتخبة العام
4
فنجد ان العملاء الصغار يحصلون على فرص متعددة للاستقالة من المجالس البلدية او من
الادارة المدنية الاسرائيلية. ولآن هذا الموقف يمثّل اختباراً بالغ الصعوية لمدى تفاعل الجماهير مع
قيادة الانتفاضة؛ يمكن القول ان مستويات الاستجابة التي تحققت, خلال العام الاول: وفقاً للبيانات
المتوفرة تشير الى درجة عالية من التفاعل؛ وان لم تصل الى مستوى الاستجابة الشاملة. فقد قدمت
اعداد كبيرة في المجالس البلدية استقالاتها تباعاً. وحدّد تقرير لمراسل وكالة «رويتر» نسبة المجالس
المستقيلة بحوالى ‎/١‏ بالمكة حتى آخر آب (اغسطس) 075848). لكن يبدو ان نسبة الاستقالة بين
العاملين في الادارة المدنية أقلّ» ربما لعدم تأكدهم من الانتصار النهائي للانتفاضة:؛ وربما لأن هذه
الفئة الاجتماعية (الموظفين) من أقل الفئات مشاركة في العمل الثوري عموماً. وفقاً للخبرة العالمية.
وقد لجأ بعضهم الى الحصول على اجازات لفترات متفاوتة, لتجتّب غضبة الجماهير عليهم؛ وان كانت
سلطات الاحتلال قد فرضت على بعضهم الاستجابة لنداء الانتفاضة؛ حيث قررت: في ‎١7‏ تموزن
( يوليو )؛ الاستغناء عن خدمات العاملين غير المعيّنين؛ كما خفضت عشرة بالمئّة من رواتب جميع
الموظقين العاملين في الادارة المدنية, بسبب نقص ايرادات الضرائب. ومع ذلكء يبدو ان نسبة
الاستقالات بين العاملين في جهاز الشرطة أعلى بشكل ملموس» حيث استقال حوالى نصفهم خلال شهر
آذار (مارس) وحده؛ والذي يعتبر أكثر شهور العام الاول للانتفاضة؛ من حيث حجم الاستقالات من
الادارة المدنية الاسرائيلية. وتم غلق عدد من مراكز الشرطة في بعض المدن مؤقتاً. مثل الخليل ونابلس»
حتى يتم املتخداءابدلاء من" المستقيلين“من رجال الشرطة: الاستزائيلية.
وقد استمرت القيادة الموحدة للانتفاضة في حث الجماهير على الضغط على المتعاونين مع سلطات
الاحتلال. في ظل تركيز ملحوظ على العاملين في مجالات حيوية.
وعندما قامت سلطات الاحتلال بتعيين لجان محلية بديلة من المجالس المستقيلة» رفض الاهالي
التعامل معهاء على الرغم من كثافة الضغوط الاسرائيلية. وكمثال على موقف يعكس أعلى درجات
الانضباطء رفض سكان بعض القرى سداد فواتير المياه للجان المحلية التي تم تعيينها في
العدد ‎١5‏ نيسان ( ابريل ) ‎١544‏ هون فلمصلؤية /لا١1‏
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22436 (3 views)