شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 25)
- المحتوى
-
د. تبيل حيدري خط
وزير الخارجية السوفياتية» ادوارد شيفاردنادزه, بجولته العربية؛ حاملاً معه مشروع مبادرة تقتضى,
في احد بنودها الرئيسة, تشكيل لجنة خماسية من الدول الاطراف العربية المعنية بالحل الشرق
أوبسطيء وهي سوريا والاردن ومصر ولبنان وم.ت .ف. بحيث تعمل هذه اللجنة على صوغ موقف عربي
موحدء أو متناغم ومتناسق في أضعف الاحوالء حتى لا تتضارب المواقف العربية في المؤتمر الدولي
خلال انعقاده, الامر الذي قد يدفع به الى الفشل. الهدف السوفياتي المعلن, بهذا الخصوصء لم يعد
احباط عملية التسوية في المنطقة, وانما اصبح قائماً على أساس لعب دور «العرّاب» لموقف عربي موحد
على أساس جامع مشترك عملي يشكّل ورقة عربية في يدهء موازية» في اهميتها ووزنهاء للورقة
الاسرائيلية في بد الاميركيين. وأذ! ما كانٍ هذا هى جوهر الطموح السوفياتي» فان تحقيقه يفترض
شروطاً يجب توافرها لنجاحه, والا ظلّ حلماً غير قابل للتحقيق؛ وأول تلك الشروط الموافقة الاميركية.
«تبريد» الحل
على ان المتابع لانعكاسات الوفاق الدوليء عربياًء لا بد ان يلحظ احتقاناً للمكتسبات . ومعيار هذا
الاحتقان, هو مقدار ما تحقق من مقاربة لحل الازمة في المنطقة: التي تعدء في رأي البعضء اقل أزمة
اقليمية استطاعت تحقيق حلول لها في الوفاق حتى الآنء قياساً بالازمات الاقليمية الاخرى التي باشر
العملاقان فتح ملفاتها. في هذا الشأنء ثمة من يقولء انه اذا ما كانت موسكو استهدفت في تحركاتها
الدبلوماسية نقل الوفاق الى الشرق الاوسطء فان ذلك لا يعني بأي حالء ان كل المشاكل اضحت على
سكة الحلء ذلك ان النزاع العربي الاسرائيلي يعتبر من النزاعات الاكثر تعقيد تعقيداً في العالم؛ اذ تختلط
فيه مسائل الوجود بمشاكل الحدود . وليس بالمستغرب, أيضاً ان يحذّر أكثرمن طرف اقليمي» ودولي»
من مغبّة الافراط في التفاؤلء والانطلاق من مقولة باتت شائعة, مفادها ان بدء الحل للنزاعات
الاقليمية سيؤديء تلقائياً الى حلها دفعة واحدة؛ وتغافل ان الحرائق الاقليمية على انواع؛ بعضها قد
ينطفىء, مشل حرب الخليج والبعض الآخر قد يشتعل بانتقال نيران الوفاق اليه, كما في لبنان,
والبعض الآخر قد يستعر, كما.في تعزيز الحرب الاهلية في افغانستان, التي انتقلت من الحرب الى
مرحلة اخرى من الحرب.
واذا ما كان التباطؤٌ الاميركى سبباً في ذلك فهو. نفسه؛ء نتيجة طبيعية لتمسّك الادارة الاميركية
ببعض مفاهيم الحرب الباردة» زيادة على أهمية ما يشير اليه معظم المراقبين الدبلوماسيين من ان
تحركات ادارة بوش لن تكون, في هذه المرحلة على الاقل, اكثر من تشميع خيوط اللعبة الاميركية
لمواجهة الانفتاح السوفياتيء وتعبئة الفراغ في السياسة الخارجية الذي يحدثه. عادة, أبشغال
الادارة الجديدة في ترتيب اوضاع بيتها الداخلي؛ وعدم استكمالهاء بعد مرحلة التعيينات والاسماء
وتسمية الاشخاص الذين سيتولون معالجة الملفات المختلفة.
ولا ريب في ان تخمينات موسكو, في هذا الامر. لم تتطابق» حتى اللحظة؛ مع حساب البيدر
الاميركي, الذي شهد من منطلقه المبدئي برفض الموافقة على مؤتمر دوليء تطوراً هاماًء مطلع الشهر
الفائّت» ربّما جعل من التحرك السوفياتى الجديد في المنطقة مجرد عملية محدودة الفعالية. وهنالك
مؤشران على ذلك؛ احدهما يتعلق بواشنطن نفسهاء والآخر يتعلق بنظرة الادارة الاميركية الى الاطراف
الاقليمية والدولية المعنيّة بالنزاع وموقفها العملي من المؤتمر الدولي. المؤشر الاول: يكمن في ان ادارة
بوش باتت تؤيد فكرة تجزئة النزاع, والتحرك «خطوة خطوة» الى حله على مراحل» وليس دفعة واحدة.
وفي هذا النطاق؛ يبدو وزير الخارجية الاميركية, جيمس بيكرء مقتنعاً بوجهة نظر اثنين من
535 شين لسطيفية العدد 157.ء نيسان ( ابريل ) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)