شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 31)
المحتوى
د. ذبيل حيدري
قمعت . وأياً تكن التفسيرات التي راجت للقرار الاردني» في أواخر تموز ( يوليى ) الماضي» فان التفسير
الراجح والمقنع, حقاًء هو الانتقال الى خط الدفاع الاخير عن الأمن المهدّد لشرق الاردن.
لكن ما المملكة من دون دورها الفلسطيني ؟ يطرح هذا السؤال كثيرون, بدءاً بأولتك الذين
راهنواء وما يزالون» على «الحل الاردني»؛ لأنها كان يمكن ان تلعبء في المستقبلء دوراً في الحل. وما
قيمتها الاستراتيجية؛ إِنْ هي تخلّت, بمحض ارادتها ‎٠‏ عن لعب هذا الدور ؟ لقد أصبح دور الاردن»
بعد قرار فك الارتباط بالضفة الفلسطينية» وبحقء ثانوياً. بيد ان الدور الاردنيء في النزاع مع
اسرائيل: بعيد من ان ينتهي ؛ فالرئيس الاميركي» جورج بوشء ما يزال يتحدث عنه؛ حتى بعد متابعة
الحوار مع م.ت.ف. وقمّة العقبة, في الخريف الماضيء اثبتت ان المنظمة هي الاخرىء ما تزال بحاجة
اليه احياناً.
ازاء هذا كله لن يجد الاردن صمَّام أمان فعلي الا في الاطار العربي؛ ولكن أي اطار ؟ هل هو في
موقع وسطي بين سوريا ومصر ؟ هل هو بالاتفاق مع م.ت.ف. ام يتجاهل احدهما الآخر ؟ ان الاردن»
مثله مثل الدول العربية الصغيرة الاخرىء غير قادر على التعايش المستمر مع التناقضات العربية,
وسياسات ا محاور العربية. فعمّان لا ترتاح فعلاً الا في اطار من الوفاق في العلاقات بين الدول -
الإقطه.. وما الانكفاء الى محور عربي دون غيره الا خيار ثان, ودفاعيء عندما يتبين ان التفاهم بين
مشق والقاهرة غيرممكن. من هنا فما دخول الاردن «مجلسٌ التعاون العربي» المشرقي, الذي يضم
0 الشمالي؛ الا وسيلة للضغطء بهدف التعجيل بتذويب الخلافات المستعرة بين غير
طرف عربي.
ونا كان الامر كذلك؛ فان عمّان ظلّت على قناعتها بضرورة ان تنصبٌ الجهود العربية: في ما خصّ
أزمة الشرق الاوسطء على تحريك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامنء ودفعها من اجل
تحديد مكان انعقاد المؤتمر الدولي. وموعدهء وتأمين دعوة الفرقاء المعنيّين كافة, بما فيهم م.ت.ف.
وتفادي كل ما من شأنه اثارة الخلافات العربية. ومن هنا كان عدم ترحيب العاصمة الاردنية بدعوة
عرفات الى اجتماع اللجنة الخماسية العربية لتنسيق الموقف العربي للمؤتمر الدوليء خشية ان يكون
هذا الاجتماع مجال لابراز تلك الخلافات. وبمعنى آخرء فان الرفض الاردني عقد اجتماع اللجنة
يثير, في الوقت الراهن أقله, من وجهة نظر عمّانء مشاكل أكثر مما يقدم حلولا؛ فالمطلوب من هذه
اللجنة ان تحدّد موقفاً عربياً موحّداً من المؤتمر الدولي: كما لى ان هذا المؤتمر سيعقد غداًء وكما لى
ان غياب الموقف العربي الموحّد هى العائق الوحيد في سبيل انعقاده.
ما هو أهم في الموقف الاردني من اجتماع اللجنة الخماسية يكمن في انه يضع حدّأ لسلسلة من
المشاكل المختملة في مقدمها مشكلة انعقاد اللجنة نفسهاء نظراً الى ان ليس هناك ما يضمنء حتى
الآنء الجمع بين وزيري الخارجيةء المصري والسوري. ولو ان هذا الامر صار محسوماً. كما ترى
عمّان: لكانت اشكالات عديدة حُلّتَء وربما انتفت الحاجة الى اللجنة الخماءشية تقتلا . اضافة الى
ذلكء فان عدم انعقاد اللجنة الخماسية يوحي بفشل محاولات للتقريب بين دمشق والقاهرة؛ في حين
أن الاردن يعملء جاهداً ويبطءء على اعادة العلاقات بين مصر وبسوريا الى طبيعتها.
الى هذا المدى, كان الموقف الاردني من اللجنة الخماسية كافياً ومتماسكاً. خصوصاً وان مسألة
انعقاد المؤتمر الدولي نفسه باتت مفتوحة على احتمالات كثيرة, كلها تشير. حتى اللحظة: الى انها غير
محسومة: وليس. من المتوقع ان يتبنى أي طرف عربي قراراً تفصيلياً قد يودي الى حدوث
ل شُيُون فلعطفية. العدد :15.: نيسان ( ابريل ) ‎١945‏
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)