شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 32)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 32)
المحتوى
ل السلم البارد
انشقا'ق عربي كبير برسم. الحلول غير المؤكدة. كما حصل في السبعينات بين مؤيد ورافضء وكأن
المسألة قرار عربي بالايجاب؛ او النفي. هذا الموقف الوسطي نفسه يحملء مرة أخرى, بذور
التناقض؛ فعمّان التي بذلت الجهود في سبيل الحد من الصراعات داخل الاسرة العربية, تطلب منها
الاعتراف بأن ليس في يدها أي وسيلة ضغط فعلية لتقريب الثنائي السوري ‏ المصريء فإِنَ وجد هذا
الثنائي وسيلة للتقارب» رأى الاردن بارقة أملء وان لم يجدء فالقلق يبقى خبز الاردنيين اليومي
الااختراق اللصري وحدوده
لقد تعرّض دور مصر في النزا ع العربي ‏ الاسرائيلي لقيوب عديدة ومتناقضة؛ حيث تذبذب تصور
القاهرة لدورها الاقليمي بين مستلزمات الرومانسية القومية, وتلك التي تتطلبها الواقعية المحض . ولقد
أدى اتّباع أي من النقيضين الى خلق مضاعفات في النزاع» فكان موقف عبد الناصر, العام /1971,
وموقف السادات, العام /1917., يمثلان غاية التطرف من الناحيتين: بينما اجتهد مبارك؛ منذ تسلّمه
زمام الحكم, لكي يتمسك بموقع في مركز التوسط الهندسي بين سلفيه. لكن التساؤل عن سبب تبني
مصر لدورها الجديد في النزاع العربي ‏ الاسرائيليء والكيفية التي تتابع» من طريقهاء ممارسة هذا
الدور يحتاجان الى بعض الاستطراد.
اللافت» هناء الرغبة العميقة لدى معظم العرب في سرعة عودة مر الجر الصف العربي؛ ويتميز
هؤلاء بتوقعات كبيرة. صريحة أم ضمنية؛ ترى ان تلك العودة تمثل «علاجاً» قادراً على رأب جميع
الصدوع.
بيد ان مصر التي سوف تعوب هي بلد لم يستطع؛ حتى الآنء» ان يستعيد قدرته التي تآكلت خلال
السنوات السابقة» وهي بلد فقير في موارده؛ مزدحم بسكانه؛ يحمل عبء ديون خارجية ثقيلة, ويعتمد
على الآخرين في الحصول على اكثر من نصف احتياجاته من الغذاءء هذه الحقائق القائمة اضحت
جزءاً لا يتجزا من نفسية صانع القرار المصري؛ بحيث اضطر الى ان يكون أكثر «واقعية» في احلامه.
وأكثر «عقلانية» في سلوكه.
من هناء لن تتوفرلدى مصير القدرة» أو الرغبة, او الاثنان معاًء في قيادة العالم العربي في مواجهة
جديدة مع اسرائيل في الحاضر او في المستقبل المنظور؛ فالالتزامات المترتبة على اتفاقيتي كامب ديفيد,
ومشكلات مصر الاقتصادية: تستيعد, اساساً: الالتجاء الى مثل هذا الخيار. وللتأكد من ذلك؛ فان
صانع القرار المصري قد تخلىء منذ زمنء عن الوهم الذي كان مقتنعاً به يوماًء بأن اسرائيل لديها رغبة
حقيقية في توطيد السلامء ولكن فقدانه للثقة في اسرائيل لا ينتقلء بصورة تلقائية؛ الى اتخاذ طريق
الحرب مع اسرائيل. وقد يتوقع العرب. مع ذلكء: ان مصر سوف تقودهم, على نحو ماء الى مواجهة
00-0 مع اسرائيل والولايات المتحدة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من حقوق الفلسطينيين ومن
الارض العرمية المحتلة وان تُطلق «استراتيجية للاحتواء» مهمّتها محاصرة خطط السيادة الاسرائيلية
في الشرق الاوسط. ويأخذ هذا التفهّم في الاعتبار الحكم على التزامات اسرائيل طبقاً للمعاهدة والتزامها
«الاخلاقي» تجاه الفلسطينيين؛ كما انه يأخذ بعين الاعتبارء أيضاًء حماية المصالح العربية. ويمثل
هذا الاسلوبء في ممارسة صانع القرار المصريء الامل في المحافظة على موقعه المتوسط بين رومانسية
القومية العربية التي جسّدها عبد الناصرء وأسلوب المواءمة العملية الذي كان يتمسّك به السادات.
هذا الدور المصري الهامٌ الذي محضه معظم العرب الدعم: كيف يمكن ان ينعكس فلسطينياً ؟
العدد ‎:١15‏ نيسان ( ابريل ) 1145 نتُوُونُ فلسطيفهة ‎7١‏
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)