شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 35)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 35)
المحتوى
د. ذنبيل حيدري
الاول ( اكتوبير) 1975ء مما مكّنء بدوره؛ الفلسطينيين من التقدم ببرنامج مرحلي لاقامة دولة
فلسطينية على ما يُنتزع من قوات الاحتلال الاسرائيلي» وقيّض لهذه التجربة ان تعمر بزخم كثيف
نسبيأ حتى انتهى الامل في عقد مؤتمر جنيف. بيد ان زيارة السادات لاسرائيل وتوقيعه على اتفاقيتي
كامب ديفيد كان لهما التأثير المباشر في احباط تلك التجربة. المرة الثانية في العلاقة الطردية بين
التضامن العربي وتماسك البرنامج المرحلي الفلسطيني اتت واضحة في مبادرة فاس؛ ولم يكنء في تلك
اللحظة امام اقداد السيامي الفلسطيني الآ محاولة تصليب الموقف العربيء الذي كان يشهد» بدوره,
تشتتاً في اتجاهات
والسؤال: هل 2 الدول العربية وم.ت.ف. من مرخلة الفرز والاستقطاب الى برنامج
تضامني كالذي سبق الدخول في مؤتمر جنيف ؟
الاجابة المتأنية تقول ان بعض الانقسامات وبعض القيود العربية ستستمر في تعويق أي فرص
حقيقية لانصاف الفلسطينيين. وطا ما ان بعض الدول العربية يواصل الاحتفاظ بصيغ خفيّة لعلاقات
خاصة مع الولايات المتحدة؛ فانه لن يكون راغباً في؛ او قادراً على مواجهة واشنطن بسبب دعم
الاخيرة غير المحدوب للسياسات الاسرائيلية. ان الدول العربية مشغولة» راهذاً باحتياجاتها الامنية
والاقتصادية قصيرة الاجلء وان ظاهر سلوك مباحثات كل من العاهل الاردني والرئيس المصريء عند
لقائهما بالرئيس الاميركي في طوكيو. مؤخراًء كان مرتبطاًء بصورة خاصة؛ بالعلاقة الثنائية التي تربط
بلد كل منهما بالولايات المتحدة» أكثر من كونه مرتبطاً بالقضية الفلسطينية؛ على الرغم من سيطرة
الموضوع الفلسطيني على الجزء العلني من هذه المباحثات.
يضاف الى ما تقدم احتمال ان تُحبّط توقعات الفلسطينيين بشأن امكان تثبيت موقف عربي
أكثر تماسكاً في محتواهء سواء أكان التعبير عنه في قرار قمة الصمود والتصدي في بغداد (وضوح
المعاداة مع كامب ديفيد) أمّ قمة فاس (الاحتكام الى عقلانية الدبلوماسية) ام قمة عمّان الطارئة
(المرونة المحايدة). كما ان الضغط الجماعي العربي على الولايات المتحدة من اجل اطلاق مبادرة
جديدة في الشرق الاوسط تتّفق مع الاجماع الدوليء في المدى القريب او المتوسطء لا يحتمل ان يثبت
اي نجاح يفوق تلك الجهود لترويج مشروع فاسء من طريق لجنة الملوك والرؤساء العرب» فيما تحث
واشنطن العرب» اليوم» ودونما مسوغ | لذلك, على ان يكقوا عن مناوراتهم البلاغية» وان يتفاوضوا
مباشرة مع اسرائيل» من دون ان تتبتّى الادارة الاميركية. بصورة مسبقة: المعادلة الشائعة؛ أي
مقايضة الارض بالسلام. وينطوي هذا الموقف على نقض وتراجع حتى عن التعهدات السابقة
للسياسة الاميركية التي وضعها وزير الخارجية السابق» جورج شولتس .
في ضوء ذلكء فان الامر الذي تجدر معاينته, الآن؛ هو ما يمكن ان يثمر عنه استمرار الحوار
الفلسطيني ‏ الاميركي, مع استمرار تحكّم قصر النفس والتزاحم المعروف بالموقف العربي من جهة,
ومع استمرار تلكؤ واشنطن في البحث في الاساسيات: على الاقل في ما يخص المشكل وشروط الحل
الحقيقي للنزا ع من جهة أخرى.
ان فتح باب الحوار كان مكسباً فلسطينياً. خصوصاً وان البدائل الاخرى غير متوافرة في الاجل
القريب. غير ان واشنطن ترى انْ قدّر لهذا الحوار ان ينجح» فستأتي مرحلة ثانية يمكن فيها ادخال
المنظمة والاطراف العربية الاخرى في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وفحوى الكلام كما يراه العديد
من المراقبين المحاديدين في واشنطن ‏ هى خطوة كبيرة الى وراء. فهذا التأجيل الضمني للحوار
”3 شُهُونُ فلعطفهة العدد 151. نيسان ( ابريل ) ‎١944‏
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)