شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 46)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 46)
المحتوى
سل العلاقات الاردنية ‏ الفلسطينية...
للانتداب البريطاني: ووضعوا ميثاقاً وطنياً دعوا البلاد للتمسّك به.
ومن جهتهاء لم تلتفت سلطات الانتداب الى تلك المشاعر الوطنية. فاستمر الوضع على اضطرابه
حتى العام حين سعى الامير عبد الله الى تعديل المعاهدة؛ وكرّر مساعيه ف العام ‎١‏ ؛غير
ان التعديلات لم تكن في مستوى يجعل من الاستقلال في شرق الاردن حقيقة ملموسة(”©.
وممًا يثير الانتباهء ان ايا من هذه الاتفاقيات لم يتعرّض للمسالة الفلسطينية وذلك بخلاف ما
نصّت عليه المادة الثامنة من معاهدة العام 6 حول وجوب عدم وجود حواجز جمركية بين فلسطين
الاردن: ورفضها لرغبة الامير عبد الله في توحيد الاقليمين تحت امارته.
استمر العمل بالاتفاقيات المذكورة طوال الحرب العالمية الثانية. وفي العام 21 عقدت معاهد
جديدة. وما لبثت هذه المعاهدة ان أخلت مكانها لمعاهدة أخرى بين شرق الاردن وبريطانياء عقدت
548/7 وفيها تمّت الاشارة الى الامير عبد الله بلقب صاحب الجلالة؛ وهو لقب استعيض به
عن لقب صاحب السمو ( الامير ) الذي استخدم ف المعاهدات السايقة
0 3
ه ‏ يوضح هذا التسلسل التاريخي لتأسيس شرق الاردن؛ كوحدة سياسية مستقلة (بغض
النظر عن طبيعة هذا الاستقلال)» ان بريطانيا قد اعترفت باستقلال امارة شرق الاردن (في أيار- مايو
') قبل شهرين من دخول اتفاقية لوزان حيّز التنفين9"). . وهي الاتفاقية التي تنازلت تركياء
بموجبهاء عن املاك الدولة العثمانية في بلاد العرب.
ومن الناحية الدولية» فان معاهدة لوزان» المبرمة بين تركيا والحلفاء. في 19375/1/14/ تؤرخ
لانفصال الاردن - وغيرها من بلاد العرب ‏ عن الدولة العثمانية: وهذا توصيف ينطبق, بدافة؛ على
فلسطين أيضاً . غير ان الفارق بين الحالتين, الفلسطينية والاردنية: من الناحية الدولية, يكمن في ان
بريطانيا (والحلفاء) قد تلقفوا فلسطين لكي تدخل في اطار اتفاقاتهم الجانبية (وعد بلفور أساساً),
وهو ما لم ينطبق على شرق الاردن. ويعبارة أخرىء فان ما انطبق على بلاد العرب التي انفصلت عن
الدولة العثمانية في اتفاقية لوزان» كان يجب ان ينطبق على فلسطين لكي يصل بها الى الاستقلال, وهو
أمر حال دونه الانتداب البريطاني» من ناحية: والموافقة التي منحتها عصبة الأمم لتضمين وعد بلفور
في صك الانتداب» من ناحية أخرى.
وتبدى مسؤولية الحلفاء في حجب استقلال فلسطين واضحة؛ بل ساطعة, حين نأخذ في الاعتبار.
كيف أن بريطانيا قد أنشأت امارة (مملكة) في شرق الاردن من العدم السياسي تقريباًء وحالت دون
امتداد المشروع الصهيوني اليهاء وأصرّت على موقفهاء على الرغم من ان الامير (الملك, فيما بعد)
عبدالله؛ وعدد مرموق من اتباعه. أظهروا ميولٌ لم تكن معاكسة للمشروع الصهيوني تجاه شرق
الاردن!؟*). وهو ما يوكدء تماماً؛ ان بريطانيا المنتدبة على فلسطين كانت في موضع يمكّنها من الحؤول
دون تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطينء التي عارض أهلهاء تماماًء ذلك المشروعء وكانوا أهلاً
للاستقلال» ويمتلكون خصائصه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ بصورة تفوق أهلية شرق
الاردن: على أي تقدير.
معنى ذلك كله ان المندوب السامي البريطاني في القدس كان يقوم بمهمة ذات أوجه ثلاثة: في
الاولء كان المندوب السامي يشرف على انشاء كيان عربي مبتكر في شرق الاردن؛ وفي الثاني» كان
العدد ‎:.١157‏ نيسان ( ابريل ) 1585 لَشُهُون فلصلؤية هه
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)