شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 111)
- المحتوى
-
رياض بيدس لس
بسحر القعل البسيط جدأ لكسر القانون» (ص 5؟).
وتتداعى ذكريات موسى علي عن حرب العام 114/4 والعام 1471 ومجيء اليهود : «انتهت الحرب. استوطن
اليهوب في عين حوسوبء لكن الحد ظل كما هو. بدون سياج وبلا حراس» (ص 51).
ولكي يحتفظ موسى علي المسنّ باصالة بداوته ونقاوتها توه بفكره نحو راماد: : «رأيته يختزن الكلّ في داخله.
علّمته الا يتصادق مع الناسء بل مع الحيوانات والحجارة فقط. هذه الاشياء لا تخدع ابداًء ولا قوانين لها.
الحجر هو حجر كيفما نظرت اليه» (ص 418). ان ما يرد في هذه الفقرة ليس الا تنميطاً واضحاً لما قام موسى علي
بتعليم وتلقين راماد. لكن هذا التنميط يوضح لذاء فيما بعدء عالم موسى علي نفسه. الذي يتأرجح بين اليهود وبين
بداوته التي بيعت: «احتقرتهم من اعماق قلبي» وبجسدي انجررت وراء سبل اليهود» وراء الجنديات المبتسمات»
وراء الراديى والافلام؛ وراء الشرب وخفّة العقل» (ص 05). ان اندفاع موسى علي وراء اليهود لم يكن غريباً؛
علاقته مع يغئال جرّته الى عالمهم؛ كما ان الامتيازات التي حصل عليها لقاء اشتغاله معهم ( متقصّي اثر) هي
التي جرّته الى ذلك العالم. لكنه, من ناحية أخرى» لم يستطع الثبات في عالمهم؛ بل عاد الى عالمه الذي انتزع منه:
«كلّما اتجهت السيارة التي سافرت فيها جنوباً اتضحت السماء وبردت رجلاي من البرد. في بئر السبع؛ اشرقت
الشمس عبر الغيوم الممزقة. كان يوم سوق تويّهت للتجول بين الجمال, الماعز الدجاجء واسرج الجمال التي
أعدّت للبيع لليهود, وللسيّاح» وللبدى. رائحة عادت الي بموجة كبيرة دافئة. وفجأة, عرفت ان رائحة الدخان الحادٌ
والقاسء رائحة براز الحيوانات: رائحة الشاي ومذاق الحرارة والجفاف في الصحراء, لا استطيع العيش بدونها.
عرفت أني دخلت بين اليهود . انني لا استطيع ان اعود الى ما كنته. من وراء سقيفة نزعت اليرّة والحذاء ولبست
الجلابية والعقال واصبحت بدويّاً» (رص 6
عند هذا الحد لا تعني عودة موسى من عند اليهود بمثابة,مغفرة رمن إلخهاً الجسيم الذي ارتكبه بحق
بداوته؛ فأعز اولاده على قلبه, رامادء يراه بصورة سلبية. فراماد يفكر: «او ليسكنوننا ثانية بجانب موبى علي»
لنصير بدو يهود» (ص .)1١ ويتابع راماد ليصف وحدته الفظيعة والقاسية؛ وحدة البدوي الحقيقى الاآخير:
«وعرفتء هناء ان احداً لن يساعدني . لا يوجد بدو من بدونا في هذه المنطقة. كلهم عند حسين. وموسى علي لن
يساعدني» لأنه بدوي يهود . وايناؤه الذين تريوا معي كأخوة. وهم اخوة نسائي, ٠ همء الآن» في بئر السبع يبنون
مطاراً لليهود. لكي تستطيع طائراتهم ان ترمي القنابل وان تخيف جمالي ونسائي» (ص .)1١
موسى علي يخسر بداوته. اما راماد. فيحاول: جاهداًء الحفاظ على بداوته حتى النفس الاخير. وموسى علي
يقيم توازياً بين النمر الاخير اليتيم وبين راماد البدوي الاخيرء فيقول عن راماد: «هذا نمر يتيم. انا اقول له: نمر
يبحث عن ابيه وامه» (ص 028). ويقتل النمر وراماد في النهاية.
يغتّال؛ الالتقاء مع الاطراف اللختلفة
يلتقي يغئال مع الاطراف كافة؛ فهو يشتغل مراقباً في دائرة الحفاظ على الطبيعة؛ وهو صديق موسى علي.
ويظن انه ؛ بفهمه الحيوانات: قد ينجح في فهم دوافع البشر. وهو الذي قام باحضار يونتان الى الصحراء. المواجهة
تتم بين راماد ويونتان. وموسى علي ويغمّال يقفان خارج اطار المواجهة. فيغئال يميل الى ان يكون نسخة جديدة
من لورنس العرب. ان يغئال يعرفء تماماً. انه لا يوجد مكان لراماد في الصحراءء لكنه يغض الطرف عنه؛ خلافاً
لموقف يونتان . وحبّه لموسى علي ينبع من نظرة رومانسية ؛ فهى يعترف؛ بصراحة, لماذا احب موبى علي: «ربما بسبب
الاحلام والاساطير التي حكوها له عن الايام الاولى من المستنقعات والامراض والملاريا والعرب الجيدين والبدوي
الاصيل. وانا بحثت عن هذا كل حياتي. اردت ان اكون لوراذ نس العرب وهنري بيكر تريسترام سوياً . وآنئذء ظهر
موبسى عليء وعرفت أني وجدت مخلوقاً نادرأ» (ص .)7١ فلقاؤه مع موسى علي هى اللقاء بالصورة النمطية المقولية
في ذهنه عن حالة البلاد - حسب الدعاية الصهيونية وعالم البدوي. وتعلى صورة التنميط في حالة تصويره
لراماد: «كان في الولد فخر وحثي لم يعرف حدّه. وانا عرفت ان موبى علي يربيه ليكون على هذا النحو.
١945 ) شُيُون فلعطيفية . العدد 7 15١ء نيسان ( ابريل 1١٠٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)