شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 112)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 112)
المحتوى
شيزاف؛ موت البدوي الحقيقي الأخير
وحسدّت الولد قليلاً. لانه يذهب مع موسى علي الى الجبال؛ ويسمع منه اساطير عن اجداد اجداده القدامى» (رص
‎.)/١‏ ولا يشكل موسى علي ليغئال سوى صورة الماضي الرومانسية التي تسير على طريق الزوال: «قال موسى علي:
ذات مرّة كان يوجد نمور في الجبال؛ ورجال ايضاً. وذات مرّة كانوا يصطادون النمور هكذا. تقدمّ صوب المصيدة
وأراني كيف اشتغلت» (ص ؟7).
يقيم شيزاف توازيات وعلاقات رومانسية مع ما كان (الماضي)» الى درجة نشعر معها بأن الشخصيات
البدوية ما هي الا شخصيات رومانسية تحمل استعارات لماضٍ قديم وتتجه صوب التنميط والقولبة بسهولة.
عن التنميط والقولبة
تعاني شخصيتا العربي (راماد وموبسى علي) في الرواية من ازمة التنميط: وان بداء في احيان غير مقصود.
فصورة البدوي المرسومة في الرواية هي الصورة الرومانسية: موسى علي الذي يتنازعه عالماه, وراماد النقيض
الذي يريد الحفاظ على طهارة عالمه البدويء الى درجة التضحية بنفسه في النهاية: ومع ان التنميط كان واضحاً
في التنصيصات التي سبق ايرادها في المتن, الآ ان هنالك تنميطاً كان مبالغاً به . فما يقوله راماد عن نفسه «عندئذٍ
بدات بتربية الجمال. بعد مضي زمن؛ فهمت الجمال اكثر من اي بدوي في العالم. وموسى علي ايضاًء ارادني كن
لا اوفر نقودي عند اليهودء لثلا اضطر الى بيع نفسي»؛ هذه الصورة ة التي ترسم لراماد هي صورة اثارة وليست
صورة حقيقية لبدوي قد يكون اصيلا. وابلغ من ذلك هي ديكور لبناء ارضية الرواية واثارة للقارىء العبري.
فأزمة الادب العبري الذي يتناول شخصية العربي هي انه يقوم بأسطرة العربي وحشوه بكل ما هى غرائبي
وعجيب وغريب. وتبلغ القولبة والاسطرة والاسقاط ذروتها في مونولوج يونتان: «مع ذلكء يبدو ان الولد هو ابن
موبسى علي. كان له ولد بدوي. مرّة قالوا انه ليس ابنه. عثر عليه. قال لي بدوي ما ان موسى عليء في شبابه» زنا مع
امرأة متزوّجة. لم يعرف احد. ولدت الولد وفضحوا القصة. واحدة غارت وحكت القصة. ربما كانت واحدة من
زوجات زوجها. عندئذء هربت. طاردوها. فعلوا بها ما يقعله البدو لنساءٍ كهاته, واحضروها اليه مع الولد. كلاهما
ملفوفان. الولد, حيّ؛ وهيء قطع صغيرة. منذئذء احبّه موسى علي اكثر من كل اولاده. ولا احد يعرف اذا ما كان
هذا الولد ابنه حقيقة. لكن الامر على هذا النحو يحب الناس بالذات ما حصلوا عليه بطريقة غير قانونية» (ص
38
القولبة والتنميط في هذه الفقرة يصلان حد الابتذال. يتصورون ان العربي البدوي قادم من اجواء الف
ليلة وليلة ويسقطون عليه مختلف الامور: الحب الصحراوي الخشن,ء الزناء اولاد الحرامء العلاقات الغريية,
الشراسة؛ الجهل... الخ. بسهولة يطعّمون ادبهم باشياء من هذا القبيل: لاضفاء اثارة على اعمالهم الادبية على
حساب العربي وتراثه وفكره وحضارته.
ان قدوم اليهود (الحضارة؛ عودة الى طروحات عاموس عوز العنصرية) المتمئّل بحرس الطبيعة ورموزها
الاخرى تحاصر عالم راماد البدوي الحقيقي. لذاء لا يبقى لراماد سوى النهاية الدرامية المفتعلة؛ امام انظار
حرس الحدود يغطيه الطوفان هو وذمره وجماله وعائلته. والعبرة: لا مكان للبدوي الحقيقي في هذه الصحراء مع
مجيء اليهود «المتحضريّن».
«سانتا»
في الرواية الثانية. «سانتا», تزداد عوامل الاثارة: دير سانتا كاترينا؛ راهب يزنى ؛ بدو يظهرون ؛ شرطة
مصرية مضحكة (عبر قولبتها)؛ اسرار تنكشف وصحراء تمتد امام عيون المتنزهين من اليهود والاجانب؛
واستفادة واضحة من عوالم واجواء «اسم الوردة» للايطالي امبيرتى ايكو.
ففي «سانتا» تظهر شخصيات عديدة؛ عوديد وفرقة من المتنزهين الاسرائيليين وفتاتان اسكندنافيتان. كلهم
يعودون الى الصحراء؛ فعالم الصحراء يشدّهم. في الصحراءء يلتقي عوديد بمعارفه القدامى. يلتقي بالبدوي
فردج, وبالكاهن رفائيل. ثانية, تحاك في الصحراء اساطير. ففردج (البدوي) يدفع بابنته العذراء جميلة
العدد 157 : تيسان ( ابريل ) 1149 نَشْوُون فلسطيزية ‎1١1١١‏
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)