شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 113)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 113)
- المحتوى
-
رياض بيدسن سسسب
الى احضان رفائيلء لكي تحمل وتولد .له حفيداً (عوّاد)؛ ينشأ ويتربّى في الدير. وخلافاً لموسى علي يُطمح فردج
لحفيده مستقبلاً آخر وان يكون «بدوي يهود», فيخطط لتهريبه من الصحراء ومن الحدود المصرية, ليصبح طيّاراً
في سلاح الجو الاسرائيلي. وهناك: من ناحية أخرىء الشرطة المصرية السرية (المخابرات) التي تقوم بمطاردة
المتنرُهين والرهبان. ورفائيل وعذاباته الجسدية والفكرية.
رفائيل
يحمل رفائيل هموماً كثيرة. فهو مطارد؛ لأنه كان؛ مرّة. شيوعياً؛ كما انه زنا مع ابنة فردج» وانجبت له ولداً
قام بتربيته في الدير. والصحراءء بالنسبة اليه. وخاصة دير سانتا كاتريناء ملجأ يلوذ به. وهى يراقب التغيرات
الطارئة على الصحراء باهتمام شديد: «لأن المصريين عادوا الآن» وهم يديرون المكان. صحراء الله تستبدل
اسياداً مؤّقتين. الله وكاترينا والبدو يبقون هنا فقط» (ص .)٠١١
فأحداث الرواية, كما نفهم من الاقتباس اعلاهء تدور ما بعد معاهدة كامب ديفيد . واختلاط الشخصيات»
في الرواية (العربء واليهود» والنصارى الاجانب)» يزيد في ارتفاع نسبة القولبة والتنميط في الرواية. ويبدى لنا
وكأن الصحراء اعدّت للقاءات الغريبة» واقامة العلاقات الغرامية: وانجاب الابناء غير الشرعيين. فها هو رفائيل
(لضرورات فنّية روائية واكزوتية) يضاجع جميلة ويرزق بابن. والأنكى من ذلك هوان اباها البدوي هومن دفعها
الى القيام بذلك, وكأن البدوء بكل ما يملكونه من عروية وشهامة: على. استعداد للتنازل عن اعراضهم وشرفهم
بسهولة. ويقودنا ذلك (دفع جميلة الى احضان رفائيل) الى حقيقة العربي في الرواية. فالعربي ديكور وآلة تزيين
واثارة. اما العادات والتقاليد العربية البدوية الاثيرة, فهي تظهر, ف الرواية, اما مشوهة, أو ميتورة, أى مرا زئفة,
او تظهر بشكل معقولء في احيان» لخرورات قنّية ليس الا.
والتنفيط يطاول تفكير رفائيل بشكل واضح ايضاً في هذا الهجس:«صعب جداً ان تكون نصرانياً في وسط
الصحراء؛ خين يحيط بك المسلمون من كل جهة:؛ واليهوب هم القريبون اليك؛ الذين صلبوا المسيح الذي جرّب ان
ينقذ نفوسهم » (ص ١؟1١). آليس هذا تنميطاً واضحاً واثاره رخيصة على حساب كل المشاعر الدينية.
فردج
البدو. في الرواية. هم مجرد عوامل مساعدة ومراقبة: فردج الماكر يوقع رفائيل في فخه ويحتفظ بطموحه
المستقبلي في دخيلة نفسه (شعوره بالتدني وحبه بالاتصال بعالم اليهود) ويشتغل: «وكانت المؤن تفرغ في باب
الدير. ومن هناك؛ كنت.ء انا وعوّاد حفيدي؛ ندخلها؛ ومصطفى الختيار كان يساعدناء (ص .)١١5
وهو لا يخفي حقيقة شعوره تجاه الاسرائيليين ؛ فهو بدوي مُباع : «عندما يسألني الاسرائيليون: وعندما لا
يسألون, اقول لهم انه كان احسن عندما كانوا هنا؛ فتيات اكثر؛ حرية اكثر؛ عاملونا كما يجب».(ص ١١5 ). ولا
ندري مدى نمطية هذه الشخصية ومدى حقيقتها وصدقها؛ لكن القولية, في احيان» تطغى على كل شيء في اقوال
هذه الشخصية: «انا اعتني برفائيل الذي احضرني الى هذا: عوّاد يخدم في الدير, وجميلة في القرية, مع البدوي
الذي وافق على ان يصفح عنها مقابل مهر على عدم بتولتهاء (ص .)١١5 ثانية, نرى انفسنا مقادين الى عالم
غرائبي شبيه بعوالم غروسمان: جميلة تجد بدويا يأ يصفح عنها مقابل مهر (نقود), ٠ كحلمي في رواية «ابتسامة
الجدي» الذي كان يتزوج نساء حاملات مقابل نقود. هذه الصورة المقولبة والمنمّطة للعرب تثير القرف والاسى»
لبؤسها ولافتقارها الى المصداقية. وان دأّت على شيء, فانما تدل على حقيقة.صورة العربي التي تدور في اذهان
بعض -الكتّاب العبريين الذين ينتمون الى صفوف اليسار الصهيوني الليبرالي.
لقد كان قلب فردج مليئاً بالتجوال؛ ولم يتجوّل بعد . لذاء فانه يريد حفيده عوّاد ان يكون مغايراً: «ان يكون
له دم يأتي من مسافات بعيدة. دم تجوال: وليس دم بدوي يعرف الجبال والبساتين فقطه .)١51( فالتنميط
يطاول كل الشخصيات: حتى في احلامها. وها هى عوّاد يستمر في توصيل فردج وجميلة وعواد بأمان: «واعطى
[عوّاد] اسمه للطفل واحضر رفائيل. الى الدين وعيّنه. هناك رئيساً للديزه (ص .)١58 بسهولة زائدة. يحل
١545 ) شْيُون فلسطينية . العدد *15.: نيسان ( ابريل 1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10637 (4 views)