شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 115)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 115)
المحتوى
رياض بيدس لس
بيري ‏ نرى ان موسى علي يربّي ابنه راماد في الخفية, ليحافظ على الوحشية البدوية القديمة (الصورة النمطية
الواردة كثيراً في الادب العبري)؛ امّا فردج» فيدلم بالتجوالء والآفاق الواسعة:؛ والانضمام الى «بدى اليهود».
ان الدعوة الى تحدي الحواجز في الروايتين (من قبل الطرف البدوي» خاصة) تنتهي بفشلء كما رأينا من
احداث الروايتين, لكن التحدي قائم. الشخصيات في القسمين - الروايتين تفتش عن شيء جوهري للقبض عليه,
لكنها تعيش في الاسطورة:. لدرجة انهاء شيئاً فشيئاً . تتحول الى اسطورة. لذاء يرى بيري ان «اللقاء مع الآخر
محكوم ليكون غربة واساطير غير مستقرة» ولذاء كلهم يحلّقون؛ منفصلون؛ سخفاء على المستوى العملي...
رفائيلء الهارب من ماضيهء يطلب ان يتملى من الصحراء؛ فردج» الهارب من ماضيه والى مصير ابنهء يطلب ان
يتملّ من الصحراء؛ وعوديد الميء بالمستقبل والخفة البسيطة ‏ هم فقط ثلاث صور لشيء واحد: تحليق»
(الغلاف).
ان قدوم اليهودب هو بداية التغيّر الحاصل في عالم الصحراء: انه تغيّر غير بعيد المدى. فالهواء سيغطي
الدروب بالرمل وتظل القوة والسلطة, في النهاية, للمكان نفسه؛ للصحراء.
كل شيء في الصحراء يلتقي بنقيضه: الاتساع (الحرية) يلتقي بمصيدة النمور (القيود)؛ راماد يلتقي
بيونتان؛ ولكل ناحية اى جهة «نمر» خاص بها. فلليهود «نمر» مؤشر ومربوط بجهاز بث (الحضارة)؛ ولراماد نمره
الحر (البدائية والانطلاق والاتساع).
ان البدوي (ابن المكان) يثير غضب واستياء اليهودي القادم من بعيد. فالبدوي يملك اسرار المكان؛ لكن
القادم بتحضره يحاول الحفاظ على ما في المكان بواسطة البدويء الذي سيتحوّل الى ضحية في حالة حفاظه على
جوهر وحقيقة بدويته : فمسئ علي الذي تحول الى «بدوي يهود»» والذي يعد, منذ سنينء «صرخته الكبيرة» للعودة
الى اصله البدائي والاكثر صفاءء يفقد ذلك مرة واحدة حين يغمر الطوفان ابنه الاسطوري راماد.
ان الاشارات والدلائل كثيرة التي ترب في الكتاب لكي تشير الى ان الهوية اليهودية كان لها تأثير كبير في موسى
علي وفي فردج . فهناك تلميح محض صهيوني - جاء من طريق الكاتب على لسان موبسى علي يشير الى عودة «نمور»
صهيون. الذين كانوا غائبين؛ الى صحراء يهوب!: «النمر عاد اخيرأ» (ص 88).
راماد لا يطيق القيوب المتمثلة في يونتان (رجال حرس الطبيعة), فيصطدم معهء وتكون نهايته الموت. اما
فرباجء فيقؤد <فيده عوّاد. الى :عالم :اليهود:.بدؤن!اية مشلاكل :
ف الروايتين نحس بأن كلا الطرفينء اليهودي والعربي البدويء. يتصارعان كل من اجل نمره الخاص. ان
اللقاء الذي يتم في الروايتين. في اطار كسر الاعراف والتقاليد والمحرّمات والحواجزء بواسطة الشخصيات, كان
لتغذية الروايتين بالدرامية الزائدة على حساب بدوية البدو وعروبتهم. ومع ان شيزاف استطاع ان يقدّم عالاً
صحراوياً جديداً في الادب العبري الحديث, الا ان الشخصيات البدوية العربية كانت ناقصة ومنمطة ومقولبة.
ولقد كان افتعال الاحداث في احيان, والعودة الى اسطرة العربي, والقذف عليه, وتنميطه, سمة بارزة من سمات
الكتاب. صحيع, أن الكتاب مس جانباً هاما من حياة البلاد هذا ( قضية تشويه وتخريب عالم البدى)؛ لكن
التوجه كان توجهاً صهيونياً بحتاً. الى درجة ان يشارء على لسان موسى علي البدويء الى عودة «النمر»
(الصهيوني) الى صحرائه.
لقد كان اللقاء بين اليهودي - القادم الجديد (صاحب الحضارة) والبدوي راماد لقاءً غير متعادل؛ لقاءً بين:
بدوي يحافظ على تراثه وامجاده وبداوته, وآخر (يهودي) بقوته وحضارته. وبمساعدة العناصر الطبيعية
(الطوفان) يهزم البدوي. فتراث وبداوة راماد لا تساعدانه على البقاءء وانما يترك المنطقة ليحافظ على عالمه
واصالته؛ لكن العقل البدائي الذي يحمله راماد لا يفكّك, ولا يحلّلء ولا يدرس امكانيات الآخر, ليواجه حضارة
يونتان' وانما يعمّم ويرى الامور بكلّيتهاء فيكون ضحية بائسة للمواجهة القائمة بين الاثنين. وخلافاً لصلابة
واصالة مواقف رامادء فان فردج يعد عوّاداً ليكون طيّاراً في سلاح الج الاسرائيلي. وتتأسس الفكرة التالية
١945 ) ‏هون فلصطفية . العدد 15:5.ء نيسان ( ابريل‎ 1١1
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 11199 (4 views)