شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 16)
- المحتوى
-
سح الانتفاضة في إطارها الاستراتيجي
كان رد الفعل الاسرائيلي كامل الصفات الصهيونية؛ من وحشية واستعمارية وعنصرية ونزوع الى القتل
وسقك الدماء.
لقد قدمت الانتفاضة وسع طاقتهاء وغدت مثالا للفداء والتضحية؛ وأنموذجاً فريداً في نضال
الشعوب ضد الاحتلال والاستعمار والعنصرية. ولكنهاء كما قلناء ليست «سلاحاً حاسماً»: ولا «معركة
فاصلة», وأنما هي أساس لبناء تحريري كامل. ولا بد من ان تتراكم على هذا الاساس بقية اجزاء
البناء. غير ان هذا الاساس» حتى يستطيع ان يكون راسخاً مستقطباً بقية الاجزاءء, لايد له من أن
يتطوٌر, ؛ وينوّع مجالاته وأدواته ووسائله, ٠ كظاهرة ثورية: قادرة على ان تطوٌر نفسهاء » وتنوّع مجالاتهاء
وتبدع ادواتها ووسائلها. وما الغرض من ذلك سوى مفاجأة العدى وافقاده توازته؛ واستنزاف قواه,
وتجريح جسده؛ واجباره على دفع «كلفة الاحتلال»؛ ورفع تلك الكلفة كلما اختلف شكل الانتفاضة:
وتغيّرت مجالاتهاء وتعدّدت ادواتها ووسائلها. ان رفع كلفة الاحتلال الى مستويات أعلىء فأعلىء هى
السبيل الوحيد الى خلع نير احتلال استعماري .. استيطاني عنصريء من نوع الاحتلال الاسرائيلي.
وقد يذهب بنا الرأي, نتيجة الخبرات والتجارب المتراكمة منذ العام 2.157١ حين شرع الشعب
الفلسطيني سلاحه ضد الغزوة الصهيونية» الى القول ان أفقضل السيل الى مسائدة الشعب
الفلسطيني هى ان لا نفسد على الثورة مسيرتها وقد ائيتها وشموليتها. ذلك ان هذه الثورة أعمق وأشمل
من كل سعي في هذا السبيل. وهي فرصة تاريخية قد لا تتكرر الآ بعد سنوات قليلة او كثيرة.
ان الانتفاضة:؛ في مفهوم الكفاح الشعبيء تحوّل نوعي في مقاومة الاحتلال, ليس في تاريخ نضال
الشعب الفلسطيني فحسببء وائما في تاريخ نضالات جميع الشعوب التي نهضت ضد الاستعمار.
وليس مبالغة أن نقول انها لن تتوقف, وان ن كان الهدوء قد ينتابها ما بين فترة وآخرى, اذ تكون كامنة,
ولكنها موجودة ومتجددة دائماً . وليس كمونها سوى مهلة زمنية للتأهب للمرحلة المقبلة. واستمرارية
الانتفاضة: في فترات نشاطها او كمونهاء كفيلة بأن تحدث تأثيرات متراكمة على مختلف الصعدء
الاسرائيلية والاميركية والعربية والدولية. ١
ولا يجوز ان تأخذنا الانتفاضة؛ مهما تكن النتائج التي ستنتهي اليها؛ فتلهينا عن احتمالآت
اجهاضهاء اى استيعابهاء اى الالتفاف حولهاء او تفريغها من محتواها وأهدافهاء أو تجسيدهاء في
نهاية المطافء بلائحة مطالب جزئية وصغيرة. وليس ذلك بالأمر البعيد؛ فللعدى الصهيوني وحليفه
الولايات المتحدة وسائل وقدرات فاعلة في هذا المجال. وما نتائج حرب العام 1417 والاختراقات
الصهيونية والاميركية فيها من خلال كامبي ديفيد بعيدة منًا.
وعلى شاكلة ذلكء لا يجوز للتحوّل الذي صنعته الانتفاضة في الرأي العام العالمي» والذي تجسّد
في تعاطف شعوب وجماعات كثيرة مع الشعب الفلسطيني وقضيته؛ لا يجوز ان يحوّل نظرنا عن معادلة
التلانم بين الحق والقوة في انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني من براثن اعدائه. ذلك ان طرفي هذه
المعادلة, الحق والقوة» يزد ادان معاً “علواً أى انخفاضاًء بصورة مطردة. وهذا ما استوعبه الفيتناميون
والجزائريون استيعاباً جيداً وعميقاً. فطبّقوا هذه المعادلة بدقة بدزم» حينما كان سلاحهم يشتدٌ
مضاءء بقدر ما كان غزوهم للرأي العام العالمي يزداد اتساعاً وت
أن الاعتماد على الذات» الذي تجل في الاتقاضة: لا يحضي انها منعزلة ومعزولة» وان جذورها في
أرض 1177 هي البديل من جذورها القومية والوطنية التي تريطها بالجزء الآخر من شعبها في
الشتات وفي أرض 1548.: وبأمّتها العربية. واذا كان لنا ان نستبعد هذا الشعور. او هذا
العدد 2154 آيار ( مايى) 1145 تُيُون فلصطزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)