شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 21)
- المحتوى
-
ريعي المدهون
فقد جاء تشكيل الادارة الاميركية الجديدة ليثيّت تلك السياسة:» حتى أن بوش أعطى كلاثة مقاعد
هامّة لمناصري كيسنجرء شغلها نائب وزير الخارجية لورانس ايغلبيرغر ورئيس قسم التخطيط
السياسي في وزارة الخارجية» دينيس روسء ونائبه آرون ديفيد ميلر. ولم يخف الطاقم الجديد توجّهاته
نحو اتباع سياسة الخطوات الصغيرة؛ والمحدودة؛ التي تهدف الى تحريك الوضع الراهن في الشرق
الاوسط. وقد صرّح وزير الخارجية؛ جيمس بيكرء بأن واشنطن ركّزتء خلال الشهرين الماضيين, على
«الحاجة الى عملية تستند الى الخطوة خطوة». ولهذا لم يحاول بوش ممارسة ضغوط على شامير.
خلال محادثاتهماء لاتتاج خطة سياسية متكاملة وشاملة, بغض النظر عمًا ستكون عليه الخطة,
ومدى ملاءمتها الحاجات الضرورية لحلّ الخزاع في المنطقة. . ويعكس هذا صمّة الرأي القائل بأن
الادارة الاميركية لم تكوّن: بعدء تصوراً لخطة كاملة للحل في الشرق الاوسط: فاختارت تأجيل الحل
الشامل لصالح المرحلي والمؤقت, حيث وجدت في أفكار شامير مدخلها نحو ما أسمته «تحريك العملية
السلمية», مبتعدة, بذلك, من جوهر المشكلة» متجدّبة تطوير موقفها من الحقوق السياسية للشعب
الفاسطينيء متفادية أي بحث في موضوع المؤتمر الدوليء مستبدلة ذلك بالمفاوضات المباشرة بين
الأطراف المعنيّة, والتي تبدأ من حيث غادر شامير واشنطنء أي من أفكارهء وتتابع زحفها البطيء»
والمحدوب» نحو «تطوير» هذه الافكار. لكن, على الرفم مما في هذا الرأي من تفسير, فقد تبتعد واشخطن,
بدرجة ماء من هذا التصوٌر اذ من المحتمل ان تجد نقسها مضطرة الى مراعاة بعض شروط ومعطيات
ومتطلبات الوضع الدولي, كان تضعء بالتشاور مع الاتحاد السوفياتي؛ بعض الخطوط العامة لحل
شامل مؤجل حيث يبقى التوجّه الاميركي الراهن منصبّاً على تحقيق حلّ جزتي مؤقت في اطار
الانتخابات, وانطلاقاً منها. وهناك من يعتقد بأن واشنطن تتّجه نحو لعب دور «الوسيط» من حيث
تسعى الى تقريب وجهات النظر الاسرائيلية والفلسطينية, نحو بعضها البعضء وادخالها مسار الحلٌ
الشامل من بوّابة الاتفاق التدريجي على خطوات جزئية تتطلب تنازلات متبادلة من الطرفين وتنتهي
عند اقرار شكليٍ لمؤتمر دولي ذي طابع احتفالي.
بدأت «وساطة» واشتطن, فعلياًء مع عبورها الممرٌ السياسي الذي أوجدته مواقف الطرفين»
الاسرائيلي والفلسطيني. فقد اعترف شاميرء استناداً الى تصريحات بوشء بأن مقترحاته التي قدّمها
في واشنطن تبقى ناقصة» وبحاجة الى تطوير؛ وأكدت م.ت.ف. بلسان عدد من مسؤوليهاء في الخارج
والداخلء عدم معارضتها للانتخابات: اذا أجريت بشروط معيّنة ؛ وفي ظروف محدّدة. ومن المسافة بين
الموقفين, تحاول واشنطن الدخول لتحسين شروط اللعبة السياسية من دون ان تمارس ضغطاً على
اسرائيل» مع حرص ظاهري على عدم ابتزاز م.ت.ف. او الظهور بمظهر الضاغط عليهاء ولعب دور
«الوسيط» الذي يسعى الى التوفيق بين طرفين متصارعين. فبد أت واشنطن تشجيع الطرفين على ما
تسمّيه خفض التوترء وتشجيع الحوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين «لخلق مناخ مؤّات لمفاوضات
حول الترتيبات الانتقالية والوضع النهائي للمناطق المحتلة؛ والطلب من الطرفين التزام المزيد من
المرونة» والواقعية» التي تحاول واشنطن؛ من خلالهماء سحب تنازلات من الجانبين. وخلال ذلك تختير
واشنطن المدى الذي تستطيع م.ت.ف. الاقتراب من طرح شامير الذي سيكون, حسب تصوّرات
مسؤولين في الادارة الاميركية: «بحاجة الى التحدث الى م.ت.ف. لاقناعها بالموافقة على الانتخابات
والمساهمة في العملية». ويعتمد أصحاب هذا التصوّر على ان التحدث الاميركي عن ربط الانتخابات
بالحل التهائي سوف يكون عامل جذب للفلسطينيين؛ اما علي الجانب الاسرائيلي» فسوف تكون
الانتخابات وسيلة لاقناع شامير «بالاعتراف» علناً ٠ بطبيعة المشكلة التي يواجههاء وهي مشكلة
5 اشْيُون فلسطيزية العدد 156. أيار ( مايى) ١545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22750 (3 views)