شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 35)
- المحتوى
-
د. محمود محارب سل
يوسف فايتسء مدير دائرة الاحراج واستثمار الاراضي في الكيرن كاييمت؛ والذي كرس معظم حياته
للدعوة والعمل على طرد الفقلسطيذيين» اجتماعاً مع اسحق نافونء احد نشطاء حزب مباي, والذي
اصبحء فيما بعد رئيساً لاسرائيل» ويعقوب تسو, سفير اسرائيل في الارجنتين في تلك الفترة. والذي
اصبح وزيراً في الحكومة الاسرائيلية, للبحث في خطة فايتس الرامية الى تهجير العرب الفلسطيتيين من
الجليل(؛"). وبعد ثلاثة ايام اجتمع فايتس وتسور مع وزير الخارجية الاسرائيلية؛ موشي شاريت»
للغرض ذاته. وفي نهاية الاجتماع, تقرر ارسال فايتس الى الارجنتين لتقصّي الوضع» ودراسة امكانية
توطين الفلسطينيين في مناطق زراعية هناك؛ وذلك بعد اطلاع رئيس الوزراء الاسرائيليء بن غوريون,
على تفاصيل المشروع7'). وفي ١؟ آب (اغسطس)» صادق بن غوريون على خطة التهجير التي
اقترحها فايتس(1"). وفي شتاء العام :1551١ سافر فايتس الى الارجنتين واستطاع ايجاد قطعة ارض
كبيرة مساحتها 5٠١ آلف دونم يملكها يهودي صهيوني أبدى استعداده لوضعها تحت تصرّف
الحكومة الاسرائيلية مقايل مبلغ من المال تمهيداً لتنفيذ الترحيل(""). بعد دراسته للاوضاع في
الارجنتين ونجاحه في ايجاد قطعة ارض كبيرة هناكء لم يبق امام فايتس لتنفيذ الترحيل سوى مقابلة
الضحايا ومحاولة اقناعهم بقبول التهجير بتقديمه اليهم شتّى المغريات. ففي آذار (مارس) ,156٠
زار فايتس وبعض الرسميين الاسرائيليين قرية الجش الجليلية واجتمع مع بعض سكانها العرب»
محاولا اقناعهم بالقبول بمشروعه والهجرة الى الارجنتين. وعد ان اسهب فايتسء في حديثه, عن
الارجنتين ووصفها بأنها جنة الله على الارضء ردّ عليه احد الفلسطينيين قائلاً: «لكن لا توجد بلاد
أفضل من يلادنا هذه. ان جبالنا اروع من سهولهم. فكل صخرة تخرج نبتاً وكل حجر يؤتي ثمرأ».
وقد وصف فايتس شعوره.ء لدى سماعه حديث الفلسطيني الذي لم يعارضه أي من الحاضرين: بأنه
اصيب بالقشعريرة والغثيان» بعد ان تيقن استحالة تهجير الفلسطينيين!""). لم تتوقف مساعي
الحكومة الاسرائيلية لتهجير الفلسطينين بعد فشل مشروع فايتس. فقد ظلت «لجنة النقل», والتى
اطلق عليها احياناً «لجنة اللاجئين», تعمل لايجاد السبل للتخلّص من الأقلية العربية وتوطين
اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية!* '). وكشف قايتس, في مذكراته, النقاب عن تلك اللجنة؛ وذكر
انها ضمّت, بالاضافة اليه؛ كثيراً من المتخصصين والقياديين الاسرائيليين, منهم عزرا دنين والياهى
ساسون ويهوشواع بلمون وتيدي كوليك. واضاف ان هذه اللجنة وضعت خطة, صادقت عليها
الحكومة الاسرائيلية في نهاية العام 150٠ , تقضي بتهجير اللاجئين الفلسطينيين الى ليبيا. وقد سافر
كثير من الرسميين الاسرائيليين الى ليبياء في العامين ١1555 ى1557. لدراسة الوضع هناك وشراء
الاراضي لتوطين اللاجئين القلسطينيين فيها("). غير ان هذه الخطة «الطموحة» لم تلاق النجاح,
كسابقاتها.
الترحيل يعد حرب حزيران ( يونيىو) /31ةا
عمّت نشوة الانتصار والهوس المجتمع الاسرائيلي واحزابه المختلفة بعد حرب حزيران ( يونيى)
1511 وما ترتب عليها من هزيمة الجيوش العربية واحتلال مناطق عربية واسعة. وممًا ساعد في تفشّى
هذا الهوس المشحون بجنون العظمة وقوع الضفة الفلسطينية وقطاع غزه ومناطق عربية اخرى تحث
الاحتلال الاسرائيلي؛ التي كانت الحركة الصهيونية وأسرائيل تعتيرانها؛ على الدوام» جزءاً من «ارض
- اسرائيل» الغربية؛ الامر الذي فتح لدى الاسرائيليين شهيّة التوسّع والتهويد والضمٌّ. وفي هذه
الاجواء. وبعد اسيوعين فقط على انتهاء الحربء عقدت الحكومة الاسرائيلية اجتماعاً خاصاً لرسم
سياستها وصوفها وفق الواقع الجديد. وحتى اليومء لم يكشف النقاب: رسمياً؛ عمًا دار في
3 يون فلعطنية العدد 15 ليار (مايى) ١5245 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11202 (4 views)