شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 37)
- المحتوى
-
د. محمود محارب
المختلفة تعتبران الضفة الفلسطينية والقطاع المحتلين جزءاً من «ارض - اسرائيل الغربية»؛ وبالتالي»
فان العقيدة الصهيونية تستدعي ضممٌ هذه المناطق المختلفة الى اسرائيل. والمعضلة التي واجهتهاء وما
زالت تواجههاء اسرائيل تكمن في انها اذا ما اقدمت على ضمّ هذه المناطق, انطلاقاً وانسجاماً مع
الأسس والمبادىء الصهيونية» فانهاء بذلك, تخلق دولة ثنائية القومية؛ يشكل العرب الفلسطينيون
قيها اكثر من ٠؛ بالمئة من مجموع السكانء الامر الذي يضع حداً للمشروع الصهيونيء الرامي الى
تأسيس دولة احادية القومية. ومن ناحية اخرىء يشكل انسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة العام
7 تناقضاً مع الاسس الصهيونية التي اعتبرت هذه المناطق جزءاً من «ارض - اسراكيل الغربية».
وممًا يزيد هذه المعضلة حدة حفاف مصادر الهجرة اليهودية وتقّص عدد المهاجرين اليهود الى
اسرائيل» من ناحية, والتكاثر الطبيعي في عدد الفلسطينيين؛ الذي يقارب ثلاثة اضعاف تسبته لدى
اليهوب الاسرائيليين» من ناحية اخرى.
وعلى ارضية هذه المعضلة؛ التي يطلق عليها«المشكلةالديمغرافية» عموماً. تمخّض تياران
اسرائيليان اساسيان حاولا التعاطي مع ما اسمياه بالمسألة الديمغرافية وايجاد حل لها ينسجم مع
الاهداف الصهيونية. مثّل التيار الأول حزب العمل الاسرائيلي وحلفاؤه من الاحزاب الصغيرة؛ بينما
مثّل التيار الآخر تكتل غاحال ( حيروت والاحرار ) الذي شكل العام 14177: مع احزاب اخرىء تكتل
«الليكودب».
كعادته عند اشتداد المصاعبء لجأ حزب العمل, في سعيه الى حل المعضلة التي واجههاء الى
النظام الاردني الذي يعتبره حزب العمل حليفاً تاريخياً. تجمعه به مصالح مشتركة ثابته تتمثل في
رفضهما للحقوق القومية للشعب القلسطيني, وفي مقدمها حق تقرير مصيره واقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة. ففي تموز ( يوليو) 1577 قدّم يغثال الون مشروعاً حاول فيه انقاذ اسرائيل من الخطر
الديمغرافي. وقد عدّل هذا المشروع في حزيران ن ( يوني ) وكانون الاول ( ديسمبر) 1454 وف كانون
الثاني ( يناير) 1914 وايلول ( سبتمير) .1517١ وذلك في اثناء المفاوضات التي كانت تجريها
القيادة الاسرائيلية مع ملك الاردن (7" ( . تقترح خطة الون التوصل الى حل اقليمي وسط ما بين
اسرائيل والاردن: بحيث تضم اسرائيل المناطق غير المكتظة بالسكان في الضفة والقطاعء بينما يعيد
ملك الاردن سيطرته على المناطق الفلسطينية المكتظة بالسكان ويضمّها الى مملكته. ان خطة الون,
التي يطلق عليها احياناً «الخيار الاردني»» والتي كانت» وما زالت: تشكل اساساً لبرامج حزب العمل,
تسعىء في حقيقة الامر» الى التوصل الى «حل وسطه ما بين نزعة التوسّع وشهية الضمّ؛ من ناحية:
والتخلص من المشكلة الديمغرافية؛ من ذاحية اخرى. وممًا يعزز ذلك ان الحكومة الاسرائيلية, التي
قادها حزب العمل حتى العام 191917: تجنبت: بصورة عامّة, اقامة المستوطنات الصهيونية في المناطق
المكتظة بالسكان الفلسطينيين؛ وعملت: جاهدة, على تأسيس المستوطنات في المناطق غير المكتظة,
والتي تعتزم ضمُّها في المستقبل.
اما الليكود وحلفاوه الذين كثروا رويداً رويداً بعد احتلال الضفة والقطاع؛ ليشمل معسكره
الاحزاب الدينية والتى ي غدت تتخذ مواقف تلتقي مع مواقف الليكوب» بل تبره احيانا في تطرقها وهوسها
بعد ان كانت» تاريخياً. حليفاً لحزب العمل: فقد استخفواء عموماً بالمسألة الديمغرافية؛ واستهانوا
بهاء وتمسكوا بالعقيدة الصهيونية الداعية الى فرض السيادة الاسرائيلية على «ارض - اسرائيل
الغربية», وطالبوا بضمّ المناطق الفلسطينية المحتلة.
وممّا ساعد معسكر الليكود في كسب جولات عدة, وخاصة في السنوات الاولى للاحتلال, في
حم شين فلسطؤية العدد 154 أيار ( مايى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22811 (3 views)