شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 41)
- المحتوى
-
د. محمود محارب
مواجهة الخطر الديمغرائفي. واستخلص من ذلك أن بامكان الهجرة اليهودية: وخاصة من الاتحاد
السوفياتي التي توقع زيادتهاء ان تلعب دوراً جوهرياً في حل المشكلة الديمغرافية التي تواجهها
اسرائيل جرّاء احتلالها الضفة والقطاعء, لصالح اليهود("'). ثم انطلق الى معالجة الفجوة ما بين
التكائر الطبيعي بين العرب واليهوب ووصفها بأنها «حقيقة مقلقة». فالتكاشر الطبيعي لدى العرب في
البلاد يبلغ ثلاثة اضعافه عند اليهوب الاسرائيليين. وعأّق هلر على ذلك قائلاً: ان هذا الامرليس «قانوناً
ثابتأ»» وتوقع ان يتناقص تكائر العرب الطبيعي نتيجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية؛ ثم أشار الى
أن الهجرة العربية من الضفة والقطاع تحدّ من تكاثر العرب, وبالتالي تحسّن الميزان الديمغرافي
لصالح اليهود؛ وراهن على ان هذا النمط من الهجرة العربية الى الخارج سيستمر في المستقبل
ايضاً(03,
حزب العمل يتخبّط في الحلول
في الوقت الذي ثاب دعاة الضمٌ والحارد على التبشير لافكارهم وبنّها في الجمهور الاسرائيلي دون
لبس أو غموضء مستندينء في دعواهم, الى القوة الاسرائيلية» اصاب الارتباك والتخبّط قادة حزب
العمل؛ ذلك أن نزعة التوسّع وشهيّة الضمّ والسعي الى التخلص من الفلسطينيين جذبتهم, في كثير
من الاحيان؛ بعيدأ حتى من برنامجهم السياسي الرسمي المعلن» والذي يطالب بحل اقليمي وسط.
قفي بداية العام 111777, اعلن اسحق رابين ان «مشكلة اللاجئين في قطاع غزة ينبغي الا تحل في قطاع
غزة, اى في العريشء بل في الضفة الشرقية». واضاف انه يسعى الى التخلص من اللاجئين
الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية ويعمل على نقل السكان العرب: ليس باستخد ام القوّة, وانما بتوفير
شروط تكفل تحركاً سكانياً طبيعياً الى الضفة الشرقية خلال العشرة الى العشرين سنة المقبلة,(7”),
ومن المرججح ان تصريحات رابين» الذي اخذ يلبس جلد الاسدء منذ حرب العام /15317: بعد ان
اصيب بانهيار عصبي عشية تلك الحربء تلك التصريحات التي كان هدفها خدمة المشروع
الصهيونيء من ناحية» وتعزيز مكانة حزبه في أوساط الجمهور الاسرائيليء من ناحية اخرىء لم تقدّم
خدمات كثيرة الى حزبه بقدر ما اثارت البلبلة حول مواقف الحزب الحقيقية تجاه المسألة الديمغرافية.
فتارة يدعى الى حل اقليمي وسطء للتخلص من الازمة الديمغرافية» وطوراً يعلن عن عزمه على نقل
اللاجئين؛ والفلسطينيين عموماً: الى الارددن.
قادت المواقف المتناقضة هذه الناخب الاسرائيئ الى التساؤل: اذا كان حزب العمل يسعى الى
نقل الفلسطينيين إلى الاردن, فما الحاجة, اذاًء الى حل اقليمي وسط والتنازل عن اجزاء من «ارض -
اسرائيل» بعد طرب العرب منها ؟ ماذا يريد حزب العمل حقاً ؟ هل يريد التنازل عن المناطق المكتظة
بالسكانء ام طرد الفلسطينيين من المناطق المكتظة؛ وغير المكتظة بالسكان ؟
على ارضية فشل القيادة الاسرائيلية في ايجاد حل للمعضلة التي واجهتها اسرائيل منذ احتلال
الضفة والقطاع, وفي ضوء تكاثر القلسطينيين ومواصلة الرسميين الاسرائيليين الاعلان عن سعيهم,
بين الفينة والاخرىء تلميحاً اى تصريحاً؛ الى طرد الفلسطينيينء ظهرت في اسرائيل» في بداية
السيعينات, حركة يهودية - صهيونية لم تشغل فكرها كثيراً في ابداع نظرية تعالج المعضلة؛ وانما
أستوردتها جاهزة من اواسط اوروبا. وكان جل ما فعلته انها غيرت اسم الضحية من «يهودي» الى
«فلسطيني». وعلى الرغم من ان حركة كاخ, هكذاء لم تتبدع نظرية؛ فانها ملأت اسرائيل والدنيا صراخاً
تحذر من خطر مجرّد ميلاد طفل فلسطينيء وخطر مجرّد وجود العرب الفلسطينيين, الذين يعيشون
8
في وطنهم وتحت الاحتلال والحكم الاسرائييء على اسرائيلء تماماً كما كانت تفعل الجماعات
6 يون فلسطفية العدد أيان ( مايى) 15245 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22822 (3 views)