شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 65)
- المحتوى
-
عماد شعيبي حسم
- أوصلت اسرائيلء بعد الانتفاضة الفلسطينية» الى مأزق هائل يتمثّل في اللهاث وراء حلّ؛ أي
انها أوصلت اسرائيل الى مرحلة تصفية انجازات الحرب ذاتها بعد عشرين سنة ونيّفء: وكأن هذه
الحرب تعني محصلة صفرية في النهاية.
وقد أكدت القرارات السياسية المتخذة والنتائج العسكرية للحرب ان ما هى تخطيط استراتيجي
لا ينطبق على «الحلم» الاستراتيجي لما يتمثل في الايديولوجياء أى الميثولوجياء الصهيونية؛ على الرغم
من ان النتائج الآنية للحرب بدت وكأنها تجسيد للحلم الايديولوجي في صورة واقعية. ولكن النتائج
الاستراتيجية الواقعية أكدت ان مجال الحلم الاستراتيجي غير مجال الواقع وان الحلم الايديولوجي
لا ينفع الا لغرض التعبئة, لكنه قد أوصل هؤلاء المعبّأين الى مأزق ما بعد تحقق الدولة, وهى عملياًء
مأزق «اتسداد». وأكد د. تسفي لانير هذه الحقيقة بقوله: «بعد مضي بضعة شهور على حرب الأيام
الستة. اتضح ان الحل الفوري للنزاع انما هو هدف لم تقرّبه الحرب؛ بل على العكسء يبدى حتى
الآن, انه قد عاد ليبتعد». ثم م أضاف: «ان حرب الأيام الستة قد بدأت بأهداف حريية وقائية مقلصة
لم يتم توضيحها كغاية بعمل مشترك بين المرتبتين؛ السياسية والعسكرية ؛ وبالتالي دون فهم كاف» أو
الع كاف للمرتبة السياسية؛ ومن دون ان يكون للمرتبة العسكرية أهداف حربية استراتيجية
محددة... لقد كان تقدير المنتصرين انه ازاء نتائج الحرب لم يبق أمام عبد الناصر من خيار سوى
عوك اليهم: والشروع في مفاوضات فورية: في محاولة لاستعادة سيناء. لقد كانت الحكومة
الاسرائيلية. خلال تلك الشهور. مستعدة للانسحاب من مناطق احتلتها خلال الحرب في مقابل اتفاق
سلام. وقد بدا ان الاستراتيجية الاحباطية الشاملة المندمجة في استراتيجية عسكرية تسعى الى
الحسم في الحرب هي قصّة نجاح بارن. فهي لم تحقق الاحباط فحسببء بل اتضح انها الطريقة
الناجعة لتحقيق السلام.
«بيد ان اللاءات الثلاث لمؤتمر الخرطوم الذي عقد كردٍ على نتائج الحرب: ' لا اعتراف, لا
تفاوضء لا سلام مع اسرائيل ' قد عكست تصلّب العرب الزائد... ومنذ خريف ١517 بدأ المصريون
حرب الاستنزاف... وجسّدت تصميماً سياسياً على عدم التسليم بالانجاز الاسرائيلي»(8).
وتأكيدنا أن اسرائيل لا تمتلك استراتيجية بالمعنى الواسع للكلمة, وان نتائج معاركها انما هي
نتائج للوضع السائد» يتواقق مع ما أكده د. يائير عفرونء حين قال: «ان الانقسام بين الدول العربية
ثروة أساسية للأمن القومي الاسرائيلي»(")
وإذا كنا نذهب الى ان النجاح الاسرائيلي الآني ليس نجاحاً سياسياً انما نجاح عسكري ينمو في
غياب استراتيجية عربية, فاننا نستطيع القول ان النجاح العسكري ليس الا نجاحاً تعويضياً عن
استراتيجية سياسية واقعية مفتقدة؛ ولكن هذا النجاح لا يقدم كما رأينا عبر عشرين سنة ونِيّف -
استراتيجية بديلة: وأكثر ما يمكن ان يقدّمه لا يتجاوز تغطية مرحلية انعكست مأزقاً على المستوى
البعيد.
وفي السياق ذاته, اعتبر دان هوروفيتس» : أيضاًء أن اسرائيل لا تمتلك استراتيجية للمستقيل
عندما كتب: «ان صيغة ' الحدوب التي يمكن الدفاع عنها ' لم تظهر الى حيّز الوجود ' كهدف
استراتيجي سياسي ' الا بعد تحقيق مكاسب اقليمية كبيرة في حرب الايام الستة. وقد دعا هذا المفهوم
الجديد عن الحدود التي يمكن الدفاع عنها الى توسيع هامش الامن الجغرافي لاسرائيلء لكي يمكّنها
من امتصاص هجوم العدى دون الحاجة الى القيام بضرية['١]. وبالمقارنة مع هذا الهدف الامني»
53 اشزون فأسطفية العدد 155: أيار ( مأيى) ١9244 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22924 (3 views)