شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 71)
- المحتوى
-
عماد شعيبي
نهاية المشروع برمّته. ويتوقع بعض الاسرائيليين الآن (خاصة حزب العمل الاسرائيلي)؛ ان الذهاب
الى السلام قد يوفر فرصة غير واضحة المعالم لتخريج مأزق الوجود التاريخيء وليس فقط مأزق
الاوضاع الداخلية. وعندما نحلّل موقف قادة حزب العمل, يمكن القول ان الاخيرين يدركون ان ثمّة
مازقاً وجودياً يكمن في المشروع الاسرائيلي. ولهذاء فالسلم المقترح مدخل الى تخريج الموقف المأزقي
حول عدم وضوح الصورة عن الوجود المستقبيء علّ الاسرائيليين يستطيعون ان يجدوا طريقة
لتوظيف الشرعية الحقوقية, التي تم الحصول عليها بمبادلة الارض المحتلة بالسلام لصالح شرعية
وجودية وتاريخية: يتمنّاها الأخيرون.
هذه المحاولة تعلن ان السكونية السياسية قد سقفت بعد استثمار دام أربعين عاماًء وانها لم
تعد تصلح, بوجهها الحاليء لبناء صورة واقعية للاستمرار. وهنا تأتي محاولات السلام على شكل
تحريك صوب المجهولء: طلما ان المعلوم لا يقدم حقيقة وجودية مستقرة. وفي هذا تك هركابي «ان على
اسرائيل أن تختار لا بين السيىء والحسن,ء ولكن بين السيىء والاسوأء وان عليها ضرورة القصل بين
الخطة الكبرى والسياسة:؛ ذلك ان سياسة الضِمٌ ستحوّل اسرائيل الى دولة فلسطينية» وان اسرائيل
المنتصرة على المستوى التكتيكي لا تمثّل موقفاً رابحاً على المستوى الاستراتيجي»(".
هذا الموقف الاستراتيجي في الرؤية يتجاوز اطروحات حزب العمل. لكنه يكاد أن يتقاطع وأياها
في الاحساس يضرورة أيجاد التخريج المطلوب لأزمة واضحة. ولعل ايا ايبن أكثرهم احساساً بالأزمة,
بقوله: «ان اسرائيلء الآن, عند مفترق الطرق؛ فامًا ان تتعارض وتبادل الارض بالسلام وتحافظ على
' حلم ' اقامة الدولة اليهودية» وأمًا ان تتخلى عن هذا الحلم وتصبح دولة قمعية مستبدة يحكم
مصيرها صراع داخلي رهيب»(09).
وفي الجانب الليكودي, ذهب الاسرائيليون الى استخدام القوة والتشديد على اتباعها واستثمار
المتوقف العسكري, حتى ولو خاض الحكام الحروب بدون اجماعء» كما حدث العام 11485 . وهذا
الاتجاه رأى بأن تخريج الازمة لا يكون الآ بمزيد من الهرب الى آمام. ولكن هذه السياسة العسكرية
تعاني» اليوم» من مفارقات واضحة؛ فهي ادركت: بعد تجربة حرب العام 21547 أن سياسة القوة
العسكرية ليست ناجحة على المدى الاستراتيجيء بل انها تكاد أن تحقق رؤية هركابي آنفة الذكر بان
المنتصر على المستوى التكتيكي لا يمثّل منتصراً على المستوى الاستراتيجي. وهذاء بالضبط, ما أعاد
القوة العسكرية الى حدودها الطبيعية؛ حيث أصبح, الآنء مفهوماً ان العمل العسكري المباشرلم يعد
ناجعاً تماماً وهذا ما يقسّر كيف انسحب الاسرائيليون وعادوا الى التعامل مع «الخطر الفلسطيني»
في لبنان على طريقة تموذج حرب الليطاني في آذار (مارس) 2191/8 وليس على طريقة ما دعي «بعملية
سلامة الجليل» العام 1945.
لقد اثيتت حروب أسرائيل أنها فاشلة في صناعة مستقبل أوضح لهذه الدولة الهجين. ومع ذلكء
فان الليكود يواصل التشدّدء حيث يرى ان على اسرائيل ان تعيش في خطر الحروب: على ان تتقد
يتنازل يعرّضها للفناء. وهذه الرؤية المتوارثة عن سياسة درجت عليها اسرائيل لفترة طويلة دونما 7
فائدة, انما تشكّل الوجه الآخر لعملة أسمها «المأزق الاسرائيلي». أي مأزق الوجود ذاته» في بنيته
وتاريخه وآفاقه.
ان الاتجاه الداعي الى التشدّدء خاصة في شقه العسكريء انما يؤكد اعتباراته انطلاقاً من
المأزق الآخر الذي يمكن ان تخلقه حالة السلام» حيث تواجه اسرائيل بسبيها وفق هذه الرؤية
7 يون فلسطزية العدد 155. أيار ( مايى) 1925 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22929 (3 views)