شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 80)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 80)
المحتوى
سح سيغموند فرويد والصهيونية
حقيقة هويتنا». . وحين أخفقت محاولات الضمٌ والتغطية هذه, كان ما يبدو علناً وعلى السطم هو ان ثمّة
خلافاً علمياً بين قرويد ويونغ هو الذي أدى الى التباعد . ولكن الحقيقة :كما تكشفت بعد ذلك: هو ان
يونغ ذلك المسيحي الالماني الذي وصفه فرويد بالآرية, قد خرج على الخط السياسي الصهيوني الذي
كان يقضيء آنذاك: بتضخيم أبعاد المشكلة اليهوديةء وحشد مشاعر التعاطف مع اليهود, في مواجهة
الخطر النازي. ولم تتردد القيادة الفرويدية الصهيونية في تشجيع محاولات الصاق تهم معاداة
السامية والتعاون مع النازيين بيونغ؛ وهي الاتهامات التي ثبت زيفها بعد ذلك.
والامر كذلك بالنسية الى اريك فروم وفيلهام رايخ. لقد ألقي يهما خارج أسوار التنظيم الفرويدي؛
وكان السبب المعلن: كالمعتاد؛ هى خروجهما على الافكار الاساسية للتحليل النفسي. أما السبب
الحقيقي, فلا يصعب تبيّنه, اذا ما نظرناء مرة أخرىء الى الموقف السياسي الصهيوني للتنظيم
الفرويدي. ان ما يجمع بين فروم ورايخ هو تأثرهما بالماركسية وسعيهما الى الجمع بين الفكر الماركسي
وفكر التحليل النفسي؛ وممارسة هذا الجمع عملياً. والماركسية كانت تناديء في ادبياتها المبكرة» بأن
حل المشكلة اليهودية لا يتأتى الآ بقبول أليهود» بداية؛ على انهم جزء من الاوطان التي يعيشون فيها,
ومن ثم فان عليهم الاندماج في شعوب تلك الأوطان. وتتناقض تلك الدعوة الى الاندماجية؛ تناقضاً
تامأء مع ما تدعو اليه الصهيونية من ان الحل هى تأكيد تمايز اليهوب وعم سعيهم الى خلق وطن
يهودي. ولا تتضح طبيعة الموقف الذي يتخذه التحليل النفسي الفرويدي من الفلسفة الماركسية في
المؤلفات المعلنة لفرويد وأعوانه, ولكنها تبدى جلية في الخطابات الشخصية التي تبادلها فرويد مع
العديد من الشخصيات المعاصرة له. ويكفى أن نشي في هذا الصددء على سبيل المثال؛ الى الموقف
الذي اتخذه فرويد حين طلب منه صديقه أرنولد زقايغ ان يوقع على بيان يتضمّن ادانة الاضطراب
الاقتصادي الرأسمالي الذي أدى الى الازمة الاقتصادية العلمية في الثلاثينات. لقد أقصح فرويد عن
موقفه بوضوح؛ في خطاب شخصي بعث به الى زفايغ» في 7؟ تشرين الثاني ( توفمبر ) + قال فيه
... لقد كان يسعدني ان أضع توقيعي على البيان» لولم يتضمّن هجوماً على الاضطراب الاقتصادى
الراسمالي. إلا ان توقيعي سوف يعني» » آنذاك» قد عيمي للنموذج الشيوعي ؛ وأنني لأنأى بنفسي عن
ذلك. فعلى الرغم من كل ما احس به من ضيق بالنظم الاقتصادية الراهنة؛ فانني لا اتصور ان الطريق
الذي يتبعه السوفيات سوف يودي الى أي تحسّن». وفي خطاب تال بعث به فرويد الى زفايغ, في السايع
من كانون الاول ( ديسميس) ‎2197١‏ جاء عن التجربة السوفياتية: «... لقد حرمتنا من آمالنا... ولم
تقدم الينا شيئاً بديلاً...». وكان فرويد صادقاً في ذلك, كل الصدق, كقائد لتنظيم سياسي صهيوني.
فلقد تعلقت آمال الصهيونية العالمية, في البداية» بالثورة البلشفية» على رجاء ان تحصلء من خلال
هذه الثورة, على دعم لاقامة الدولة اليهودية الموعودة. وبالفعل؛ فقد ظل حزب احباء صهيون موجوداً
قانوناً في روسيا حتى العام ‎١1177‏ . ومع مشارف الثلاثينات, منعت كل الاحزاب الصهيونية في روسيا.
وفي ذلك الاطار. نستطيع ان ندرك مدى صدق كلمات فرويد» ونستطيع» ‎٠‏ أيضاً » أن نفهم طرب رايخ من
الجمعية الدولية للتحليل النفسي في حزيران ( يونيى) 1975: بعد أن طلب منه ايتنفتون؛ في العام
السابق» ان يستقيل, ؛ فرفض. لقد حاوات قيادة التنظيم الفرويدي الصهيوني أن تصور الأمر كما لى
كان خلافاً علمياً بين فرويد ورايخ» يتمكّلء أساساًء في كتاب رايخ المعنون «وظيفة الاورغازم». ولكن
الكتاب كان مضى على أاصدارهء آنذاك, ستة أعوام. فقد أصدر في 20 احتفاء من رايخ بعيد
ميلاد قرويد. بل ان فرويد نفسه قد بعث الى راب يخ يخطاب شخصي يمتدح فيه الكتاب: مشيرأ الى انه
«... هام وغنى بملاحظته... وكما تعرف؛ فليس لدي اعتراض على محاولتك تفسير مشكلة
العدد 155, آيان ( مايى ) 1945 ترون فلعطيفية 1788و
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22929 (3 views)