شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 81)
المحتوى
3 قدري حفني سدم
النوريستانيا بعجز عن تحقيق أولية تناسلية». الآمر ليس بحال امر خلاف علمي اذاً. فأي خلاف
علمي ذلك الذي يتطلب الطرد والادانة والتشويه ؟ انه خلاف سياسي مع التوجهات الصهيونية
للتنظيم الفرويدي. لقد انضم رايخ الى الحزب الاشتراكي النمساوي ومنه الى الحزب الشيوعي؛ ثم
ارتكب «خطيئته الكبرى» بزيارته الاولى للاتحاد السوفياتي؛ في أيلول ( سبتمبر) 1575, أي بعد
ذبول آمال الصهيونيين في اقامة دولتهم القومية هناك, ويبعد تحريم قيام الاحزاب الصهيوزية. الامر,
اذأء امر صراع سياسيء وما الخلاف العلمي الا محاولة للاستخفاء.
وف حقيقة الامرء فان الطابع السياسي المتعسّب للتنظيم الفرويدي الصهيوني السري يفصح
عن نفسه. أيضاًء في ذلك الاسلوب الحادء والشخصي, الذي مين ويميّزء الفرويديين في ادانة,
ومهاجمة؛ من يخرجون عليهم. ولننظر, مثلاًء الى حوار أجري مكتوباً» وعلانية: بين فرويد وادلرء ايان
اختلافهما. قال فرويد عن فضله على ادلر: «لقد صنعت من القزم عملاقأ» . فردٌ ادلر: «... حتى القزم»
اذا ما احتل مكانه على كتفي عملاق ضخم, فانه يستطيع ان يرى لأبعد ممّن يحمله». فر . فردٌ فرويد: مرة
أخرىء قاكلا: «... قد يصدق ذلك على القزم» ولكن لا يصدقء بحال» على قملة في شعر ذلك العملاق».
تُرى؛ هل يمكن لمثل تلك الحدّة ان تكون مجرد استجابة لخلاف علمي ؟ بل ان الامر ليمضي الى ما
هى أيعد من ذلك . قبعد وقاة ادلرء في الأول من أيار ( مايى ) ‎,١161717‏ كتب أرنولد زفايغ الى فرويد معيّراً
عن تأثره لذلك. ان أن ادلر قد وافته المنيّة فجأة وهى يسرع الخطى عبر أحد شوارع اسكتلندا في
طريقه الى القاء احدى محاضراته؛ فاذا بفرويد يكتب لزفايغ» في "؟ حزيران ( يونيى) 157077 مؤتّباً
اياهء لابدائه مثل تلك المشاعرء قائل: «... أنني لا أفهم تعاطفك من اجل ادلر. ان ملاقاة الموت في احد
الشوارع الفاخرة في اسكتلند| ليعد» » بالنسبة الى طفل يهودي خرج من ضاحية متواضعة من ضواحي
فييناء حدثاً رائعاً في حد ذاته ؛ ودليلاً على مدى ما بلغه من رفعة . لقد كافأته الدنيا بسخاء نظير ما
قدمه من خدمات بمعارضته للتحليل التفسي.. 2« . تّرى» هل يمكن تصور ان يتخذ العداء مثل تلك
الصورة:الحادة المتشنجة: » الا اذا كان صادراً عن قائد سياسي متعصّب ؟ ولم يكن الامر قاصراً على
الموقف من ادلر يطبيعة الحال . فقد كتب فرويد الى جونن قي 1115/5/14 » مشجّعاً اياه على طرد
انصار يوتخ من جمعية لندن2» مستخدماً. في خطابه, مصطلحاً لا يستخدم الا في أوساط سياسية
معيّنة, اذ كتب: «... أن عزمك على تطهير جمعية لندن من انصار يونغ لآمر رائّع...»
لقد كان فرويد طموحاً الى أقصى الحدود في ما يتعلق بالآفاق التي يرجوها لتنظيمه السيامي
الصهيوني. ولم يكن يألو جهداً في مدّ شبكة التنظيم الى كل دولة يستطيع الوصولٍ اليها. «فقد كان
للحركة منظمات أو مجموعات دولية؛ لكل دولة مجموعة يقودها مسؤول مرتبط: مركزياً برابطة التحليل
النفسي الدولية» ومركزها زيورخ. وتعمل الحركة على كسب العناصى النشيطة: علمياً واجتماعياً.
وتوظيفها لخدمتها...». وقد كان ذلك الطابع الدولي امراً تفرضه الطبيعة الصهيونية للتنظيم
الفرويدي. ولكي لا يختلط علينا الامر بالتنظيمات الدولية العلمية الاخرى وال ل تمر بأمر يدق
سياسية سرّية؛ يكفي ان ننظر الى رؤية فرويد الى آفاق الطابع الدولي لحركة التحليل النفسي. فهى
في كتابه عن تاريخ حركة التحليل النفسي «... أنه لمن الواضع ان القتال من اجل التحليل اي
ينبغي خوضه حتى نهاية فاصلة؛ حيث تتعاظم المقاومة التي يواجهها؛ أي, بالتحديد, في البلدان ذات
الحضارات القديمة...». ان عبارة فرويد هذه لم تلفت الانتباه آنذاك (في العام 1116) وانصرفت
الاذهان الى انه يعني بها الحضارة الاوروبية في مقابل الحضارة الاميركية الأحدث. ولكن آلا يحق
لناء ‎٠»‏ اليوم» ان نسأل من جديد عمّا كان يعنيه فرويد بعبارته ؟ أليس من المحتمل ‏ مجرد
ْم هون فلعطفية العدد 154.ء أيار ( مايى) 1945
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22926 (3 views)