شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 90)
- المحتوى
-
«مؤتمر التضامن اليهودي»:
أزمة اسرائيل اليهودية
على مدار ثلاثة أيام؛ عقد في «مباني الأمة», في القدسء بتاريخ ١945/7/٠١ «مؤتمر رئيس الحكومة
للتضامن اليهودي مع اسرائيل». وقد تم الاعداد للمؤتمر بالتنسيق بين الكتلتين الكبيرتين في اسرائيلء الليكود
والمعراخ» والحركة الصهيونية وفروعها في مختلف أنحاء العالم. وقد حرص منظمو المؤتمر على أن يحضر أكبر
عدد من زعماء الطوائف اليهودية في العالم؛ وخاصة اولِئك المشاهير من الكتاب والفلاسفة والفنانيين» أمثال
دانيال بيرنبيوم وكيرك دوغلاس ويرباره سترايسند التي حرصوا على ظهورها في الاحتفال النهائي للمؤتمر الذي
أجري في جوار حائط المبكى» وقرىء خلاله «بيان القدس» الذي أعلن عن تضامن يهود العالم مع اسرائيل.
المؤتمر ليس الأول من نوعه في اسرائيل. فمنذ اقامتها تُظّمت أريعة مؤتمرات تشايهء إلى حدٌّ ماء المؤتمر هذاء
وإن اختلفت في بعض أهدافها وطرق تنظيمها. فقد نّم المؤتمر الأول في السنوات الأولى بعد قيام اسرائيل؛ وأهتم
الثاني في توفير أسباب الدعم الاقتصادي إلى إسرائيل بعد حرب حزيران ( يونيى) 1477, بمبادرة من رئيس
الحكومة الأسبق ليفي أشكول؛ وفي العام 1910. عقد المؤتمر الثالث كرد صهيوني اسرائيلي على قرا الأمم
المتحدة الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية.
ويدلٌ الاسم الذي يحمله المؤتمر الجديد على الهدف السياسي الذي يريد منظموه الوصول اليه؛ فريْب
الوزراء الاسرائيلي هو الذي قال ان هذا المؤتمر «يثبت ان يهود العالم يؤيدون قرارات حكومة إسرائيل؛ على الرة
من ان الجميع لا يوافقون عليها دائمً» (فولص» هارتس 7/974/ 1945). وما ميّز المؤتمر الجديد أن 1
رؤساء حكومات إسرائيل السابقين لم يقدم» حتى الآن؛ على محاولة الزام يهود «الشتات» بالحصول على مثل هذا
التأييد. فقد حرص دافيد بن غوريون: منذ الأيام الأولى لقيام اسرائيل» على التفريق بين «مواطني إسرائيل»
وبين يهود «المهجر». وهو كان كثير الحذر ازاء التحدث عن إسرائيل على إعتبار انها «مركز سياسي» لكل اليهود»
أينما كانوا. أمّا اسحدق شامير, فقد تصرّق بشكل مغاير. فهو طلب من يهود العالم التضامن كواجب مفروض
عليهم. وبالطبع» فإن يهود العالم؛ ويهود الولايات المتحدة بشكل خاص, ليسوا هم الهدف الوحيد للمؤتمس. بل
انه أراد توجيه رسالة إلى الجمهور الأميركي والكونفرس وإلى الادارة الأميركية, عبر المؤتمر, مقادها ان شامير
ذهب بعيداً» «فيهود المهجر لم يدعوا الى أظهار التضامن مع إسرائيل لكونهم يهوداً فقط... لقد طلب منهم تأييد
حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها؛ وهي الحكومة التي تقود سياسة هي محل خلاف في اسرائيل ذاتهاء وهي
موضع جدل حول النهج الذي تتّبعه مع الادارة الأميركية بالذات» (المصدر نفسه) .
ومنذ بداية التحضير للمؤتمر, لم يخف المسؤولون الاسرائيليون الأهداف الحقيقية من عقده,ء التي كانت
بارزة على أكثر من صعيد. فقد أوجدت الانتفاضة الباسلة أوضاعاً جديدة على مستوى الرأي العام العالمي
وضعت حكومة إسرائيل تجاه تحدّيات قاسية لا يمكن تجاوزها والقفز عنها عبر مناورات من أي نوع . وأصبحت
حكومة إسرائيل مطالبة؛ أكثر من أي وقت مضىء ومن أقرب حلفائها إخلاصاً؛ باثبات حسن نواياها ازاء أزمة
الصراع العربي - الاسرائيلي ومشكلة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني. وقد أنعكست احداث
الانتفاضة على يهود العالم» الذين بدأوا يتلمٌّسون تآكل مكانة إسرائيل لدى مجتمعاتهم الأم وهم الذين كانواء
قبل وقت قصير, يتباهون ب «ديمقراطية» إسرائيل و «فرادتهاء في منطقة الشرق الأوسط. في هذا الاطان قال
العدد 155 آيار ( مايى) 1145 شْوُونُ فلسطيزية 44م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22986 (3 views)