شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 102)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 102)
المحتوى
حب اللوبي اليهودي الاميركي والولاء المزدوج
الى سياسات قادتهاء سواء أكانت خاطئة أم صائبة.
ويبدو واضحاً لقارىء كتاب «اللوبي؛ السطوة السياسية اليهودية والسياسة الخارجية الاميركية» انه على
الرغم من تسليم تيفنان بوجوب «العضلات اليهودية» في مجال صنع القرار وتوجيه السياسة الاميركية, فانه ذهب
في رحلة استطلاع تاريخية للكيفية التي نش بها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة؛ بازاء معارضة قوية ونشطة
من جائب غالبية اليهود الاميركيين وزعمائهم. بل وحتى بعد تأسيس دولة اسرائيل؛ اتخذت تلك الغالبية موقف
التعاطف والتأييد من الدولة اليهودية «ليس على اساس الانتماء بالولاء اليها؛ بل على اساس خيري بحتء تمثل
في تبرّعهم السخي المتواصل بمبالغ ضخمة من ا مال لمساعدة اليهود المضطهدين الذين وجدوا الملاذ مما عانوه,
تاريخياً. من اضطهاد ومذابح في روسيا واوروبا الهسطى والغربية في اسرائيل». وانطلاقاً من هذه الرؤية ‏
«الخيرية» لعضلات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة استشهد المؤلف بقول للحاخام واين مؤسس الحركة
الاصلاحية اليهودية الاميركية: «اننا نعارضء بصورة لا هوادة فيهاء الصهيونية السياسية. إن صهيون كانت
شيئاً ثميناً امتلكناه في الماضيء الا انها ليست املنا للمستقبل. فأميركا هي صهيوننا» (ص ‎.)١5 ١5‏ وامعاناً
في التأكيد» أبرز المؤلف ما ذكره» ذات مرةء الملياردير النقطي جاكوب بلاوستن, عن اليهود الاميركيين: سواء من
الصهيونيين او من غير الصهيونيين, بأنهم مرتبطون بأميركا ارتباطاً عميقاً؛ «فبالنسبة الى هؤلاء» أميركا هي
الوطن؛ وجذورهم ضاربة بعمق في تربتها السخيّة» وأحوالهم مزدهرة فيها» (ص ١؟١).‏
لتدعيم هذه الفكرة, لجأ المؤلفء في الفصل الاولء الى المعطيات الاحصائية: فذكر ان اسرائيل «لم تجتذب
الآ عدداً ضئيلاً للغاية من اليهود الاميركيين؛ فخلال السنوات الثلاث الاولى بعد تأسيسهاء استوعبت اسرائيل
ألفاً من المهاجرين» معظمهم من مشرّدي الحرب الاوروبيين... [ومن يهوب] عدد من الدول العربية: امّا
الاميركيون؛ فعلى الرغم من ان انشاء اسرائيل حرّك نفوسهم بقوة, الا انه لم يحرّكهم الى درجة الذهاب اليها.
كما لم يبق في اسرائيل من الاميركيين والكنديين البالغ عددهم ‎١١‏ الفاًء الذين هاجروا الى اسرائيل خلال العقد
الاول من انبثاقهاء الا ‎56٠٠‏ اميركي فقط» (ص 25).
على ان تفضيل معظم اليهود الاميركيين لأن يظلوا اميركيين ظل مصدر توثّر وعداء لا يستهان به
اليهود الاسيركيين» من جهة» وقادة اسرائيل؛ من جهة اخرى. وضرب تيفنان مثلاً على ذلك «التوتر وال
بتصميم دافيد بن - غوريون على «تدمير منظمات اليهود الاميركيين»؛ بدلا من الدخول في حوار معهاء وأشبان.
بصفة خاصة: الى دوربن -غوريون في التخلص من زعامة الحاخام سيلفر للحركة الصهيونية في اميركاء ومباركته
لسيطرة «رجال المال غير الصهيونيين, محل سيلفر وغيره؛ في تزْمّم اليهود الاميركيين» (ص ‎.)5١‏
هكذا بلور المؤلف الفكرة الناظمة للكتاب بالقول: كان هناك خلاف جذري بين قادة اليهوب الاميركيين
والزعماء الاسرائيليين تمحور في قضية الهجرة الى اسرائيل؛ وفي عدم الاعتراف باليهودية «الاصلاحية»
و«المحافظة» لدى الاميركيين؛ من جانب المؤسسة الاسرائيلية. وهذا يبن «مقدار الفجوة بين أهداف اليهود
الاميركيين وأبناء عمومتهم في أسرائيل». ففي حين أخذ القادة الصهيونيون على عاتقهم القيام بتجريتهم
«الاجتماعية الكبرى في الارض الموعودة», انشغل المهاجرون الى الولايات المتحدة بالقيام برحلة كبرى من
«الغيتي» الى مضواحى المدن الاميركية». وفي غمار تلك الرحلة الاميركية, تكاثرت «المعابد» و«المراكز اليهودية» في
أنحاء الولايات المتحدة وضواحي مدنهاء لكنها كانت اكتسبت سمات اجتماعية اكثر منها دينية. وكما حدث في
حالة كل الاقليات المهاجرة الاخرى, ظلّ المهاجرون اليهود متلهّفين على إن يستوعبوا في المجتمع الاميركي.
فاليهود الاميركيون انتابتهم هرَّة اثارة عندما تحقق الحلم الصهيوني (باقامة اسرائيل على ارض فلسطين) ؛ لكنهم
ما ليث اهتمامهم ان انصرف, بالدرجة الاساس, الى الحلم الاميركي (ص 55-374).
ضمن هذا المنظار, وفي سياق ترسيخ صورة اليهودي الاميركي الملتزم, التزاماً تاماً. بأميركيّته, المرتبط
عاطفياً بيهوديته, كان على تيفنان' لكي لا يبدو مؤلفه ممارسة مجانية لا مؤدّى منهاء وتحصيلاٌ للحاصل ف ما
خص السطوة التي يعرفها الجميع للوبي اليهودي؛ ان يعطي القارىء المهتم نوعاً من التسلسل المذطقي
الحدد 155: أياى ( مايى) 1145 شُيُون فلسطيزية ‎1١١‏
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)