شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 105)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 105)
المحتوى
د. ثبيل حيدري
ذلك الاستعجال اصطدم بحائط من الجمون التعيدي الاميركي والاسرائيي؛ فعنذ البداية» اوضح مستشار الامن
القومي في عهد الرئيس كارترء زبيغينى بريجنسكيء أنه «لن يتحقق اي اختراق اميركي صوب السلام, ما لم
تتمكن الولايات المتحدة من اقناع اسرائيل» وأورد لمؤلف قو لاحد معارني كارتر امشخم صية في شؤون الشرق
الاوسط (ِيربجح انه وليام كوانت) ان كارتر «انتهجء خلال السنة الاولى من ركاسته؛ سياسة تجاه الشرق الاوسط
اتصفت بالطموح, ول تتصف بالانشغال الواجب بالاعتبارات السياسية الداخلية»؛ أي بالسطوة السياسية
اليهودية. واضاف قائلاً انه «بدا للبعض ان كارتر كان, في الواقع, منشغلاًٌ بالشرق الاوسط اكثر مما يجب»» وان
ذلك الانشغال «بدا لبعض المحيطين به» نابعاً. جزئياً على الاقلء من شواغل دينية, مثلما نبع من تطلعه الى خبطة
كبرى» خلال فترة رئاسته (ص ‎.)١٠١١‏
‏وتبعاً لذلك؛ الح كبار معاوني كارتر على ان يكتفي «شر السخونة الشديدة التي يمكن ان تهبٌ عليه من جانب
اليهوب الاميركيين». لكن كارتر «ركب رأسهي وأعلن ان من «مستلزمات السلام» في الشرق الاوسط توفير وطن
ل «اللاجئين الفلسطينيين الذين عانوا كثيراً لسنوات طويلة». واضاف تيفنان: «ولقد كان هذا التصريح بمثابة
وضع عود ثقاب مشتعل على فتيل الديناميت شديد الانفجار والقائه وبسط اليهوب الاميركيين». ومن يومها؛ بيدأت
الامور تدلهمٌ بالنسبة الى كارت وكما ذكر تيفنان «احرق الرجل نفسه». وعندما زاره رئيس الوزراء الاسرائيلي
آنذاك, أسحق رابين» في البيت الابيض, عامله يبرود واضح. وعندما عاد الى اسرائيل» كان أول تصريح اطلقه
ناطقاً بالازدراء؛ اذ قال: «يبدى أن اسرائيل سيتعين عليها ان تدفع الكثير الى ان تكتسب الادارة الاميركية
الجديدة الحنكة السياسية وتقترب من النضج الذي تفتقر اليه حاليأء (ص ؟5١7-1١٠).‏
واستطرد تيفنان في رواية ما جرى لكارقر, الذي بات عبرة من يعتبر» فقال ان زعماء اليهود الاميركين الذين
تشككوا في كارتر ومعاونيه «ما لبثت ان تحولت شكوكهم الى عداء مكشوف. والواقع ان احداً من الزعماء
الاميركيين لم يشهد, طيلة تاريخ اللوبي اليهودي. شيئاً يقارب العداء الذي واجه به اللوبي كارتر, وما أعدَّه له
من مصائب». وحينها صرح احد حاخامي نيويورك لمجلة «تايم» بقوله: «لو كان كارتر قال ابّان حملته الانتخابية
شي مما يقوله الآن» لما كان رأى البيت الابيض بعينيه» (ص 4 6
لعل مسألة «الخبطات الكبرى», التي حاول الكاتب ان يبنّها في ثتايا فصول كتابه, هي التي جعلته يركن
في الفضل الخامس, على صفقة طائرات «الاواكس» الى المملكة العربية السعودية في عهد الرئيس رونالد ريفان,
دون سوآها من القضايا الاخرى المثارة, وما اكثرهاء فشدّد (ص ‎)11١ ١156‏ على ان طائرات الاواكس الخمس
التي حصلت عليها السعودية والمعركة المدوٌية التي افتعلها اللوبي اليهودي حولهاء كانت كسباً اعلامياً ذلك
اللوبي. كيف ؟ أورد. في هذا الصدد,ء قول لرئيس اللوبي «ايباك» توماس داين: «كانت معركة الاواكس معركة
فاصلة. لقد خسرنا التصويت في الكونغرس ؛ لكننا كسبنا القضية». وذكر تيفنان ان ما كسبه اللوبي في تلك المعركة
كان انتصاراً دعائياً ضخماً «فقد اعتبر اليهود الامييكيون بيع الاسلحة الى السعودية دلي على تعاظم سطوة
ما وصفوه بأنه ' اللوبي العربي ' » واعتبروا بذلك ان اعداء اسرائيل كانوا بدأوا يقفون على ارجل راسخة, على
الرغم من ان ' ايباك ' كانت تعرف ان ذلك لم يكن حقيقياً »وان الذي انجح الصفقة, بالقوة, كان رونالد ريغان
وليس ' الرابطة الوطنية للاميركيين العرب” . الا أن توماس داين لم يكن على استعداد لتضييع الفرصة الذهبية
التي هرع اليهود الاميركيون بفضلها الى الانضمام الى اللوبي ودعمه ماليا» وقال احد اليهود الاميركيين
النشطين. في هذا المجال: «ان معركة الاواكس كانت من أهمّ المعارك الحاسمة التي كسبتها ' ايباك ' ». فبعد
تلك المعركة, لم يعد هناك من يتضرّر من ضغط توماس د اين عليه لتقديم كل دعم الى اسرائيل؛ ولقد كان الضغط
عظيماً بحق» . فاللوبي اليهودي بارع , كما رآيناء في تحويل الهزيمة الى نصر, وجعل كل «ضارّة» نافعة . وهنا يحسن
التذكير بأن اسرائيل استفادت, بالفعل؛ اكثر من التعويضات الاضافية؛ الاقتصادية والسياسية والعسكرية,
بفضل قضية الاواكس.
تبحث الفصول الخمسة الباقية في موضوع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. وهذه الفصول هى
1 يون فلعطيفية العدد 5 ‎,١5‏ أيار ( مايى) 1546
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10636 (4 views)