شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 106)
- المحتوى
-
بم اللويي اليهودي الامبركي والولاء المزدوج
اقل فصول الكتاب اهمّية ونفعاً؛ وفيها علّل تيفنان ووصف دور اللوبي اليهودي المؤيد لاسرائيل وجهوده في ايجاد
التحالفات مع القطاعات المختلفة في المجتمع الاميركي, للمحافظة على امد ادات اسرائيل العسكرية والاقتصادية
كاملة» ولتؤمن استمرار استثنائها من التدقيق (انظر بيصفة خاصة الفصل التاسع). وتتبع المؤلف المراحل التي
أوصلت «ايباك» الى وضعها المسيطر الراهن, وأخذ هذه القضية كمسلمة لا تحتمل النقاش, كون هذا اللوبي
«اصبح كما لى انه يمتلك الكابيتول هيل» (اي يمتلك الكونقرس الاميركي). يمتلكه. لا يؤثر فيه, أى يستميله, اى
يتفاهم معه)» بل يمتلكه (ص 147). الامر الذي جعل واقع السياسات اليهودية في الولايات المتحدة يتمثل في
«ان كل ما يقوله اللوبي اليهودي بشأن اي امر يتعلق باسرائيل هو ما تنفذّه الحكومة الاميركية», وجعل بوسع
«ايباك» أن تنفّذ ما تقول؛ وكما لا يكف توماس داينء رئيس اللوبي» عن القول لسامعيه اليهود: «ظل ذلك اللوبي
كالفيل الهنديء لا يُتسى ابدأ» (ص 175 159). ١
واضضاف تيفنان: «ولريع قرن: حتى الآنء ظلت * ايباك ' اللوبي الاميركي اليهودي الرسمي في مقر ”
الكونغرسء والمنظمة الوحيدة في واشنطن المسجلة كلوبي اميركي يمارس الضغط لحساب اسرائيل»: والسمسار
المؤتمن بين رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية واعضاء الكونغرس. ومنذ البداية» ظل مبرّر وجود هذا اللوبي
مالياً. وظلت وظيفته الاساسية تامين استمرار تدقق العون الامرركي على اسرائيل ٠( 4 مليار دولار منذ اقامة
الدولة اليهودية). فالذي لا يماري فيه احد ان الاقتصاد الاسرائيلي يعتمدء اعتمادا كلياً. على سخاء الكونغريس
وكرمه» وأن جنوح الكونغرس الى التقتير على اسرائيل ان كان مثل ذلك التقتير متصوّراً يعني دمار اسراكيل
بأسرع مما يمكن ان يدمّرها جيش عربي. و«أيباك» قد باتت سيدة الكونغرسء» وكان ذلك هو ما قصدت ان تقوم
ائة.
الآان السيطرة ة على مقدّرات الكونفرس ليست بكافية. ومن هنا كان السعي الى «تملّك» البيت الابيض
ايضاً . وكما تشير معركة القاضي روبرت بورك الاخيرة التي هزم اللوبيٍ أليهوديء في غمارهاء البيت الابيض,
هزيمة منكرة» واحبط سعيه الى تعيين ذلك القاضي الذي وصف بأنه «متحيّز ضد الاقليات», ظل هناك السعى إلى
تأمين المحكمة العلياء المرجع الاعلى في تفسير احكام الدستور وارساء السوايق القانونية. ويتامين ال.
الثلاث, التشريعية (الكونغرس) والتنفيذية (البيت الابيض) والقضائية, ويالذات المحكمة العلياء وفي الوقت
أمتلاك وسائل الاعلام والنشر ووسائل صنع الرأيء اقترب اللوبي من ان يصبح «سيد الولايات المتحدة»؛ ولس
«سيد الكوتغرس» فحسب.
هناء ليسمح لنا تيفنان بالانتقال الى الهجوم المضاد لندعوه الى الكفّ عن هذه «التفسيرات الجديدة» للولاء
المزدوج لليهود الاميركيين, والتي لا تفسّر شيئاً ؛ بينما هي تجعانا نستشيط غيظاً ؛ أذ ان هذه التفسيرات محكومة
بالتناقض الذي فرضه منهج الكاتب نفسه» وجعل عدد أ كبيراً منها ملتبساً وغير واضح. فبمقدار ما حتٌ تيفنان
على ضرورة التمييز بين يهودية المرء واميركيته, فانه أوصلنا الى افكار مختلطة ومشوّشة وذات طابع انتقائي في
النتيجة.
طبعاً لم يقل تيفنان لنا ماذا يعرف عن عملية صنع السياسة الخارجية الاميركية: ويبدى انه؛ هى نفسه:, لا
يهمّه هذا التفصيل؛ فمن مكانه» يستطيع التعميم؛ من بعد. ولا ريب» فان ما يثير في صنع السياسة الخارجية
الاميركية, منذ هاري ترومان: ليس تقطعاتهاء انما استمراريتها المدهشة: ليس الاختلافات بين التأكيدات التي
جاء بها هؤلاء الرؤساء بعد الحرب العالمية الثانية الى السياسة الخارجية: انما تماثل مواقفهم تجاه العالم
الخارجي. ومن المأمونٍ أن نذهب الى أن الاستمرارية المتجسّدة في مؤسسة متكاملة (كمؤسسة الرئاسة في
الولايات المتحدة) هي دالّة التعقيد . والتعقيد» بدوره؛ لا يلفت انتباه الباحث؛ أي باحثء الآ اذا كان مجال بحثه
سياقياً . وكلّما كان سياق الرؤية اكثر تعقيداً ازدادت استمرارية المؤسسة.
هكذاء يتميّز التيار الرئيس لتفسير صنع السياسة الخارجية الاميركية ازاء الشرق الاوسط بتركيز على
«التفسير التاريخي» اكثر منه على التفسير التحلييء وكأنه تركيز على ما يسمي ب «التفسير الحكومي». أي
العدد 154., أيان ( مايى) 1185 تيون فلسطنية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10636 (4 views)