شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 59)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 59)
المحتوى
عماد هرملاني ب
دفعت الاتحاد السوفياتيء في كانون الثاني ( يناير) 1555 الى الاعلان عن قطع العلاقات
الديلوماسية مع اسرائيل؛ وتممت اعادة العلاقات في العام عينه: ولكن بعد ان قدّمت: الحكومة
الاسرائيلية تعهّدات صريحة بأنها لن تنضمٌ الى أي حلفء او ميثاق: يهدف الى الاعتداء على الاتحاد
السوفياتي. وفي ظل عملية المدّ والجزر التي مرّت بها العلاقات في مستواها الرسمي؛ شرعت صورة
اسرائيل؛ في الأدبيات السوفياتية» تفقد ما خلع عليها من نصاعة في المرحلة السابقة حيث لم تعد
اسرائيل هي التي عُوّل عليها لتكون رأس حربة في مواجهة المصالح الاستعمارية في منطقة الشرق
الاوسطء بل انها غدت ‏ حسب تعبير صحيفة «الجيش الاحمر» العام ‎١957‏ «مجرّد دولة رأسمالية
تعتمد على واشنطن»؛ وأصبح قادتهاء في وصف للبرافد ا «مجموعة من الكلاب المتعطّشة للدماء»؛ وفي
وصف آخر للأزفستيا «مجموعة من التروتسكيين والبورجوازيين الوطنيين... يبيعون وطنهم وأهلهم
وشرفهم من أجل الدولان»(").
وفي موازاة ذلك كلهء كان المؤْشر الأكشر دلالة الى تأزم العلاقات بين موسكو وتل - أبيب هو
المساعي الحثيثة التي بذلتها الدبلوماسية السوفياتية للتقرّب من الحركات الوطنية والأنظمة الجديدة
التي ظهرت في بعض دول المنطقة, ويصورة خاصة في النظامين الحاكمين في مصر وسوريا. وقد جاء
الاعلان عن انشاء حلف بغداد» في أوائل العام 1545؛ ليعطي جهود موسكو المبذولة في هذا الاتجاه
دفعة قوية الى أمام» حيث وفر الاحساس المشترك؛ بالخطر الناجم عن تشكيل هذا الحلف الجامع
المشترك المطلوب لتحقيق حذ أدنى من التفاهم والتعاون بين هذه العوا صم التي وجدت نفسها معذية
بالوقوف في وجه الحلف. أما الثمرة العملية التي أسفرت عنها محاولات موسكوء فقد تمثّلت في صفقة
السلاح التي عقدتها مصر مع تشيكوسلوفاكيا العام 5 154. والتي تبعتها صفقة أخرى مع سوريا.
حيث كان واضحاً ان دخول السلاح التشيكي مصر وسوريا يعني, في ترجمته العملية. دخول
السوفيات الى المنطقة من غير البوابة الاسرائيلية . وعلى الرغم من ان الاتحاد السوفياتي حرصء حتى
نهاية العام ‎2,١550‏ » على عدم جعل تقرّيه من يعض العواصم العربية سبباً في تدهور علاقاته مع
اسرائيلء الا ان حركة الاحداث على ساحة الشرق الاوسط بدآأت: منذ العام 1107, تفرض على
الدبلوماسية السوفياتية ان تحسم أمر اختيار المعسكر الذي ستقف الى جانيه. والواقع» ان تتبّع
سلسلة البيانات التي اصدرتها الخارجية السوفياتية: خلال العامين 115 و1545: بشأن الوضع
في الشرق الاوسطء تكشف عن ان الهاجس الأساسي الذي كان يشغل بال موسكو: خلال تلك الآونة,
هو الحؤول دون استخدام الصراع العربي - الاسرائيلي ذريعة لادخال قوات تابعة للدول الغربية الى
بعض أقطار المنطقة. الا ان الظروف الاقليمية والتداخلات الدولية التي كانت تتفاعل: آنذاك: جعلت
هذا الهاجس يتحوؤلء في ترجمته العملية» الى الاعلان عن رفض موسكو لأية محاولة من اجل التدخُل
من الخارج في الشؤون الداخلية للدول العربية المستقلة37).
وقد جاء العدوان الثلاثي الذي تعرّضت له مصر العام ‎,.١551‏ ليفرض على الاتحاد السوفياتي
ان يتقدم خطوة أخرى الى أمام؛ على طريق حسم خياراته ازاء المنطقة. وقد حاولت موسكي. في البداية,
ان تواصل سعيها الى المحافظة على علاقاتها الودّية مع الجانبين» وهو ما يمكن تلمّسه في البيان الذي
أصدرته الحكومة السوفياتية بصدد مسألة قناة السويس.ء بتاريخ ‎١5‏ أيلول ( سنتمير) ‎,١155‏
‏حيث يلاحظ ان الحكومة السوفياتية اقتصرت. في هذا البيان» على التنديد بالاجراءات التصعيدية
التي تتخذها حكومتا بريطانيا وفرنسا ضد مصر بسبب تأميمها لشركة قناة السويسء ويالصمت
الاميركي عن هذه الاجراءات: هذا فيما تحاشت الحكومة السوفياتية ان تأتيء في بيانها على
م2 لشُوُون فلسطيزية العدد ‎:١155‏ حزيران ( يونيى ) ‎١51495‏
تاريخ
يونيو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)