شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 61)
- المحتوى
-
عماد هرملائي ل
لحظة البدء بالعدوان» وضعت مصداقية السياسة السوفياتية في المنطقة تجاه امتحان عسير فرض
على موسكو ان تكشف عن حدود السقف الذي يحكم حركتها في الشرق الاوسط. ولعل المشكلة
الاساسية التي واجهتها الدبلوماسية السوفياتية؛ خلال أيام الحرب» هي التوفيق بين رغبتها القوية
في الاحتفاظ بالموقع المؤثْر الذي فرضته لنفسها على خارطة توازنات المنطقة؛ وبين حرصها الشديد على
عدم المخاطرة بدفع الامور الى حافة التصعيدء الذي يمكن ان يودي الى الدخول في مواجهة مباشرة
مع الولايات المتحدة الاميركية. وهكذاء فان ردوب الفعل التي اتخذتها القيادة السوفياتية ازاء
التطورات الجارية على ساحات القتال: وامتناعها عن القيام بأي اجراء عملي يذكر من اجل انقاذ
سمعتها العسكرية: كانت توحي وكأن موسكو آثرت ان تسلم بهزيمة سلاحها داخل الشرق الاوسط
لتجنيب نفسها التؤرط في مواجهة غير محسوية مع الولايات المتحدة. لكن امتناع موسكوى عن القيام.
بأية مبادرة عملية للتأثير في مجرى الاحداث طرحء على الفور. احتمال ان تضطر الدبلوماسية
السوفياتية الى دفع ثمن هذأ التردّد من رصيد الموقع الذي بد أت تشغله بالنسية الى توازنات المنطقة,
خصوصاً وان ردّة الفعل العربية على الهزيمة سارعت الى تحميل الاتحاد السوفياتي قسطاً من أوزار
ما حصل. وعلى المستويين» الرسمي والشعبيء كانت حملة واسعة من الانتقادات توجّه الى الاتحاد
السوفياتيء وتتناولء بشكل خاص.ء مناوراته السياسية التي سبقت الحربء ولا سيما ما يتعلق
بتدخله من اجل اقناع مصر بأن لا تكون البادئة باطلاق النارء وتعطف على التشكيك بقدرة السلاح
السوفياتي وبالأسباب التي تمنع موسكو من تزويد العرب بسلاح هجومي يمكّن من قلب موازين
القوى في المنطقة, لتصلء في النهاية» الى التشكيك بمصداقية الدبلوماسية السوفياتية في المنطقة
وبنجاعة استمرار التحالف مع موسكى. بعد ان تركت حليفها الاقليمي وحيداً على ساحة المعركة.
على هذا النحىء بدا وكأن ما بنته الدبلوماسية السوفياتية من نجاحات في المنطقة؛ على مدى
السنوات الماضيةء أصبح على وشك ان ينهار دفعة واحدة. وكتعبير عن خيبة الأمل هذهء ارتفع داخل
الادارة السوفياتية بعض الاصوات التي تساءلت عمًّا اذا كان من المناسب للاتحاد السوفياتي ان
يستمر في اداء دوره داخل المنطقة ام ان انعدام التكافق الاستراتيجي بين العرب واسرائيل - الذي
كشفته الحرب - أصبح يستدعي التفكير جديا بأفضل الطرق الملائمة 5 للانسحاب من المنطقة يشكل
كامل وتجنب المغامرة بتعريض السلاح السوفياتي وسمعة موسكو الى نكسة جديدة ؟(١١). ومع ذلك,
فان القيادة السياسية في الاتحاد السوفياتي واصلت مساعيها من أجل عبور هذا القطوع دون
التؤرط في مواجهة عسكرية. وفي الوقت عينه دون التفريط بمواقعها في المنطقة. ومن أجل تحقيق هذه
المعادلة الصعبةء جهدت موسكو من اجل تسريع عملية نقل المعركة الى جبهة أكثر ملاءمة بالنسبة الى
حسابات السياسة السوفياتية؛ وهي جبهة العمل الدبلوماسي.
وهكذا كدّفت الدبلوماسية السوفياتية نشاطهاء بهدف التوصّل الى اتفاق لوقف النار يوقف,
بالتالي» تقدم القوات الاسرائيلية داخل الاراضي العربية؛ وذلك بعد ان اخفقت موسكو في فرض موقفها
الذي طالب اسرائيلء في اليوم الاول من الحربء بأن توقف «عملياتها الحربية» ضد الدول العربية
«فوراً ودون شرط»؛ وان تسحب قواتها الى ما وراء خطوط الهدنة؛ «باعتبار ذلك أول اجراء مستعجل
لتصفية النزاع الحربي»2"١)
ومع ان القرار الذي صدر عن مجلس الامن الدوليء والذي دعا الى ايقاف فوري لاطلاق الثان
دون ان يشير الى العدوان الاسرائيلي ودون ان ينص على انسحاب اسرائيل الى مواقع الرابع من
حزيران ( يونيو)» وأثار شعوراً بالاستياء عند الجانب العربيء فان الاتحاد السوفياتي شرع,
316 شوُون فلسطيزية العدد ,.١55 حزيران ( يونيى) 1989 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 195
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)