شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 62)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 62)
المحتوى
لل العلاقات السوفياتية ‏ الاسرائيلية
بعد صدون هذا القرار. بتحرك من اجل استعادة زمام المبادرة الذي كاد ان يفلت من بين يديه.
وكخطوة أولى على طريق استرضاء حلفائها العرب: حاولت موسكى ان تعوّض عن تلكوّها في نجدة
الجيوش العربية عبر اظهار أكبر قدر من التشدّد ازاء اسرائيل على ساحة المواجهة الدبلوماسية. وف
اشارة الى الطريق الذي ستسير فيه موسكوء وبجّهت الحكومة السوفياتية» في السابع من حزيران
( يوني )» بياناً الى الحكومة الاسرائيلية حذّرتها فيه من ان الاتحاد السوفياتي «سيعيد النظر في موقفه
من اسرائيلء ويتخذ قراراً بشأن مستقبل العلاقات الديلوماسية:» في حال عدم تقيدها يقرار وقف
النار.. وأضاف البيان انه «بديهي ان الحكومة السوفياتية ستدرسء وستحققء الاجراءات اللازمة
التي ت تستوجيها سياسة اسرائيل العدوانية»!'). وفي التاسع من حزيران ( يونيى )» دعت القيادة
السوفياتية الى عقد. اجتماع في موسكو ضم قادة الاحزاب الشيوعية والعمالية ورؤّساء الحكومات في.
دول اوروبا الشرقية خصّص لناقشة الوضع في منطقة الشرق الاوسط. وياستثناء رومانيا وحدهاء
قرّر المجتمعون قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل. وفي اليوم التالي مباشرة» بادر الاتحاد
السوفياتي الى تنفيذ القرار الذي صدر باشرافهء وأعلنت الحكومة السوفياتية» رسمياًء قطع علاقاتها
الديلوماسية مع اسرائيل.
على أساس ما تقدمء يمكن القول ان قرار قطع العلاقات الديلوماسية مع اسرائيل فرض نفسه
كاجراء لا بد منه من اجل اعادة الروح الى العلاقات السوفياتية ‏ العربية, وبالتالي من اجل الحفاظ
على وجود موسكو ضمن خط حركة الاحداث في منطقة الشرق الاوسط. الا ان قرار قطع العلاقات مع
اسرائيل» وبمقدارما عكس رغبة موسكو في اظهار وتأكيدء تضامنها مع الدول العربية؛ كان يدأل؛ في
الوقت عينه. على ان لعبة الاستقطابات الدولية في المنطقة بلفت مدال خصوصاً وان قرار 0
بقطع العلاقات مع اسرائيل تزامن مع اعلان بعض الدول العربية عن قطع علاقاته مع الولايات
المتحدة الاميركية. وفي ضوء مثل هذا التجاذب الحادٌء كان واضحاً ان فرصة جديدة قد سنحت
للاتحاد السوفياتي, من اجل توسيع حجم تواجده في المنطقة؛ كما كان واضحاًء في الوقت عينه؛ ان.
الافادة من هذه الفرصة المؤاتية متوقفة على مدى استعداد القيادة السوفياتية لتوسيع حجم
التزاماتها ازاء الدول العربية» وخصوصاً تلك التي تقف على خط المواجهة ضد اسرائيل. ‎٠‏
وتنبع الاشكالية التي ينطوي عليها القرار السوفياتي بصدد هذه القضية من ان المسالة لم تكن
تتوقف عند حدود الاعتبارات التقنية وحدها؛ فالواقع ان تكثيف حجم الارتباط العسكري السوفياتي
بمشكلة. الشرق الاوسط كان معنياً بآن ,نلحظ وجود .هؤة كبيرة تفصل بين نظرة الدول. العربية الى
معطيات الصراع العزبي - الاسرائيلي وآفاق تسويته؛ وبين نظرة موسكو الى هذه المسآلة . فمن الوجهة
المبدئية» كان ارتكاز المنظور السوفياتي للعلاقات الدولية على أساس الحفاظ على ما هو قائم ومعارضة
كل ما من شأنه تهديد. النظم الاقليمية. الموجودة ينعكسء في حالة الشرق الاوسطء في رفض أي طرح
يهدف الى قلب الاوضاع القائمة في المنطقة, سواء بالنسبة الى اسرائيل؛ أى الى غيرها من الدول(؟).
ولكي تتدارك أي سوء تقدير من جانب العرب للدلالات. التي ينطوي عليها قرار مووسكى بقطع
علاقاتها الدبلوماسية مغ اسرائيل وموافقتها على زيادة حجم التزاماتها العسكرية ازاء الدول العربية:
التي كانت تنظن.الى صراعها:مع اسرائيل على.انه صراع مصيري حول الوجود ذاته.كان على القيادة
السوفياتية.ان تكرر: دائماًء على مسبامع حلفائها العرب تأكيد معارضتها للطروحات الداعية بة الى تدمير
اسرائيل» والتذكير بآن: الاتخان :السوفياتى «ليس ضد..اسرائيل: بل هو.ضد. السياسة التى. ترتكبها
الدوائن الحاكمة فيها»» كما جاء في خطاب رئيس الوزراء السوفياتي: الكسي 'كوسيغنء في الجمعية.
العذدة ‎3١59‏ :حزيران (:يونيئ) ‏ 15/85 الشوُون فلسظيزية” 15
تاريخ
يونيو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22443 (3 views)